lundi 24 octobre 2011

1 ڤرَّة حيَّان





ترجمة حرة عن فايزة مسعودي

مَا نڤُولْ جِدْيَانِكْ جِدْيَان

و خِرْفَانِكْ خِرْفَان

إلا بَعْد ڤِرَّة حَيَّانْ

في سابق الزمان، كان يعيش غلاَّم في وِسعة فريڤا، بلاد الخير والخمبر والڤمح و الشعير، فريڤا اللي من وسعها، لا من ينجم يعرف حدّها، و اللي من سخاها، تِجْمَع على بساطها ماذا من عروش و قبايل.

فريڤا هي جلاّبَة الهطَّاية ومرباع لمّتهم، و كيف ما يڤولو أمَّاليها: " فريڤا لا فَرِّق الله شملها".

هالراجل اللي الخُرَّافة ما تقول شيء على أصلُه وما عطاتنا حتَّى خبر على فصلُه، إسمُه في الاصل غيلان أمَّا الناس استانست تناديه في ساير الايام بحيَّان . برَّة هاو جاء حيَّان و هاو مشى حيَّان، لصقت فيه هالسمية ،و تشهر عند القريب و البعيد والآحرار و العبيد لين فات صيتُه حدادة فريڤا المسمية،واختلفت الناس على عرشُه ونسبُه وأهلُه وجَدُّه ما بين اللي يُفْخُرْ ويمجِّد و يقول اللي هو عربي مِيصّل، و يرجع دريدي من خير مَفْصَل ،جدوده أثبج هلالية، قبيلة الزَّازية الهلالية. وما بين اللي نيتهم دونية و يلوجو على الخايبة والسية و يقولو اللي هو من سلالة يهودية.

تربية الأسعاي باب من بيبان الكَسْب اللي تعز مولاها، و هالغلآم يكسب من الرِّيصان والآغنام ما لا يكسبُه في زمانُه حدْ. و رسلات الماعز و النعاج عندُه بالميات وعلى جميع الألوان والصيفات: الحواء و الغراء و الربشاء و السوداء و الحمراء.... الحاصل حيَّان كان أغنى غلام في البر.

صاحبنا كان مولى همة عالية ،ومتموم ما يخُصُّه شيء. باع و ذراع كيف ما يقولُو. والفلاَّحة الكُل عاطين لُه كار وقدر ، على ذكاه اللي ييرُڨ من عينيه، و العطف اللي يشع من خزراتُه، والحِكْمة و الصبر اللي تعرف بيهم. و بلا شك صار المثل الكامل ليهم.

حيَّان كان متزوج زوز نساء كيف ما أحسن ما يخلق الخالق، عايشين معاه في حوش واحد، عيشة هنية كلها مودة و محبة، تجمع بينهم المفاهمة التامة و الصفاء والولفة و رَغْد العيشة يلم حياتهم الهانية.

الغلام ماكان مقصّر معاهم في شيء ماللي ينجم يزيد في هناء وسعادة محبوباتُه اللي كانو في عز ودلال و عندهم على ذمتهم وصيف يخدمهم، و بالطبيعة كانو كيف ما يلزم يكونو بالسمع والطَّاعة لراجلهم.

كانك من الأولى بنت بادية و من عرش حيَّان، تعرف الأرض و ما تابعها و تِفْرِقْ في اسرار العود و الزرع، و تفرّز لغة السعي و الزوايل، على خاطر تربَّات في الفلاحة من صغر سنها. و راجلها ديمة يمدح في خصالها و معارفها في الفلاحة و الغنم. كانت هي اللي تعاونُه في خدمة الآرض من الحرث للزريعة للحشَّان للحصاد... و هي اللي تاقف على حلبان المعيز و السروح بالسعي.

