vendredi 28 octobre 2011

موجوع 2




ما نيش خايف الحق

أمَّا موجوع

من آلأمل مقطوع

على ضحكة ما ضحكناها مليوع

وعلى فرحة ما فرحناها جاشي مقطوع

على حلمة تخيلنا تقاسمناها

على كلمة تهيَّالنا ردّدْناها

على غنايا في بالنا بالصوت شرقعناها.

قالولنا الطرح وفى وما عاد في السوق لا شراء ولا بيوع

***

ما نيش خايف

أمَّا موجوع

على ليالي البيض اللي سهرناهم

على نوَّار اللوز اللي فتَّح في غير فصلـُه

تغرِّينا بيه وخلآنا في راس المقارح

موجوع اللي تبَعْت الهوى وصرت شاقي

وقبل الهوى كنت مرتاح

جرالي كما غصن تفاح

جبدت عليه السواقي

***

ما نيش خايف

أمَّا موجوع

رصَّاتلي كي مخزن بلا باب مسكر ولاني مبيوع

ولاني في كرية مشومة ولاني مكسي مردوع

الله لا تربح أولاد الحرام

اللي لا ينامو ولا يخلوا من ينام

ان شاءالله في بحيرة والا سقيفة والا حتى في صباط الظلام

lundi 24 octobre 2011

1 ڤرَّة حيَّان





ترجمة حرة عن فايزة مسعودي

مَا نڤُولْ جِدْيَانِكْ جِدْيَان

و خِرْفَانِكْ خِرْفَان

إلا بَعْد ڤِرَّة حَيَّانْ

في سابق الزمان، كان يعيش غلاَّم في وِسعة فريڤا، بلاد الخير والخمبر والڤمح و الشعير، فريڤا اللي من وسعها، لا من ينجم يعرف حدّها، و اللي من سخاها، تِجْمَع على بساطها ماذا من عروش و قبايل.

فريڤا هي جلاّبَة الهطَّاية ومرباع لمّتهم، و كيف ما يڤولو أمَّاليها: " فريڤا لا فَرِّق الله شملها".

هالراجل اللي الخُرَّافة ما تقول شيء على أصلُه وما عطاتنا حتَّى خبر على فصلُه، إسمُه في الاصل غيلان أمَّا الناس استانست تناديه في ساير الايام بحيَّان . برَّة هاو جاء حيَّان و هاو مشى حيَّان، لصقت فيه هالسمية ،و تشهر عند القريب و البعيد والآحرار و العبيد لين فات صيتُه حدادة فريڤا المسمية،واختلفت الناس على عرشُه ونسبُه وأهلُه وجَدُّه ما بين اللي يُفْخُرْ ويمجِّد و يقول اللي هو عربي مِيصّل، و يرجع دريدي من خير مَفْصَل ،جدوده أثبج هلالية، قبيلة الزَّازية الهلالية. وما بين اللي نيتهم دونية و يلوجو على الخايبة والسية و يقولو اللي هو من سلالة يهودية.

تربية الأسعاي باب من بيبان الكَسْب اللي تعز مولاها، و هالغلآم يكسب من الرِّيصان والآغنام ما لا يكسبُه في زمانُه حدْ. و رسلات الماعز و النعاج عندُه بالميات وعلى جميع الألوان والصيفات: الحواء و الغراء و الربشاء و السوداء و الحمراء.... الحاصل حيَّان كان أغنى غلام في البر.

صاحبنا كان مولى همة عالية ،ومتموم ما يخُصُّه شيء. باع و ذراع كيف ما يقولُو. والفلاَّحة الكُل عاطين لُه كار وقدر ، على ذكاه اللي ييرُڨ من عينيه، و العطف اللي يشع من خزراتُه، والحِكْمة و الصبر اللي تعرف بيهم. و بلا شك صار المثل الكامل ليهم.

