lundi 21 décembre 2009

عندي اصحاب كي الناس الكل


عندي اصحاب كي الناس الكل،
صحاب قعدة و اصحاب خدمة،
اصحاب حومة و اصحاب مصيد،
اصحاب عشرة و اصحاب اللي ياخذو بقعة الخو،
اللي يفكو من الغلبة و اللي عندكش عندي،
اللي من غادي لغادي و اللي من العام للعام،
و اللي من العيد للعيد و اللي من دفن لفرق،
و اللي من خلاعة لخلاعة و اللي من البوف سور لو توا للبلاتزا،
و اللي من افتتاح قرطاج للختتام الج س س،
و اللي من فرنيساج لفرنيساج و اللي من رموقة لرموقة،
عندي اصحاب كي الناس الكل.
اللي ما نبيع فيهم و ما نشري
و اللي في قضيته يجيني بكري
و اللي بعضمته يقاقي يجري
و اللي كي يتفكرني من نص الليل يبات يسري
و اللي ما نخطر على باله كان كي يسمع بي ماشي للعكري،
و اللي يقولي ما نسيتكش يما البورطابل تسرق،
و النومرو متاعي من ذهنه زلق،
و الكمبيوتر بالمايل متاعي تبلنتا حتى لبن تفلق.
عندي اصحاب كي الناس الكل،
نملى بيهم يدي،
و وقت ما ينشدوني تعرف، نقول هذاكة ندي،
و اللي بيهم نوللي جدي،
و كيف واحد يقوللي تعرفش حد في ال....
قبل ما يكمل نقلو عندي.
محل الشاهد جبناه تقديم لمسدس العربي النجَّار على الصحبة و الصَّاحب، كليمة صغيرة عالعربي النجار هو واحد من الأربعة الكبار في مدونة الشعر الشعبي التونسي: أحمد بن موسى و احمد ملاك و احمد البرغوثي و هو رابعهم أصله من العالية عاش في نهاية القرن 19 و بداية القرن 20 يتسمى من شعراء و غناية الحيطي (الحضري) و هو آخر الشعراء اللي كان بنظم في المحجوز. نظم في كل الأغراض و غرامه كان في الأخضر يحب يقول الغزل. اتغرم بيه واحد مالطي يقولولو طونين البرجي كان النهار الكل شادد جنبه ياخذ عليه في الصنعة ياما بثنيان الركبة موش بالغدرة.
و اللي يطالعو مجلة إيبلا يلقاولو مقالات على الشعر و الغناء و على أصوات البياعة في تونس يكتب باسم ،
Antonnin Borg
و هاذا طونين مشى بيه الغرام متاع الغناء لدرجة انه ولى ينظم في الملحون التونسي انشاالله نهار نقدملكم شي من غناه.

ميزان مسدس
الصاحب اللي حسبته عڤيدة***نصبلي مكيـــــــدة
خذاني على غدر و نسى الوديدة.
*******
الصاحب اللي حسبته صميلة***نصب لي الحيلــــــة
خذاني على غدر و ركض خيله***حرڤني كما حرق راس الفتيلة
ناره شعيلـــــــــة***و النار ما صبتلوشي ضميدة
*******
الصاحب اللي حسبته عشيري*** حرق لي ضميـــــري
غدرني و ما حاكشي فيه خيري***بعد اللي كان هو خبيري
خبّل حريــــــــــري***و خسرت في خلطه اللي زهيدة
********
الصاحب اللي ظهرلي بذاخُه***نصب لي فخاخـُــــه
إدوان و غدر تبَيِــن فساخُه***خوّان في العهد لفكار داخُو
كثـّــر صراخـُـــو***غدر بي عمل لي ڤعيدة
*******
الصاحب اللي مخير ادراكه***نصب لي شراكــــه
خذاني على غدر بين افتاكه***بلا عيب يا ناس تبيّن هلاكه
نافخ احناكـــــــــه***بتحكك على النار اللي صهيدة
*******
الصاحب اللي حسبنه معبّر***علي يدبّــــــــر
خذاني بالغدر و بالسر خبّر***ڤعّــِد زنادة لسيفي مشبّر
هلّـل و كبّـــــــر***جات ضربتُه من ڤدايا بعيدة

samedi 19 décembre 2009

واحد من الأربعة أعراف: أحمد البرغوثي.... الضحضاح

 


