mercredi 15 août 2018

تعريف الشعر الشعبي عند أهله من الأدباء الشعبيين



عدد كبير من المهتمين بالشعر والأدب الشعبي في بلادنا وغيرها من البلدان العربية يقاربوه بنفس الطريقة والأدوات النقدية المتداولة في الشعر والآداب الفصيحة، على أساس أنهم بنية صادقة يحاولوا انهم يرفعوا من قيمته ويأكدوا أنه ما ينقصوا شيء وأنه يرتقي لمنزلة الآداب "العالمة" الفصيحة. وفي عديد المناسبات يستشهدوا بصور شعرية  وأبيات من كبار الشعراء الملحون ويقارنوها بصور وأبيات من الشعر الفصيح ولسان حالهم يقول، في نوع من الاستصغار اللغير واعي، " اللي الشعراء الشعبيين برغم معارفهم المتواضعة وعدم ربما تمكنهم من القراءة والكتابة، قادرين على التعبير بالصورة الشعرية وباللغة المبدعة" وكأنه الإبداع الشعري حكر على الفصحى. في حين أنه لابد من استخراج أدوات النقد والتقييم والتحليل من داخل المنظومة متاع الشعر الشعبي وأن القضية ما هيش قضية فصاحة والا احترام لقواعد التعبير والنحو والصرف المتداولة في الفصحى وأنه في الحقيقة كيف ما قال ابن خلدون في تعرضه للشعر الشعبي: « فالإعراب لا مدخل له في البلاغة إنما البلاغة مطابقة الكلام للمقصود و لمقتضى الحال من الوجود فيه سواء كان الرفع دالاً على الفاعل والنصب دالاً على المفعول أو بالعكس . وإنما يدل على ذلك قرائن الكلام ، كما هو في لغتهم هذه . فالدلالة بحسب ما يصطلح عليه أهل الملكة : فإذا عرف اصطلاح في ملكة واشتهر صحت الدلالة ، وإذا طابقت تلك الدلالة المقصود ومقتضى الحال صحت البلاغة . ولا عبرة بقوانين النحاة في ذلك.»
وكذلك عدد كبير من المهتمين بالشعر الشعبي ينفيوا خاصيته الأساسية  والا يتناساوها وما يعطيوهاش أهمية أللي هي الغناء والإنشاد سواء كان فردي والا جماعة ويقتصروا على اعتباره  مدفوع عدَّان كلام وإلقاء كيف ما هو صاير اليوم في المهرجانات مسابقات وعكاضيات.
وللتأكيد على الجانب الغنائي في الشعر الشعبي كان ضروري اننا نحاولو نستخرجو من داخل الشعر ومن الشعراء انفسهم ما يقصدو بيه من نظمهم وفي هالسياق واعتمادا على ما توصلتله من نتائج في بحث أولي ما زال متواصل بخصوص ما هو الشعر عند اهله من الشعراء والأدبة.
مادة البحث:
هالعمل  ارتكز على عشرين شاعر يتوزعوا كما يلي:
1-   الشعراء القدامى ( من البدايات حتى أوائل القرن العشرين):
منصورالعلاقي
أحمد ملاك
سالم العيدودي
أحمد بن موسى
العربي النجار
سعد الازرق
محمد العياري
الزغبيب
عدد القصائد المدروسة: 107
2-   شعراء القرن العشرين:
صالح بوراس
أحمد البرغوثي
ضو لطرش
الصغير الساسي
عبادة السعيدي
حمدون شلبي
الحجام
الصافي
شبيل الاب
شبيل الصادق
احمد بن عتيقة
بن قطنش

عدد القصائد المدروسة: 82
من خلال هالقصائد نستنتج التعريف والتسميات التالية:
من خلال ها القصائد يستعمل الشعراء تسميات ونعوت وأوصاف لما يقولوه مختلفة ومتعددة تجي في سياقات شتى سواء في بداية القصائد في المواقف مثلا أو في خواتمها في ابيات التصحاح وذكر صاحبها. كيف تجي زادة في قصيد الفخر والمبارزات والتحدي متاع غرض الأحرش.
نذكرو هالتسميات حسب كثرة تكرارها تنازليا:
·       في المرتبة الأولى وردت عبارة غنّى 120 مرة مع مختلف مشتقاتها: غناء، غنَّاي، غنايا، غنِّيت، يغنِّي، مغاني، غنَّاو، غنانا. ويحدث أن تتذكر العبارة والا مشتقاتها أكثر من مرة في قصيد واحد. وفي بعض القصايد يدعم الشعراء وقفهم ونعتهم للغناء بذكر عبارات وتسميات من المجال الموسيقي كيف اسامي الطبوع مثل المزموم والاصبعين والسيكاه وبعض الموازين المرافقة للغناء: وكذلك عبارات وصف الترنيمات والنغم.
·       وتجي في المرتبة الثانية عبارة مهمة وهي عبارة أدب ومشتقاتها كيف أديب في صيغة المفرد والا الجمع أدبا اللي تذكرت 62 مرة للتأكيد على أن الشعراء الشعبيين يعتبروا فنهم ونظمهم في منزلة الأدب والشعراء في منزلة الأدباء ماهوش من باب الطموع للأديب الفصيح وأنما يعتبرو أنفسم أدباء مجتمعهم وبيئتهم وأهلهم.
·       في المربة الثالثة نلقاو عبارة شعر ومشتقاتها شاعر وأشعار  اللي اعترضتنا 56 مرة في المدونة المعنية بالدرس، بالتساوي مع عبارة معنى ومشتقاتها معاني ومعنتي ومعنة اللي تستعمل بالرسم هذا في اغلب الأحيان لضرورة الوزن بتحريك التاء المربوطة في آخرها.
·       في المرتية الرابعة اعترضتنا عبارة كلام ومشتقاتها كلامي وكلامه نتكلم ويتكلم وكلمات في 50 مرة وكأنها تأكد أن على الطابع الشفاهي المنطوق متاع هالشعر أو الغناء .
·       نفس الشيء مه عبارة قال ومشتقاتها قول وأقوال وقولي ومقالات  وماهي إلا صيغة أخرى لعبارة كلام ونتكلم اللي تذكرت 41 مرة بالتساوي مع عبارة بحر ومشتقاتها بحري وبحور وابحار..
·       نهاية المجموعة الأولى المهمة هي عبارة نظم ومشتقاتها نظمت وأنظام والنظام اللي تذكرت 30 مرة.
·       في المجموعة الثانية وبأقل أهمية عرضتنا عبارات لفظ وألفاظ ولفظي ونلفظ 28 مرة، وعبارة وزن وميزان وموازين وموزون ونوزن ويوزن اللي تذكرو 22 مرة.
·       وفي الأخير من النعوت المستعملة في تسمية ووصف الشعر من طرف اهله ولكن بنسبة ضعيفة اعترضتنا العبارات التالية: طرق وطرقة وطرقات وطريقة وطريق 17 مرة، وسبب واسباب 14 مرة، ونحو 7 مرّات وإنشاد وننشد 6 مرّات ووجد 4 مرّات وتعبير 3 مرّات وطرز مرتبطة بمقالي أو أشعاري مرتين.