حيَّان كان متزوج زوز نساء كيف ما أحسن ما يخلق الخالق، عايشين معاه في حوش واحد، عيشة هنية كلها مودة و محبة، تجمع بينهم المفاهمة التامة و الصفاء والولفة و رَغْد العيشة يلم حياتهم الهانية.

الغلام ماكان مقصّر معاهم في شيء ماللي ينجم يزيد في هناء وسعادة محبوباتُه اللي كانو في عز ودلال و عندهم على ذمتهم وصيف يخدمهم، و بالطبيعة كانو كيف ما يلزم يكونو بالسمع والطَّاعة لراجلهم.

كانك من الأولى بنت بادية و من عرش حيَّان، تعرف الأرض و ما تابعها و تِفْرِقْ في اسرار العود و الزرع، و تفرّز لغة السعي و الزوايل، على خاطر تربَّات في الفلاحة من صغر سنها. و راجلها ديمة يمدح في خصالها و معارفها في الفلاحة و الغنم. كانت هي اللي تعاونُه في خدمة الآرض من الحرث للزريعة للحشَّان للحصاد... و هي اللي تاقف على حلبان المعيز و السروح بالسعي.

البدوية متربية على لبستها متاع عادة أهلها و اماليها في كل وقت، الحرام السواكي والخمري ومريول فضيلة و الفوطة المطروزة اللي تغطي قطاطي شعرها الزنزي، وديمة يفوح منها نسوم عنبر السخاب اللي مزين رقبتها و يتمايل على صدرها. و اللي يزيد في زينها وبهاها، وشماتها الخيلي المنقوشين على خدودها و أعضاها و على فاراتها اللي كيما يقول عليها الغنَّاي لوكان يراها:

"نشبح جريدة نڤشها همَّامي *** يزهى دليلي ليا مشت ُﭬدَّامي"

أمَّا مرتُه الثانية، كانت بالعكس ، بلدية من قاع الخابية محضية وبالفيانة والكهانة مربية، وباللباقة في منطقها و الفاضها العسلية ..........هالمزايا و الخصايل اللي كانوا ناقصين عند بنت البادية العربية.

و زيد على ضرافتها اللي ربي بيها خلقها وانشاها، و زين صمايلها اللي بيها كبرها وحلَّاها، كانت ما عندها لهوة كان برويحتها و بهاها: كل صباح مضغة السواك بين سنِّيها، و مرود الكحل بين شوافر عينيها، وبالملقاط تحصر في قوس حواجبها وتنقي في خدِّيها. كانت لاهية بنضافتها و عفافتها و هيتها و لبسها و ﭬدّتها.

في بيتها نهارها تعدِّيه بين الشبكة و الڤرڤاف و الأباري تطرز و تنقش. و الا تعاون على تحضير العولة و ما يخرج من قلب الرحى من نعمة ودقيق للبسيسة و المرمز و الكسكسي و الفريك.

الزوز نساء ديمة حاركين و من جهدهم ماهمش مخلّيين باش ينالو رضا راجلهم ومولى بيتهم اللي في محبته طامعين راغبين.

كيف ما في كل عام، يهرب حيَّان من برد الليالي اللي يَجَمّدْ، و ينجع في دواير فريڤا بعيد على الجبال الباردة و يسرح قريب الثلاث شهر يتبع في ما تبَقَّى من الحشيش الصايف الفاوح و البقايع المرفقة لسعيُه و هويشاتُه. ما يروح لوكرُه كان بعد ما ينزلو الجمرات الثلاث جمرة الهواء و جمرة الماء و جمرة الأرض، و يكملو السبع ايام اللي يجو بعد الحسوم. يستنى لين يفوتو برودات الفوارير، و ما يرجع كان كيف الوطى تطرى، و الشجر يرخي أعرافه المنورة على وجه الآرض، و العشب الراوي يفتق من الثرى و النوار يفوح بروايحه اللي تشرح القلب.