هو أحمد بن حمد بن سالم البرغوثي من مواليد البرغوثية(نفزاوة)عام 1887 . نشأ في وسط عائلي مولوع بالشعر رجالا و نساء و كذلك بالمعرفة الأساسية لذلك الوقت و هي حفظ القرآن. تلقَّى تغليمه الأساسي علي يدي مؤدب القرية إلى حدود الخامسة عشر من عمره. بذأت موهبته الشعرية تنمو منذ صغره من ذلك أن مؤدبه عثر له على أبيات كتبها على لوحه يقول فيها:

لُذْت المدَاين نطوف*** وقريت علم الفطانة
لقيت النساء مثل الصُّوف*** تتباع كان بالرزانة

كانت الظروف المعيشية و الحياتية في ذلك التاريخ قاسية وضنكة للغاية لأغلب سكّان البلاد التونسية على أعقاب مخلفات ثورة علي بن غذاهم وخاصة الحملات العقابية التي قامت بها السلطة المركزية لتأديب المتمردين و من ناصرهم. وكان الفقر والفاقة أشد ضراوة على سكَّان البوادي الذين يعيشون من فلاحة اكتفاء ضئيلة تتحكم فيها قساوة المناخ والطبيعة . فكان لهذا تأثير كبير في نفسية الشاعر المبتدء الذي جاءت أشعاره مثقلة بالكثير من التبرم من الدهر و شكوى الزمان المعروف لدى شعراء الملحون “بالعكس”. و كان لتمكن البرغوثي من القرآن برمته وبالتالي من اللغة العربية الأثر الهام في قوة لغته الشعرية فضلا على ما كان برويه عن أهله من أشعار السابقين له بما فيهم والده حمد بن سالم ووالدته و عمّاته.. و كان في أغلب الأحيان يراسل أهله أو أصدقاؤه شعرا و هو يتناول صروف الدهر أو الأحداث التي يمر بها هو أو أهله.
وأحمد البرغوثي علم من أعلام الشعر الملحون التونسي و أحد الأربعة الكبار: أحمد بن موسى وأحمد ملآك والعربي النجَّار.
يُعَدُّ ضحضاح البرغوثي معيارا الغرض لما أحاط به الشاعر من مجمل القيم الجمالية والخيال الشعري و قوة النظم والإبداع اللغوي، الشيء الذي جعل هذا القصيد مثالا يحتذى و لكن قلما تمت مضاهاته أو تجاوزه. والضحضاح غرض من الأغراض المؤكدة وجوبا على كل من يدعي قول الشعر. يقول المنصف الوهايبي تعليقا على سماعه لضحضاح البرغوثي: أن القصيد في الواقع ضحضاح لغوي قبل أن يكون وصفا لضحضاح الطبيعة، مما يجعل من محاولة الاقتراب من تقليد القصيد أمرا عسيرا للغاية.
وربما تكمن قوة ضحضاح البرغوثي في جانبين اثنين الجانب البنيوي للقصيد الذي اعتمد ميزان المربع العريض أو الكامل من ناحية و خاصة اعتماده قافية بحرف القاف المعقفة التي قلما تناولها الشعراء .وقد أشار البرغوثي بكل اعتداد لهذا الاستعمال بقوله:

تمَّمت لفظي يتصداڨ*** آڨة مع آڨ
يُصعب على كل لبَّاڨ*** من يدّعي باللباڨة.
والغريب في الأمر أن بعضهم يستنقص من شاعرية وبلآغة أحمد البرغوثي واصفًا إياه بقوله: "...بالتكلف في تخريج القوافي أو تمحل في الألفاظ باستخدام الصنعة والتصنيع وهي ظاهرة طاغية على الشعر العامي المكتوب(؟) مثل شعر أحمد البرغوثي الغارق في المحسنات البديعية والمبالغ في الزخرفة والجرس اللفظي."[i]


