العرَّاسة في عرس الدويرات هما أصحاب العريس وفي أغلبهم بكونو أصحاب
عزوبيته يحب يقول أصحابه اللي يودهوه وهو يودع آخر أيامات عزوبيته، ما عدا
عدد قليل للغاية من المتزوجين الجدد وخاصة وزيره اللي يكون عنده قرابة
متينة معاه والا صحبة باهية ومطيحين حرف الياجور مع بعضهم. العرَّاسة
يلتزمو مصاحبة العريس من نهار اللباس اللي يتم عادة في النظام التقليدي
نهار الاثنين أو نهار البدو. واتزامهم مع العريس يقتضي أنهم يكونو فاضيين
شغل وحاضرين باش يتحملو مصاريف العريس واللمة وكل واحد من جيهته يوللي حمل
الجماعة ريش. آخر سهرية العراسة والعريس في حالة العزوبية تصير نهار
الاربعاء اللي يباتو فيها العراسة مع العريس وساعات يصبحو لعب وغناء ومقالب
وضحك وتفدليك...
بعد ليلة الدخول آخر نهار الخميس يستقر العريس
والعروس في بيت أو غار خاص بيهم بكون مقسوم ربع للحجبة وثلاث أرباع
للعراسة.. الحجبة هو الفضاء الخاص للعروس وعريسها، وفي غياب العريس يكون هو
الفضاء متاع العروس ووزيتها وعراَّستها من البنات صاحباتها. العريس
واصحابه يتلمو عادة في وقت الغداء وجزء من العشية وفي وقت الغشاء وجزء من
السهرية، تكون هاللمات فيها مراوحة ما بين الغناء والرقص وعديد الألعاب
منها البشمق او الكندرة والقرقور. إدا كان لعبة البشمق هي لعبة حظ يكون
فيها سارق وحاكم وجلاد وأحكام بالجلد يحب يقول ضرب يالكندر على اليدين بما
يحكم الحاكم، فإن لعبة القرقور لعبة فطنة وانتباه وتلاعب يالكلام العبرة
منها أنه الواحد يحصل وترصيله يهز في القرقور وهي فردة الرحاى علة ركايبه.
فواعد
لعبة القرقور أنهم العرَّاس يتقسمو أزواج كل واحد وصاحبه، وكل واحد يتكلم
باش يدافع على صاحبه ما عندوش الحق يدافع على روحُه. يبدى اللعب والقرقور
ماهو عند حد، وكأنه ولد صغير في حاجة للرعاية وحجر يحضنه، يبدى في الحديث
واحد من الكبار يمقدمات وكلام منمق ويختم على أنه فلان هو الأجدر باش يتحمل
القرقور، ينتفض صاحب فلان ويقول مثلا: لا ما يهزاش ما يهزاش ويلتفت لواحد
ويقول له: شك أتَّاويد أمدوكليك أيسُّوسم
يقوم صاحب المخَاطب يغيط: لا واتيتياويس واتيتياويش، قام...
يجاوبو صاحب المتكلم السابق: آوي
حتى لين يتلخبط أحدهم أمَّا يدافع على روحه والا يتكلم في بقعة غيره ويهز القرقور.
واللي يحصل يبدى الكلام: ياصاحبي إيدي عيت
يجاوبو واحد: سير ونكس
يجاوبه صاحبه: أنت تهزه
يدافع عليه صاحبه اللي عنده يقعد عنده
إلى آخره....
المهم
في اللعبة التنقل من الكلام مابين اللغة الدويرية والعربية واختلاق
المفردات و ربطها بحركات اللاعبين وفي كل مرة يحصل واحد تتضرب عليه
الصفَّاقة مع الغناء/ عالسلامة سيدك روح.
بالطبيعة اللعبة يشاركو
فيه بالفرجة الصغار اللي ما زالو ما تمكنوش منها والعروس داخل حجبتها
والناس اللي في ةسط الدار والا خارج الغار. واللي يتمكن من تحصيل أكبر عدد
ممكن من الملاعبية تتضرب عليه الزعاريت. ومن أشهر اللاعبين اللي خلط عليهم
ولعبت معاهم في صغري عم ابراهيم بن علي بن سعيدان الله يرحمه.
هالألعاب
اللي اندثرت من بيوت العراسة وقريب تندثر من الذاكرة تنحم تعاود تتحيا وما
تقلش أهمية عن غيرها من الألعاب الاجتماعية اللي يجتمعو عليها اللشبيبة
كيف الرامي والبيلوط واشكبة من غير ما يحسو أنهم ينتميو لحاجة والا لأهل
والا لتاريخ. وفكرة أمه كان تتلم مجموعة ونعاودو نلعبوها وتتصور بالتقنيات
السمعية البصرية باش ما تضيعش بغياب كبارنا.
وبالطبيعة في اخنيار
الرحى وموش أي حجرة رزينة كانت تنجم تأدي المهمة ما هيش صدفة وفيها أكثر من
مغزى كيف أنه الحركة متاع العرس ما كانتش تصير لوكان ما تتلمش الرحايات في
بعض الليالي باش يتناويو على رحي القمح والشعير اللي باش يصبح كسكسي والا
دشيشة والا مقطع والا دقيق وخبز... وفي تناوبهم على الرحي تتفكر فيهم البعض
من النساء فقد أجباهم والعزاز عليهم ويهزو بالصوت أعاني الرحى اللي تقطغ
القلوب يما فيها من شجن وجزن وشعر وعبر أغلبه مرتجل ولد اللحظة اللي تكون
فيه الرحاية في عالم شعري أخر مسكون بجنيات الشعر والغناء