كيف العادة السنة حيَّان حضَّر روحُه قاصد ربي وطلب من مرتُه العربية باش تجي معاه تعاونُه على السعي، ياخي قالتلُه البلدية بدلال:

"انجمش نعاونك آنا يا راجلي، شاهية نمشي معاك"

جاوبها بلهجة كاسحة لا فيها لا بيع ولا شراء:

"يكون خير كي تقعدي هنا، و كيف ينوّر شجر اللوز تبعثلي الوصيف باش نروح و ردِّي بالك على روحك"

ما عندها حيلة و مغلوبة على أمرها ، قعدت في الحوش منبوزة.

الحوش كي الأحواش الكل، مردوع ومتوسط لا زينة زايدة ولا كلفة، فيه وسطية مستاسعة دايرة بيه البيوت والمطبخ، الحيوط مجيرة بالجير والزينة والخمس والحوت على التيجان. البرَّة من الحوش، وعلى شق ثمة الكوري متاع الهوايش و مخزن القش والخرطان وكومة الغبار، وحذى البير جابية تترقرق بالماء. وعلى الرابع شيرة، داير بالحوش أعواد الكرم واللوز والعوينة وطابية هندي.

يتبع

vendredi 21 octobre 2011

اتفَكـَّرني




اتفَكـَّرني، كي تفيق من منامك،

اتفَكـَّرني،

ما تحسش روحك وحدك

وتنساني وما نذكرني

اتفَكـَّرني، كي تضيع في الثنايا

اتفَكـَّر ما تحمَّلنا،

اتفَكـَّر قدَّاش توة سنين ما أمَّلنا

وقدَّاش من خيبات بالصبر عدِّيناها

وقدَّاش من أحلام عانقناها

وقدَّاش من محَبَّة ضيعناها

وقدَّاش من غصايص ومن قهرات ما غلبتنا،

اتفَكـَّرني،

ما تخلِّيش قلبي معاك بهمُّه حاير

وانت ساكت، وانت باكم عزمك خاير،

اتفَكـَّرني،

اتفَكـَّر أول بسمة بيني وبينك،

اتفَكـَّر أول همسة نبراتها من عينك،

اتفَكـَّر أول لمسة بلا خوف حسِّيناها

اتفَكـَّر أول خطوة في دربنا بديناها

اتفَكـَّر أول كبوة بلا موجعة ولا وجع تخطِّيناها

اتفَكـَّرني، وما ترهب

اتفَكـَّر ليالي الرعب كي نحضنك بحناني،

ونطمنَّـك ونوعدك بربيع مهما يطول

اتفَكـَّرني، وما تخاف مالايام

صوتك وصوتها وصوتي معاكم عالي

مهما قست الايام، الوطن ما ينهان

والوطن ديمة علينا غالي

والوطن أحلى وديمة عالي

mardi 18 octobre 2011

ليلة 15 جانفي دخول الليلي السود.










الثورات يصنعوها الأقليات العازمة على فكَّان الحرية، والاستبداد تفرشلو الأغلبيات المستكينة بالذّل، هذا هو الخط الفاصل بين اختيار 23 أكتوبر 2011 وهبّة 14 جانفي