[i] الحفناوي عمايرية في توطأة ديوان عبد الرحمان الكافي  تحقيق فيصل المنصوري عن دار سحر


ضحضاح
ضحضاح ماشناه يُزْراق***يوساع يُغراق
غيمه على روس الاشفاق***دخَّان غطَّى رواقة


مهاميد شينة ورقراق***وخنق واطباق
وجبال تعلى وتشهاق***هي وسحابه تلاقى


يا موحشه فَج رهَّاق***مقطوغ اللآفاق
يصعب على كل وهَّاق***يخليه ماشين رقاقه


ضِعن العرب فيه يا ساق*** والبوم نقناق
والذيب بالصُّوت عوَّاق***والضبع تسمع زهاقة


جند القطا داير أفراق*** والريم صعفاق
والهدرقة بين الأهياق***لا رافعتها قلاقة
***
علي حاز مكحول الأرماق ***بوهذب حرَّاق
في غيبته خاطري ضاق*** ما نيش طايق فراقة


نوم الهناء عدت مشتاق*** لا انغمض آحداق
من الوحش وأرياح الاعشاق***حرَّمت قوتي مذافه


شهد العسل عاد ترياق ***من كدر الاخلاق
زول اللي به خاطري شاق***مابعد عليَّ سباقه
***

الله لا كوت هبَّاق*** في الحري سبَّاق
غدي سيرته موش قلاق*** مطلوق إيده وساقه


ولد الكحيلي بتحقاق***جابوه سُرَّاق
باعوه بيعان تدراق***قبلو ثلاثين ناقة


أزرق كما صم الامداق***في اللون يُغماق
مرشوش ترشريش الاوجاق***دارة بداره ضفاقة


مهدول ريشات الاشداق*** في الصرع لهماق
عيونه كما صُلْ بلحاق***تغلق وتفتح انشاقه


أغذن وودنيه تلباق***وكرومته اشناق
عرصة جهل بني عملاق***في برج طاحت انطاقه


صدره كما صيد الاخناق***وقوايمه رقاق
وحوافره مثل الاطباق***والعاج أسودحواقه


متين الظهر موش هقهاق***دفَّات وزياق
والكفل ملفوف بزناق***ودلال كرَّت اشلاقه


عليه سرج متموم الآفاق***مرسوم الأحلاق
وستارته شغل حذَّاق***مشي طرزهم باللباقة


والبشت حفزوه الاوراق***وركاب شلهاق
وخدود بالطرزتفياق***والسير تضبح اسلاقه


طوَّاي في البعد شولاق***في الارض مزَّاق
إذا عرق ونشّف وفاق***يطرب وتسخن اطواقه


يخللي الوعر حافره زقاق***والصم دقداق
مجذوب في بعض الاسواق***ضربو جوادب أطراقه


إذا حس بركاب لهلاق***في الارض ديَّاق
يُغمر كما رمش الاحداق***يسبق ارياح الشراقة


به نوصل البر دقَّاق***لا نخاف عيَّاق
مقرون وكرطوش لصَّاق***وسنقي خيار السناقة


كسوة من حرير تزلاق***من صبغ الارجاق
برانيس وحزام وتماق***في الرجل يسعل زواقة

***
نوصل قدا روح الاغلاق***عمهوج مرهاق

سبحان مولآي خلآق *** تَم زينها والرشاقه
 

وغثيثها طاح هدراق***في لون الاغساق

وجبينه برق خفَّاق***تحت الردايف شراقه

 

حواجب جداويل تُعراق***نونين في صداق

في ايدين كتَّاب علاَّق***روى خطهم بالرياقة

 

وعيونها ريم دحَّاق***رتَّاع الابراق

جفل شاف صيَّاد بنداق***جاء قانصة باشتفاقة

 

راعف كما طير بوسماق***في الجو غرناق

نزل شاف على صيده ساق***جبد قلبها من امراقه

 