البدوية متربية على لبستها متاع عادة أهلها و اماليها في كل وقت، الحرام السواكي والخمري ومريول فضيلة و الفوطة المطروزة اللي تغطي قطاطي شعرها الزنزي، وديمة يفوح منها نسوم عنبر السخاب اللي مزين رقبتها و يتمايل على صدرها. و اللي يزيد في زينها وبهاها، وشماتها الخيلي المنقوشين على خدودها و أعضاها و على فاراتها اللي كيما يقول عليها الغنَّاي لوكان يراها:

"نشبح جريدة نڤشها همَّامي *** يزهى دليلي ليا مشت ُﭬدَّامي"

أمَّا مرتُه الثانية، كانت بالعكس ، بلدية من قاع الخابية محضية وبالفيانة والكهانة مربية، وباللباقة في منطقها و الفاضها العسلية ..........هالمزايا و الخصايل اللي كانوا ناقصين عند بنت البادية العربية.

و زيد على ضرافتها اللي ربي بيها خلقها وانشاها، و زين صمايلها اللي بيها كبرها وحلَّاها، كانت ما عندها لهوة كان برويحتها و بهاها: كل صباح مضغة السواك بين سنِّيها، و مرود الكحل بين شوافر عينيها، وبالملقاط تحصر في قوس حواجبها وتنقي في خدِّيها. كانت لاهية بنضافتها و عفافتها و هيتها و لبسها و ﭬدّتها.

في بيتها نهارها تعدِّيه بين الشبكة و الڤرڤاف و الأباري تطرز و تنقش. و الا تعاون على تحضير العولة و ما يخرج من قلب الرحى من نعمة ودقيق للبسيسة و المرمز و الكسكسي و الفريك.

الزوز نساء ديمة حاركين و من جهدهم ماهمش مخلّيين باش ينالو رضا راجلهم ومولى بيتهم اللي في محبته طامعين راغبين.

كيف ما في كل عام، يهرب حيَّان من برد الليالي اللي يَجَمّدْ، و ينجع في دواير فريڤا بعيد على الجبال الباردة و يسرح قريب الثلاث شهر يتبع في ما تبَقَّى من الحشيش الصايف الفاوح و البقايع المرفقة لسعيُه و هويشاتُه. ما يروح لوكرُه كان بعد ما ينزلو الجمرات الثلاث جمرة الهواء و جمرة الماء و جمرة الأرض، و يكملو السبع ايام اللي يجو بعد الحسوم. يستنى لين يفوتو برودات الفوارير، و ما يرجع كان كيف الوطى تطرى، و الشجر يرخي أعرافه المنورة على وجه الآرض، و العشب الراوي يفتق من الثرى و النوار يفوح بروايحه اللي تشرح القلب.

كيف العادة السنة حيَّان حضَّر روحُه قاصد ربي وطلب من مرتُه العربية باش تجي معاه تعاونُه على السعي، ياخي قالتلُه البلدية بدلال:

"انجمش نعاونك آنا يا راجلي، شاهية نمشي معاك"

جاوبها بلهجة كاسحة لا فيها لا بيع ولا شراء:

"يكون خير كي تقعدي هنا، و كيف ينوّر شجر اللوز تبعثلي الوصيف باش نروح و ردِّي بالك على روحك"

ما عندها حيلة و مغلوبة على أمرها ، قعدت في الحوش منبوزة.

الحوش كي الأحواش الكل، مردوع ومتوسط لا زينة زايدة ولا كلفة، فيه وسطية مستاسعة دايرة بيه البيوت والمطبخ، الحيوط مجيرة بالجير والزينة والخمس والحوت على التيجان. البرَّة من الحوش، وعلى شق ثمة الكوري متاع الهوايش و مخزن القش والخرطان وكومة الغبار، وحذى البير جابية تترقرق بالماء. وعلى الرابع شيرة، داير بالحوش أعواد الكرم واللوز والعوينة وطابية هندي.

يتبع

1 commentaire:

تطبيقات a dit…

الف مبروووووك الانتخابات النزيهه