تملات الدنيا بالخلق فيهم اللي يعرفو بعضهم وبرشة ما يعرفوش بعضهم واللي تعرَّفو على بعضهم كتف يحك كتف وقرجومة تعاون قرجومة، يدين تشالي وبونيات ملمومة طالعة للجو العالي، شبيبة صبايا ونوار وخنَّار والضحكة بلار، واللي شعرهم شعلت فيه نار الدمَّار وسنين القهرة والعار.
قدَّاش كنَّا؟ 10 آلاف، عشرين والا خمسين ألف وحتَّى كيف نزيدولهم ولاد بوزيد والرقاب وبوزيان وتالة والقصرين وباقي مدن ودشر البلاد ما نوصلوش مليون... حكاية فارغة ، كنَّا حفنة قدَّام الزوز ملاين مشتركين متاع التجمع وقدَّام بقية الحداش مليون توانسة الكل...
كنَّا الحشد الأقلية اللي خرجت بالعزم على فكَّان حريتها وكرامتها ليها ولبقية التوانسة، لا فينا زعامة سياسية ولا أحزاب ولا حركات قيادية لمتنا بطحة محمد علي مع برشة نقابيين من القواعد... أهل السياسة كيما يقول عبدالرحمان الكافي ريناهم شتات كي العادة لاهم ملمومين تحت لافتة ولاهم أول الصامدين قدام الداخلية...كل حد وحساباته، كل حد وتكهناتُه...
رينا الرُّوَبْ الكحلة متاع المحامين والقضاة، كيف ما وقفو قبل في سوسة والقصرين وتونس وغيرها كانو جسم واحد...أمَّا ما ريناش الغراير الكحل ولا اللحي المسبسبة ولا الجلابيب الافغانية ولا السراول المعترة...رينا نساء وبنات متحجبات مع السافرات والمتسرولات متزاحمات مع الرجال والعزرَّة لا تشوكيع ولا قحرة ولا ثمة اشكون يقول الأناثي لداخل والذكورة على برة....
كنَّا الحشد الأقلية متشاركين في حلمة يمكن تثبت ويمكن توللي مجزرة حمراء، ما دام الخوف نقّل من قلب المقهور وسكن في جواجي القاهر المتجبر اللي حكمنا بالحُقرة...
تتسارع عقارب المنقالة بين الناس اللي في شبابك الداخلية واللي على الراكن واللي في السطوحات والأقلية الحشد عمَّال تكبر ويزداد عددها بأولاد برج زوارة وراس الطابية وكل أولاد الحفيانة ... الاولاد اللي يبيتوها مشومة على الحاكم في التضامن والسيجومي والكرم والنقرة...
ما نطولوهاش وهي قصيرة، قامت فوعة جماعة يقولو دفينة وجماعة يقولو الميت كلب وجماعة يقولو مندسين ومهمتهم مدفوعة... الثلاثة غير حاجة تكلم السلاح العباد رجفت بعد ما في بالها تهنات طلع دخان الغاز طاف طرطلاف المخطاف تحت الكعبة راج وماج لافينو بالخلق فزع اللي فزع جبدت البنية حذايا نفخنا الكاشكولات بالخل وتسيب السيل العارم على النهوجات المحاذية لشارع بورقيبة نهج مرسيليا ، شارع باريس، جان جوراس...
علاش وقتها بالضبط آش صار شكون عطى الأوامر والتعليمات تمويه؟ تخويف؟ ماخذة بخاطر البوب اللي صباح كامل سمعو ما يكرهو: يا خُدَّام ليلى يا بوليس فيق فيق الحجامة تحكم فيك...
مالاخر أشنية نتيجة المقابلة؟
في الباساج رجع الريزو والا التليفون يخدم بعد ما تقصت خطوط الاتصال على الناس الكل إلا في حدود ارتفاع ما يتجاوزش نصف ميترو على القاعة...
- آلو اشكون؟
- عوض، لاباس وينكم؟ مايسة معاك؟
- لاباس هاني في الثنية للكرهبة هني على روحك.
علقت من هنا شرنن منا..
- آلو
- وديع، وديع معاك...تجي للتلفزة عندنا بلاطو عل المباشر... ديرك
- بلاطو اشنوة؟
- على الوضع والاحداث اللي صايرة
- ما نيش "بيرصونا نون قراطا" (غير مرغوب في) على الـتيفي7... لا لا ما تعملش علي أية بخاطرك.
وشدينا الثنية، والناس لف لف كيني ليلة راس العام ناقصهم باكوات القاطو اللي على الكارع واللي يعمل في الصطوب واللي طامع في طكسي والا كار. ما خلطنا للدار كان كلات بعضها بالآخبار: حالة طواريء ولاخر هرب والا طار...
وقعدنا نستناو في الشيء اللي يبرد على الجواجي ياخي جرالنا كي الجمرة اللي صبو عليها الماء وقت ما طل الغنوشي (محمد) يلكلك في فصول الدستوراللي تشولق مدة 55 عام واللي ما طلش عليهم وراجعهم كيما تحتم الظروف وهاذيكة حكاية أخرى.
ليلتها ليلة 15 أينَّار أول ليلة من الليالي السود.