وخدودها ورد يُفتاق***من وسط الاغلاق

ومضحك كما التبر جلآق***وارشاقها برزداقة

 

ورقبة كما رقبة عناق***في ايام الأغياق

فوق الصدر ريت تُيَّاق***محاجيب تحت الدراقة

 

وزنود وعكان وتراق***جُمَّار ترشاق

وذراعها سيف محَّاق***في يوم كابر نفاقه

 

خواتيم في اصباعها لرياق***من صاغة اسحاق

بين لبسها وبين الاعناق***من الحلي مليت علاقة

 

حنا جوفها قوس الاوداق*** من تحت الاعماق

وحزامها فجر لبَّاق***من الشرق زيَّن انباقه

 

وافخاذها افخاذ الالياق***بالريش توساق

ووشام في عضلة السَّاق***واقدام لاهم نتاقة

 ****

تمَّمْت لفظي بتصداق*** آقة مع آق

يصعب على كل لبَّاق*** من يدّعي باللباقة

 

أنا حمد شتلة أنطاق***لانيش برباق

أنا نسل ناسات ذوَّاق***أهل العقل والذواقة

 

من البرغوثية بتحقاق***على الله نُرزاق

يوم المحاشير نُعتاق***ننجى مع اهل العتاقة

jeudi 17 décembre 2009

Ceux qui ne pensent pas comme nous.

Mon blog c'est une partie de moi, ce n'est en aucun cas une vitrine derrière laquelle se cache quelqu'un d'autre. je ne suis le jockey de personne, - De toute façon, à mon âge personne ne se risquerait de miser un sou vaillant sur moi- Ni parti ni lobby. Je trouve les hauts parleurs très pathétiques dans leur acharnement à nous convaincre de choses qu'ils ont du mal à en être convaincus eux mêmes.
être libre de toute obédience n'est pas chose aisée, vouloir être accompagné dans la solitude des idées fripées doit être une œuvre de toute ingratitude.

Sacré Georges tu nous es de tout secours en chaque circonstance.


Quand on n'est pas d'accord avec le fort en thème
Qui, chez les sorbonnards, fit ses humanités,
On murmure in petto : "C'est un vrai Nicodème,
Un balourd, un bélître, un bel âne bâté."
Moi qui pris mes leçons chez l'engeance argotique,
Je dis en l'occurrence, excusez le jargon,
Si la forme a changé le fond reste identique :
"Ceux qui ne pensent pas comme nous sont des cons."


Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.
Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.


Jouant les ingénus, le père de Candide,
Le génial Voltaire, en substance écrivit
Qu'il souffrait volontiers - complaisance splendide -
Que l'on ne se conformât point à son avis.
"Vous proférez, Monsieur, des sottises énormes,
Mais jusques à la mort, je me battrais pour qu'on
Vous les laissât tenir. Attendez-moi sous l'orme !"
"Ceux qui ne pensent pas comme nous sont des cons."

Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.
Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.


Si ça n'entraîne pas une guerre civile
Quand un fâcheux me contrarie, c'est - soyons francs -
Un peu par sympathie, par courtoisie servile,
Un peu par vanité d'avoir l'air tolérant,
Un peu par crainte aussi que cette grosse bête
Prise à rebrousse-poil ne sorte de ses gonds
Pour mettre à coups de poing son credo dans ma tête.
"Ceux qui ne pensent pas comme nous sont des cons."

Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.
Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.

La morale de ma petite ritournelle,
Il semble superflu de vous l'expliciter.
Elle coule de source, elle est incluse en elle :
Faut choisir entre deux éventualités.
En fait d'alternative, on fait pas plus facile.
Ceux qui l'aiment, parbleu, sont des esprits féconds,
Ceux qui ne l'aiment pas, de pauvres imbéciles.
"Ceux qui ne pensent pas comme nous sont des cons."


Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.
Entre nous soit dit, bonnes gens,
Pour reconnaître
Que l'on n'est pas intelligent,
Il faudrait l'être.

