lundi 19 janvier 2015

والكلا م قياس موش حصيرة ...(من أرشيف خيل وليل: جويلية 2007)





فرشة:

جاء في الأسفار المقدسة القديمة انه سكان بابل ظهرلهم في وقت من الأوقات يبنيو برج يوصلو بيه للسماء، من حينك بداو في البني، كيف ما نقولو مهندسين تستنبط وتصور في البنية و كيفاش باش تكون، ومعلمية تجبد في الخزم وتسطر وخدامة الحزام يحفرو في السيسان وصناعية ينقشو في الحجر وبناية تبني واللي يكر في الرمل واللي يحرقو في الحجر باش يصنعوا الجير والجبس والبعض يخلط في العجنة. بدا البرج طالع كل يوم يزيد درجة، واللي يتصوروه المهندسين يظهر في الواقع من غير معاودة ولا تبلبيز ولا تكعرير. الناس الكل فرحانة كيف اللي مشارك في البني كيف أهل البلاد.الحاصل ليامات تتعدى والبرج طالع شامخ في السماء والجناين معلقة على حواشيه حاجة تعمل الكيف وتشرح القلب.

أية البرج شاقق قبة السماء لين ما عادش يترى من الأرض، شافهم ربي كي ما تقول انت مفرعنين، ما عجبوش الحال لانه تأكد اللي ما عاد باش يردهم شيء في اللي عزمو عليه وما دام باش ينجحو في هالبرج برة شوف على اشنوة باش يعزمو المرة الجاية؟؟؟ حب يعرف أشنوة السر في نجاحهم هذا الكل: عبقرية وقوة والا اشنوة؟
ركّز عليهم مدة واكتشف اللي القوة متاعهم ناتجة من أنه الفكرة الأولى والاستنباط الأول يوصل لآخر خدام من غير ما يتحرّف، الناس الكل تتكلم نفس اللغة فاهمين بعضهم كي ما نقولو اليوم 5/5 لا الواحد تعاودله لا يقلك ما فهمتكش ولا يفهم بالغالط.
قال بينه و بين روحه هالجماعة يلزم نوقفهم عند حدهم، ياما كيفاش؟ وهوما بانسجام لغتهم وصفاوتها الشيء اللي خلّاهم في ها الدرجة من القوة والعبقرية؟ من حينك فرفرشلهم لغتهم يزيد نقطة هنا و ينحي مدة هوني ويعمل شدة في بقعة أخرى ويزيد همزة غادي وينقص حرف من شيرة أخرى.... ما تعداو أيامات لين كلات بعضها وبدا البني يتقربج والشقوق تتحل والميزان طايح وكل واحد يقول موش مني من الآخر وفك إيدي من شوشتك والنهار الكل اجتماعات واحتجاجات واعتصامات ولجان وولاو حد ماهو فاهم حد. اتهردم البني وخرب والشانطي وقف والخدامة ما خلصتش وما نحكيلكمش... وربي من فوق شايخ على قرعتهم بعد ما اطمان اللي ما عادش باش تقوملهم قايمة من نهارت اللي ولآو في ستين لوغة جديدة وكل يوم تتولد وحدة أخرى بعد ما كانت عندهم لوغة وحدة تجمعهم هي مصدر قوتهم.....
و احنا كلامنا قياس موش حصيرة تقعد عليها الناس....

الحاجة المهمة والملفتة للانتباه أنه في ها القبة التدوينية التونسية نلقاو عدة لغات مستعملة للتعبير كل حد وحسب كيفه وشيخته اللي بالعربي الفقهي الفصيح واللي بالفلاقي من اللغة المتداولة في ساير ليام واللي بالفرنساوي واللي بالانقليزي وحتى بلغة الرسائل القصيرة المعروفة بالآس أم آس وغيرها. شيء يركب الكيف ويترجم بصدق على الفسيفساء والتنوع متاع بلادنا. ونلقاو في كل لغة أنواع من اللهجات والأساليب اللي تعبر كل وحدة على مولاها: الشبيبة بلغتهم والكبار بلهجتهم شيء محبوك ومرتوب ياخذ اللي يكتبه وقته ويرد باله فيه على سلامة لوغته وبنيانها ونحوها وصرفها وشيء مطلوق مسرح يجي تلقائي كيف ما يتكلم مولاه في ساير الايام ويفوحه بما اشتهى من الممنوعات الي ما تتعداش في بعض بلايص ساعات. تعددية لغوية وتعبيرية هي من ناحية ثروة في ميدان التواصل ما بيناتنا من شيرة واحنا وغيرنا اللي ما يفهموش لغتنا الأصلية من شيرة أخرى، وحد ما ينكر، وهذا أمر باين ما فيهش شك أن طاقة التوانسة في التأقلم في مستوى اللغة والغناء مع العالم سوى كان عربي والا شرقي، ونلقاو برهان على هذا في المدونات الموسيقية اللي يختاروهم المدونين و اللي تبين زادة اتساع الدايرة السمعية متاعنا كيف اتساع دائرة الشيء اللي يقراوه المدونين من الأدب والشعر والمكتوب في الدنيا الكل. يحب يقول اللي شبابكنا محلولة وطاقتنا على امتصاص المعرفة والتراث اللامادي كبيرة وناتجة في جزء كبير منها على ما ورثناه من النظام التعليمي اللي خلاته فرنسا وما وقع تركيزه من بعد الاستقلال. تبقـَّى ما يلزمناش ننساو اللي المدونين في الاغلبية ناس عندهم مستوى وربما يتوصلوا بدرجة أكثر والا أقل من النجاح في التوفيق بين ها المستويات اللغوية ويلقاو شيء من التوازن بينها وبين ما يكمن وراها من أبعاد ثقافية وذهنية ومفاهيمية، أما كيف نهبطو لعامة الناس والسواد الأعظم والشيء اللي بدا يبان مع الأجيال الجاية، الواحد ما ينجمش ينكر حالة الحيرة و التذرية الثقافية متاعنا اللي ما تبعدش على نوع من الفصام (سكيزوفرانيا) الاجتماعي. لأنه الفضاء الاجتماعي متاعنا مقسوم ومفلق على ثلاثة شلم في المنظومة اللغوية إذا ما قلناش أربعة:
عندنا اللغة الدارجة اللي نتفاهمو بيها فيما بعضنا في ساير الأوقات في الخدمة في الدار في الشارع والبيع والشراء وما يهم العيشة اليومية. و ساعات تلقى أكثر من دارجة: دارجة الراديو والتلفزة ما هيش دارجة فضاء بوعبانة الستة متاع العشية نهار السبت!!!!
عندنا العربية الفصحى.