lundi 17 octobre 2011

مسلم والآ دويري ؟




أهلنا من الدويرات القدامى، دخلو ووطـّنو في الحاضرة من مدة طويلة ترجع لدولة الحفاصة. البعض منهم خدمو في بنيان الجامع الحفصي المعروف بجامع القصبة يحب يقول في القرن 13 ميلادي. في المرحلة الأولى كانو كيف غيرهم من الآفاقيين اللي يجيو من الجنوب، يقيمو عزَّابة في وكايل والا فنادق.

ما بدا استقرارهم بعائلاتهم كان بعد مدة، سمحتلهم فيها الدولة أنهم يسكنو داخل أسوار المدينة و يكون عندهم شيخ منهم يرعى مصالحهم. تعايشو مع امالي الحاضرة لدرجة أنهم ولاو محل ثقتهم يآمنهم على ديارهم كيف يجي فصل الخلاعة، يفرغولهم بعض بيوت باش يسكنو فيهم بعائلاتهم.

البعض من العيلات البلدية اللي اكتشفو مهارة نساء الدويرات في الطبيخ خاصة الكسكسي وغيره من المأكولات وما يلزمهم من أفاحات وبهارات، كانو يستعينو بيهم في أفراحهم ومناسباتهم. بالشوية بالشوية تكونت العشرة بيناتهم وولاو البعض من نساء الدويرات مرضعات لصغارهم يعيشو معاهم وكيف يكبرو يعيطولهم "أمِّي".

من الجملة رويت على البعض من النساء الكبار متاعنا هالطرفة اللي تحكي على خالتي "فلانة" اللي ولات كي فرد من عايلة من العايلات البلدية المعتبرة، كانوا ديمة يلحلحو بيها باش تمشي معاهم تعدي جمعتين والا أكثر في الخلاعة في برَّاكة قد الدَّار في سيدي بوسعيد. الدنيا صيف ورياقات وتصنيف وعشوييات الحاصل لا نودكم ولا نشهيكم. تقعد معاهم أش تقعد لين تطلعلها الكلبة بنت الكلب وتقول لواحد من"أولادها": يا "فلان" غدوة عيش ولدي كي تجي هابط لتونس تهزني معاك في التونوبيل. ومن حينك يتحل باب علاش وكيفاش باش تخلينا وحدنا واحنا بلاش بيك القعدة تمصاط، ويبداو يلحلحو ويزقدحو ويعرضولها في الجاه والشفاء والبخاري باش تزيد نهارين والا ثلاثة – وهومة ماذا بيهم تكمل معاهم شيخة الخلاعة والبحر وما تابعها... وهي مكيكسة حارنة ولاحد ينجم يثنيها على ما عزمت حتَّى في الاخر تتطرشق عليهم:

- "يا ديني تحبُّـوني نموت بكـُّوشة...."

- علاش تموت بكـُّوشة؟

- بالعربية وبالفلاقي نحب نتكلم بالدويري، ووه عندي جمعتين ما نطقت حتى كلمة يا ناري...

محل الشاهد العشرة اللي ربطت أهلنا بأهل الحاضرة كانت عشرة قوية لدرجة أنه بعض الصغار اللي عاشوا جيران مع الدويرات كانو يخطفو البعض من كلامهم ولغتهم ويتغامزو بيها مع أولاد الدويرية باش يسلكو أرواحهم من حصلات مع ولاد أخرين ما يفهموهاش.