ورقة عمرها 59 عاما فتحت حضيرة حفريات في ذاكرتي....ء



لم أكن أتصور البتة عند كتابة هذه الفقرة منذ يومين:"كلمة الوطَن- بالفتحة على الطَّاد- ما تعلّمتها وآنا صغير كان في المدرسة "الفراكو آراب" واللي بناتها فرانسا في قرية جات في قطعة من خلا، من شيرة معلم فرنساوي يحفظ فينا في المرسياز و يجبرنا تغنيوها قارد آ فو قدَّام العلم المثلث الآلوان، و من شيرة معلم جرجيسي الله يرحمه يحفظ فينا في حيُّوا العلم رمز الوطـَن ووطني بالآمس كنت". ، أني سأواجه وثيقة تحمل خط معلمي و إمضاءه، حقا هي من الصدف الغريبة التي عشتها مرارا غير أنها تُدخل في نفسي نوعا من الخوف و الرهبة، فهي ليست بالصدف العادية إذ فيها تزامن غريب لا يرضخ لأي قانون عادي...ء
كنت في زيارة عند أخي
الأصغر و الذي عاشر والدي رحمه الله في آخر سنوات حياته، فاحتفظ بما خلَّفه من وثائق و حجج عدلية و كتب تفسير الأحلام و الطب التقليدي. تحدثنا فيما جئته من أجله ـ ثم فتح دفترا و سلم لي ورقتين من كرَّاس عادي غير أو اصفرارهما ينبئ بقدمهما، فتحت طيات الورقة الأولى و بدأت القراءة دون فكرة مسبقة عن صاحب التحرير،وعندما وصلت للجملة:"كما حفظت أناشيد كوَّنت فيَّ روحا جديدة جعلتني أشعر بواجبي نحو بلادي و قومي"، ارتعدت فرائصي و عادت فجأة لذهني الفقرة التي أوردتها أعلاه، ة كان أخي يسألني بألحاح: أعرفتها؟ أتذكرتها ؟ أتتذكر من كتبها؟...ء
لم أكن لأصدق أني صاحب الرسالة في حين أن كل الأدلة تقول عكس ذلك، لا يمكن لي الجزم بأن الخط خطي لا لا... كان عمري وقتها ستُّ سنوات، و كما ذكر المعلم في كلمته الملحقة بالرسالة كنت التحقت بالمدرسة متأخرا في أوائل سنة 50، و كأن والدي رحمه الله تذَكـَّر بعد أشهر أني بلغت سن التمدرس فكلَّف من الأقارب من قام بتسجيلي متأخرا، و أذكر وقتها أنه أرسل لي من العاصمة ملابس جديدة من بينها سروالا إفرنجيا (بالطويل). لم يكن ذلك الزمن ملائما أو مشجعا أو حتى واردا أن يُرسل الدويري ابنه للمدرسة، خاصة و هو يشكو من قلة ذات اليد، و كان الكثير من أهلنا يتهكمون على محمد بن سعيدان الذي أرسل ابنه للمدرسة عوض أن يُكلفه بالسروح و رعي الجديان، فذلك أجدى به و أرحم من ناحية الإنفاق خاصة و هو "كعَّاك بسيط لا يكسب المائة و الألف فما بالك بتكاليف الكراريس و الكتب"...ء
لأم أكن لأصدق أني صاحب الرسالة لأنها غير معقولة تحريرا وخطـًّا، كيف يمكن لصبي في هذه السن و بعد ستة أشهر من المدرسة أن يكون خطـّه بهذا الشكل و بقلم الحبر.... أمَّا من ناحية التحرير أعتقد أن مدرسي أملى عليَّ النصّ أو لقنني إياهُ لأكتبه و يتثبت من سلامة الرسم و اللغة بعد قراءته.... لقد تعودنا -والعادة هي طبع ثان- كما يقول المثل الفرنسي، تعودنا على ما يُحرر اليوم ، و على تعابير تلامذة المعاهد المتميز بالركاكة و رداءة الخط، فمن الطبيعي أن لا أصدق أو لا يُصدق أحدكم أن هذا المكتوب لطفل لم يتجاوز السادسة و هو في مدرسة نائية ويعيش في محيط يبعد سنوات ضوئية على محيط أبناء النصر و البحيرة اليوم....ء
الرِّسالة كـُتبت في أواخر ماي 1950،و هكذا ضمَّن والدي تاريخ تسلمها: اتصلنا بهذا المكتوب من ابننا بتاريخ يوم السبت في 3 جوان الموافق ل 17 شعبان 1369-1950 و ختمها بإمضائه و احتفظ بها بين دفتي أحد أسفاره كأيقونة أو حجاب أو تميمة ليُثبت للمستقبلـ للناس، و للزمن أن اختياره كان صائبا، و لم يفكِّر لحظة أن بُعيدها لي، أعتقد أن في ذلك الكثير من الحياء الذي يسم علاقات أبناء جيلي بآبائهم.ء
والدي ، دُمتم كما رمتم في ذاكرتي
حرَّرّه ابنكم علي سعيدان

