jeudi 18 octobre 2012

ثقافة الناس عند الناس وثقافة الحاكم في التلفزة.






( البعض من مداخلتي وأفكار أخرى في اجتماع نداء تونس بالفنانين والنخبة المثقفة يوم 18 أكتوبر2012 بمقر النداء)
في كل مرة نحضر في ندوة والا لمة والا جدل حول الثقافة ما بعد الثورة، جزء كبير من العاملين في هالمجال يتموقعو في موقع المطالبة للقطاع اللي ينشطو فيه باعتباره مهم للبلاد والعباد وللتصدير وغيره من ها الحجج. وكذلك عدد كبير يعبروا على خوفهم وتخوفاتهم من الأخطار اللي تتهدد النشاط الثقافي بكل أنواعه خصوصي من بعض الحركات السلفية والاستأصالية، وثمة اللي يخرج من المنظومة الثقافية باش يقول أنه في الأخير المتهَدَّدْ هي المنظومة الاجتماعية بكلها بما في ذلك نمط عيش التوانسة اللي تعودو بيه وتقاسموه من الاستقلال لتوة.
يقول القايل "كيف البومة فيها خير علاش اماله خلـّفوها الصيادة"؟؟ والا كيف الثقافة التحديثية والمثقفين المتنورين واللي متشبعين بأفكار الحرية وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمنظومة الاجتماعية التونسية الي نتجت من تعميم التعليم ومدرسة الجمهورية، حاجات باهية ومهمة وتصلح للبلاد، علاش جزء لاباس بيه من التوانسة صوتوا للنهضة ولفكرها المعاكس بالمرة لهالفكر المتنور ولهالمنظومة التونسية المتسامحة المعتدلة الباهية؟؟؟
مالجملة في لمة بمبادرة حركة نداء تونس اللي الغرض منو هو بلورة رؤية لمسألة الثقافة برشة من الحاضرين ما نجموش يتخلصوا من هاك الموقف المطلبي متاع آش يلزم للسينيما واش تحتاج الموسيقى، وهاذي طلبات المسرح والرسم والا الرقص وغيره، وخاطبو سي الطيب البكوش وسي الباجي وكأنهم غدوة باش يولليو هوما في الحكومة، وطلبوهم باش يعرضوا تصورهم وبرنامجهم الثقافي...
يتبين بالكاشف اللي سياسة أكثر من خمسين سنة في الثقافة وفي غير الثقافة اللي كانت فيها الدولة مسيطرة على كل الميادين كيف الفلاحة اللي أكبر ملاك للأراضي الفلاحية هي الدولة والا الصناعة اللي الدولة تمالك فيها قريب أغلب وسائل الإنتاج الصناعية من السيمان للطاقة للفسفاط لغيره، خللَّى هاك التواكلية تتغلغل في ريوس لعباد اللي ما يراو مصيرهم كان مرتبط بالدولة الشيء اللي يخلليهم ديمة في موقع المطالبة والمسَاسِية...
ممكن في بعض البلدان الدول تكون منتج صناعي والا فلاحي كيف هو الأمر في ما كان المعسكر الاشتراكي والا الصين الشعبية ليوم، أمَّا أنه الدولة تكون منتج للثقافة اللي هي بالأساس منتوج لامادي لا فيه مواد خام ولا أولية ولا ثمة لا وسائل إنتاج ولا ماكينات ولا معامل يلزم الدولة تسيطر عليها باش يكون عندها منزلة المحتكر لإنتاج الثقافة. صحيح الدولة تنجم كيف كان الحال قبل الثورة وحتى بعد الثورة تكون يدها على سبابل تمويل الأعمال الثقافية والا المساعدة على تمويلها الشيء اللي يخليها تتحكم بيدها على الأكسيجين الضروري لأي عمل فني من النوع الحديث والعصري. أمَّا الدولة مهما عملت وسيطرت ما تنجم تمنع المجتمع أنو يعبر بالطرق التقليدية متاعه سوا كانت غناء والا شعر والا نسيجة والا شطيح والا بأي طريقة من الطرق اللي هو الوحيد المتحكم فيها. على هذاكة نقول ثقافة الناس عند الناس و"ثقافة الحاكم" في التلفزة.