من الفدلكات الدارجة في صغرنا، أنُّه ديمة ينشدونا نشدة باش يضيعونا بآنا جواب نجاوبو ويقولولنا:

- أنت مسلم والا دويري؟

بالطبيعة هي نشدة حولة ومقعورة، وبعد ما الواحد يمهمه جوابنا يخرج ثابت ما فيه حتى شك:

- دويري

دويري قال الرَّاجل أفي الله شك؟ أمَّا مسلم مسألة مفروغ منها وأكثر من هذا ما كنَّاش حتَّى إيباضية والا خومس والا نكـَّار. والحكاية تقعد ديمة من باب الدعابة الموجهة للصغار...

حتى كيف كبرنا والواحد يتغرب و يعاشر الملل الاخرى اللي كانت نظرتها لينا من باب " كلمة زَع تسوق البل" ويجمعونا تحت تسمية "عرب" باللهجة الدونية، كـُنَّا نصلحو هالتسمية بقولنا تونسي والا جزائري والا مغربي لأنه عرب كذلك مسألة مفروغ منها...

وضعية المنحدرين من ألصول الأمازيغية اليوم ولات باب من أبواب الفتنة اللي يحبو يحلوها البعض وينساو والا يتناساو اللي هالحكاية عمرها ما كانت ما بين مختلف سكان شمال افريقيا من ليبيا للمغرب. وينساو كذلك اللي أوضاع أقليات والا حتى أكثر من الأقليات في بلاد المشرق كيف الاكراد والدروز والأقباط والأرمن والشيعة بكل أطيافها والعلويين وغيرهم وغيرهم أوضاع مهينة باسم مبدأ الأغلبيات السايدة والمستبدة اللي حولت التعايش لنوع من الاقصاء والتهميش والحرب الاهلية.

سواء كانت أقلية كيف ما هو الحال في تونس والا ليبيا، والا أقلية هامة كيف ما هو الوضع في الجزائر والا أغلبية كيف ما في المغرب، عمرهم الأمازيغ ما تحركت فيهم نعرة الانفصال وتكوين "أمَّة" مستقلة. حتى كيف فرانسا حبت تستغل هالمسألة في مواجهة حركات التحرير الوطني خصوصي في الجزائر عمرها ما توصلت باش تقيم القبايل والشاوية وغيرهم من الأمازيغ على وحدة وطنهم في وقت اللي الجماعات الإسلامية حلت أكبر حرب أهلية ومذابح اشتركت فيهم هي والمنظومة الاستبدادية الحاكمة.

البارح كان السؤال: مسلم والا دويري ما وراه كان تفدليكة وتبسيمة، اليوم ثمة ناس قريب باش توللِّي تطرحه بلهجة إنكارية فيها خلفية تكفير وبرشة من منطق محاكم التفتيش.

jeudi 13 octobre 2011

إحتمالات



مقر القيادة الشعرية للثورة التونسية

حَالاَتُ الطريق

أولاد أحمد

علي سعيدان المقطعين: 12 و17

1

في حَالةِ انْتَصرُوا

سأخْرجُ للطريقْ

وأَعُدُّ أصواتي التي صَمتَتْ..

وأجلسُ في الطريقْ

لِتَمُرَّ قافلةُ الكَراهِبِ.. *

لنْ أقُومَ مِنَ الطريقْ

ومُمَدّينَ: أنا وظلّي والخَسارةُ..

سوفُ نصْرخُ بالطريقْ:

أوْصلْتِهمْ.. وأضَعْتِنا:

شكرًا.. نُحبّكِ يا طريقْ

2

في حالةِ انْهزمُوا..

سأخْرجُ للطريقْ

وأعدُّ أصواتي التي نَطقتْ

وأرقُصُ في الطريقْ

لِتمُرَّ قافلةُ الكَراهبِ

لن أحِيدَ عنِ الطريقْ

ومُمَجَّدينَ

أنا وظلي والحَمامةُ

سوفَ نصرخُ بالطريقْ:

أوْصَلْتِنا وأضعْتِهمْ

شكرًا.. فأنتِ هيَ الطريقْ

3

في حالةِ انتصروا ولمْ يخْسرْ أحَدْ

وتزوّجَ الاثنانِ منْ يومِ الأحدْ

وتشابهتْ أيّامُنا..