وعندنا اللغة الفرنساوية.

و ها اللوغتين اللي نتعاملو بيهم في الإدارة والمدارس والشريكات والصحافة الحاصل عند لحاسين الأقلام.

والسؤال المطروح علينا كيفاش نتوصلو باش تبنيو ثقافة وطنية متجانسة بها الخليطة متاع اللغات؟؟؟ يا هل ترى ممكن باش تتم عملية توحيد الثقافة بغير لغة موحدة؟؟؟
أما هي اللغة اللي تنجم تحددلنا هويتنا وشخصيتنا وينجمو الشعوب الأخرى يتعرفو علينا بيها؟

يا هل ترى اللغة الفصحى المكتوبة متاع عرب الزمان الغابر تنجم تكون لغة عرب اليوم؟

يا هل ترى اللغة الدارجة اللي شابّة في اتجاهات متنوعة تنجم تلبي الحاجة وتوللي لغة اليوم؟

زعمة انجمو نواجهو العالم بما فيه من مستجدات علمية وفكرية وثقافية ونلقاو ثنية لارواحنا تميزنا على غيرنا من غير ما نكونوا شادين في شيء من شيرة يظهر تابع للماضي اللي وفى و اندثر، و الا الشيء البراني اللي هو غريب علينا وما عندنا عليه حتى سيطرة؟؟؟
سؤالات تحير....

في باب آخر،الراغلة تكبر وقت اللي الواحد يتفرج على أعمالنا الدرامية سوى مسرح والآ سينما و لا مسلسلات ويشوف حالة البؤس والتعاسة اللغوية اللي لا نكهة ولا مطعم، حاجة مكنجلة أسبتيزي واللي ما يتكتب منها حرف إلا بموافقة الرقابة والرقابة الذاتية؟؟ إلى أنا حد الشخصيات اللي يتقدمولنا في التلفزة يشبهوا ويعبرو عل شخصيات الواقع. وقت اللي الملهط –كيف ما قال واحد من المدونين- عندها الحق في الوجود في الدنيا و ما عندهاش الحق تتوجد في الخيال المكتوب و المرئي؟؟؟؟ يا هل ترى اللغة اللي يتكلمو بها هي اللغة اللي نسمعوها في حياتنا اليومية... خللي عاد إذا جيت لهاك المسلسلات اللي بالعربية الفصحى متاع "بطولات العرب" في القرون الخالية والا ترجمة المسلسلات المكسيكية؟؟
ما نعرفش كان تتفرجو ساعات في الفضائيات اللي تعدي في الأفلام الغربية من نوع م ب س و ون تي في و تقراوا ترجمة( سوتيتراج) الحوار الأفلام بالعربية الواحد يوللي يشوف في فيلم و يقرى في فيلم آخر من جراء الرقابة والمنع اللي مايسمحش انه يتعدى كلام السبان و الشتم و ما فيهم من قنابل اماليهم استانسوا بيهم واحنا ما يلزمش ننطقوهم بالعربي كيف اللي ما عنداش قنابل كيفهم ولا أقوى !!!!.

محل الشاهد موش ممكن توصل انتاجاتنا السمعية البصرية لمستوى ما دام الرقابة والرقابة الذاتية رامية كلاكلها على الخيال واللغة، ما دام ما نصوروش الدنيا بهمومها وجمالها بخنارها وخمجها وتجاوزاتها وتأخرها والمجتمع بكل نواقصه، ما نجموش نتقدمو في مجال الحريات. وبان بالكاشف انه كيف المبدع ياخد ويفك حقه في التعبير على رايه يكبر في عينين أهل بلاده. ولولا الجرأة اللي طبعت الجيل اللي جاء بعد ماي 68 ما كانش ممكن انه توصل القنوات الفرنساوية على سبيل المثال باش تكون في ها المستوى من الحرية و الأباحية والدنيا ما جرالها حتى شيء مع ذلك.

واحنا في بلادنا حتى كيف تتولد إذاعات و قنوات تلفزية قال اشنوة "خاصة" يولليو يتزاحمو أشكون باش يكون مستواه أهبط من الآخر وعمرهم ما يكونو في السباق أشكون يفك أكثر مساحة في باب حرية التعبير و الإبداع الراقي. والفاهم يفهم.