الشيء الملفت للإنتباه، هوأنه النخبة المثقفة كي اللي يعملوا ويعيشوا وياكلوا في خبزتهم  من الثقافة والا اللي يعتبرو أرواحهم من المتنورين ما يتساألوش علاش  جزء من المجتمع صوت للي يحملوا أفكار اللي هي على النقيض من المشروع الفكري والثقافي اللي جاوا بيه نخب الاستقلال؟؟؟ ما يتساألوش علاش الأفكار متاع النخبة المثقفة والمتنورين ما نفذتش للمجتمع وما كان عندها حتى تأثير عليه؟؟؟؟ زعمة هالأفكار ما هيشي متاع أقلية طبقية ميسورة هي اليوم خايفة على البعض من امتيازاتها اللي تعودت بيها؟؟؟.
اليوم تواجهنا زوز أولويات كبيرة:
أولوية استراتيجية وعلى مدى متوسط وطويل تتمثل في ضرورة الإجابة على هالسؤالين المصيريين:
·        علاش برغم تعميم التعليم وبرغم تميز تونس على غيرها من البلدان العربية سوى في التعليم والا في تحرر المرى علاش الأفكار التنويرية اللي كانت ورى هالتميز فشلت أنها تكون هي الأفكار اللي يكونلها الفوز في أول منافسة انتخابية جدية ونزيهة بعد الثورة.
·        علاش أفكار النخبة المتنورة ما كانش عندها النفاذ الكافي في المجتمع باش يكون عنها التأثير الفعال في عقليات التوانسة، وإلى متى باش تبقى هالقطيعة ما بين النخب ومجتمعها متواصلة الشيء اللي يخللي النخب معزولة قدام الضربات المتتالية للمثقفين والفنانين.
وأولوية تكتيكية آنية تتمثل في خروج النخبة المثقفة من موقف المتفرج اللي يستنى لين يطيبولو البرامج والتصورات اللي تساعدُه.
اليوم المثقف يواجه مطالب واضحة لابد  أنُّه يحدد موقفُه منها بكل وضوح:
·        صحيح اللي إستقلالية المثقف كانت وما زالت هي الضامن لحرية خلقُه وإبداعُه وبلا شبيها يصعب أنُّه يكون موضوعي وحر، نعتبر أنُّه هاذا ما يتنافاش مع دعوتُه للإسهام في بلورة وتصور مستقبلي للثقافة ودورها في عملية الانتقال الديمقراطي سوى كانت الدعوة من نداء تونس أو من المسار أومن الجمهوري أو من الجبهة الشعبية المهم أنه ما يستقيلش من الدور التاريخي متاعه واللي ما ينجم يحل محله أي شخص آخر من أهل السياسة.
·        اليوم الاستجابة للدعوة هاذي يلزمها تكون واضحة للمثقف وللحركات السياسية الديمقراطية على حد السواء، المثقف ما يلزمش اعتبارُه بالمرة كرقم في أرقام المنخرطين في أي حركة من الحركات السياسية، هذا ما يمنعش أنه المثقف وبطواعية اختيارُه هو الوحيد اللي يقرر انضمامه لأي حركة سياسية.
·        نعتبر اللي تونس اليوم وطنا وتاريخا و موارد بشرية وطبيعية وإمكانات متنوعة هائلة تونس بكل هذا في خطر والخطر ما يهددش الأفراد فقط (ولوكان جاء هذاكة برك في الهم عزاء) وإنما يهدد كيانها بأكمله والأمثلة على هذا ماثلة قدام عينينا، (بغداد والعراق مثلا) لذلك ومن أجل تونس إلتزام المثقف ما عادش يمكن اعتباره من باب الترف الفكري والا الحساب السياسي، سوى يلتزم خط الجبهة أو الجمهوري أو نداء تونس والا المسار المسألة ما تفرقش.