وتواتَرتْ أعوامُنا

والرّيحُ، تلكَ الرّيحُ، غاضِبةٌ..

و تَعْبثُ بالغَريقْ

سأظل أبحثُ عن حروفٍ..

كيْفما رتّبْتَها.. تعْني: الطريقْ

4

في حالةِ انهزمُوا..

ولمْ ينجحْ سواكْ

يا نائمًا في قبركَ العالي..

ويَحْرُسُكَ الملاكْ

يا هامشَ النّيرانِ في مَتْنِ الحريقْ

سأكونُ جسْمَكَ ماشيًا..

ومُغنّيًا..

طولاً وعَرْضًا.. في الطريقْ

5

في حالةِ اقْتَتَلُوا..

ولمْ يظهرْ غُرابٌ في الأفقْ

وتبعْثرتْ أجسادُهمْ

وتطايَرتْ أرواحُهمْ

سيكونُ حَفْري للقبورِ مُباشرًا..

بطريقتي.

وعلى الطريقْ

6

في حالةِ انتصرَ السلاحُ على الكفاحْ

وتعَسْكرَتْ أجْواؤُنا ومياهُنا وتُرابُنا

وتلاَ البيانَ مُلازمٌ متربّصٌ..

باسمِ الكتيبةِ و الفريقْ

سأظلُّ أبحثُ عنْ طريقٍ..

في الطريقِ.. إلى الطريقْ

7

في حالةِ احْتدمَ الصراعُ على الحدودْ

وتمكّنَ الجيرانُ منْ فرْضٍ القواعدِ والقُيودْ

خوْفًا من الثوراتِ..

مِنْ فَقْدِ العتيقةِ والعتيقْ

ستَرى لباسي أخْضرًا..

مثْلَ الحشيشِ على الطريقْ

8

في حالةِ ابْتدأَ الخطابُ بِ:"أيُّهَا"

وتتابعَ التصفيقُ حتى لا يُضافَ لأيُّهَا

معْنًى ولا مبْنًى عَدَا:

"أبدًا معكْ:

أنتَ المُخلِّصُ.. يا زعيمُ.. ويا رفيقْ"

ستكونُ لي طرقٌ ..

ومُفْرَدُها:طريقْ

9

في حالةِ اتّسعَتْ مجالِسُنا لِبتْرولِ الخليجْ

( أقْصدُ : اتّسختْ )

وحَرامُهمْ أضْحى حرامًا عنْدنَا

وحَلالُنا أضْحى حرامًا عندهمْ

وبلادُنا صارتْ قطيعَ مُهلّلينَ كما الحجيجْ

في حالة انطفأ الشعاعُ..

وزادَ.. فانْطفأَ البريقْ

سأكونُ، في الإسفلتِ ، مثْلَ حصَى الطريقْ؟

10

في حالةِ اخْتَفَتِ النساءُ مِنَ البلادْ

وبَراقِعًا مُتشابهاتٍ صِرْنَ ما بيْنَ العِبادْ

حتّى إذا نادَيْتَ واحدةً..

وكنتَ تَظنُّها لَيْلاَكَ ..

أخْطأتَ المُسمَّى والقِلادةَ والأساوِرَ والعقيقْ

في حالةِ اخْتَفَتِ النساءُ أبي:

لِأُولَدَ مِنْكَ وحْدَكَ

في الشمالِ.. على الطريقْ

11

في حالةِ انْفردَ الشبابُ بتونس الخضراءَ

واحتلّوا المناصبَ كلَّها

/ سأكونُ شيْخًا عنْدَها /

وسُئِلْتُ:

ـ ما دخْلُ الشّبيبةِ في السياسةِ؟

لنْ أجيبَ بغيْرِ هذا:

ـ الشبابُ هُمُ الطريقْ

ـ معَهمْ سَمَاءٌ.. فلْتَطِرْ..

ما كنتَ في قفصٍ إلاّ لأنكَ لمْ تكنْ أبدًا طليقْ

12

لِيَا بَات الغَلـَب في بيوتنا

واتقـَلعَتْ الاوتاد

وضاعت عنَّا الطـُّرق وغدَات

نرعى بين النجوم ثنَايا

من قبل وموش اليوم

عندي مع النجوم حكاية

ومهما السماء بغيومها تسواد

ومهما تكاثرت وتعددت الاضداد

نلقى الطريق ما بين جاي وغادي

بين الثريا والدلو وشارع التبَّانة

ثَـَمْ، نرسُم طريق فريدة

ثـَمْ نبني من جديد فريقة

وتُسقام من بعد العناء الآيَّام

يَامَا اعْوَاجَتْ قَبْل وسقـَّمناها

13

في حالةٍ قدْ لا أكونُ ذكرْتُها

ولعلّني قدّرْتُـها ونسيتُها

خوفًا على مسودّتي..

من طولها.. من وزْنها

يبْقى لكمْ هذا الفراغُ...

..............................

..............................

مَؤونَةٌ... تكْفي الطريقْ

14

في كلِّ حالاتِ الطريقْ

سِعَةً وضيقْ

لا بُدَّ منْ أمْر نُحاولُهُ فُرادى أوْ معٌا

لا بُدَّ مِنْ معْنًى دقيقْ

لا بُدَّ مِنْ مبْنًى أنيقْ

15

في حالةِ اعتذرُ القتيلُ لقاتِلِهْ

وتقرّضَ الجرذانُ أرشيفَ الخيانةِ والرصاصْ

ورأى القضاةُ نقيضَ أمرٍ لمْ يروْا..

مُتلهّفينَ إلى التّطاوُلِ و القصاصْ

وتعيّنَ الظّلْمُ الرّهيبْ

وتحتّمَ السّجنُ السّحيقْ

سنعودُ مِنْ نفسِ الطريقِ إلى بداياتِ الطريقْ

16

في حالةِ الشعبِ الكريمِ إذا أرادَ ولم يُرِدْ

وتلعْثمتْ نَبَراتُهُ في المجلسِ المنْظورِ..

ثم أعادَنا لرُقادِنا

حِرْصًا على المجبُولِ

أيْ: خوفًا منَ المأْمولٍ والمجهول

فليسمح بتسْميتي لهُ:

"شعبي الشقيقْ"

وصدًى سيرْجعُ مُرْعِبًا:

ـ ضاعَ نثجومُكَ.. يا طريقْ

17

كي يضن شعبي روحه غالب

وينبلج الفجر وهو مغلوب

ويضرب كـَف بكـَف

ولسان حَالَه يقول :"الله غالب"

وانضل آنا منكوب

ويبات الغلب بيني وبينه

وتذهب عليَّ طريقي

ويتيه وما يسرّب ثنايا قط

ونضيع هو وآناي

مابين المسارب ليلة

وممكن ألف ألف ليلة وليلة

لا يغيضك يا شعب،

منهُ مات....

ما يغيضك يا شعب كان الغلب وين بات.


ليتشرا / ايطاليا ـ رادس / تونس

24 سبتمبرـ 5 أكتوبر

عام الثورة 2011

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الكراهبُ:مفردها:كرهبة بالدارجة التونسية وتعني:سيّارة.. ويقع استعمال أو عدم استعمال مُنبّهاتها في حالات النصر الجماعي أو الهزيمة الجماعية..غير أن هذه الكراهب لم يقع استعمالها،منذ الاستقلال إلى الآن،إلا اثر مباريات كرة القدم..ويتوقّع كاتب هذه السطور أن يكون لهذه الكراهب ومُنبّهاتها دور سياسي اثر الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيس المقرّرة ليوم 23 أكتوبر 2011