mercredi 16 décembre 2009

...... و الكلا م قياس موش حصيرة


فرشة:
جاء في الأسفار المقدسة القديمة انه سكان بابل ظهرلهم في وقت من الأوقات يبنيو برج يوصلو بيه للسماء، من حينك بداو في البني، كيف ما نقولو مهندسين تستنبط و تصور في البنية و كيفاش باش تكون، و معلمية تجبد في الخزم و تسطر و خدامة الحزام يحفرو في السيسان و صناعية ينقشو في الحجر و بناية تبني و اللي يكر في الرمل واللي يحرقو في الحجر باش يصنعوا الجير و الجبس و البعض يخلط في العجنة. بدا البرج طالع كل يوم يزيد درجة، و اللي يتصوروه المهندسين يظهر في الواقع من غير معاودة و لا تبلبيز و لا تكعرير. الناس الكل فرحانة كيف اللي مشارك في البني كيف أهل البلاد.الحاصل ليامات تتعدى و البرج طالع شامخ في السماء و الجناين معلقة على حواشيه حاجة تعمل الكيف و تشرح القلب.
أية البرج شاقق قبة السماء لين ما عادش يترى من الأرض، شافهم ربي كي ما تقول انت مفرعنين، ما عجبوش الحال لانه تأكد اللي ما عاد باش يردهم شيء في اللي عزمو عليه و ما دام باش ينجحو في هالبرج برة شوف على اشنوة باش يعزمو المرة الجاية؟؟؟ حب يعرف أشنوة السر في نجاحهم هذا الكل عبقرية و قوة و الا اشنوة؟
ركّز عليهم مدة و اكتشف اللي القوة متاعهم ناتجة من أنه الفكرة الأولى و الاستنباط الأول يوصل لآخر خدام من غير ما يتحرّف الناس الكل تتكلم نفس اللغة فاهمين بعضهم كي ما نقولو اليوم 5/5 لا الواحد تعاودله لا يقلك ما فهمتكش و لا يفهم بالغالط.
قال بينه و بين روحه هالجماعة يلزم نوقفهم عند حدهم، ياما كيفاش، و هوما بانسجام لغتهم و صفاوتها الشيء اللي خلّاهم في ها الدرجة من القوة و العبقرية؟ من حينك فرفرشلهم لغتهم يزيد نقطة هنا و ينحي مدة هوني و يعمل شدة في بقعة أخرى و يزيد همزة غادي و ينقص حرف من شيرة أخرى.... ما تعداو أيامات لين كلات بعضها و بدا البني يتقربج و الشقوق تتحل و الميزان طايح و كل واحد يقول موش مني من الآخر و فك إيدي من شوشتك و النهار الكل اجتماعات و قرافات و لجان و ولاو حد ماهو فاهم حد. تهردم البني و خرب و الشانطي وقف و الخدامة ما خلصتش و ما نحكيلكمش... و ربي من فوق شايخ على قرعتهم بعد ما اطمان اللي ما عادش باش تقوملهم قايمة من نهارت اللي ولآو في ستين لوغة جديدة و كل يوم تتولد وحدة أخرى بعد ما كانت عندهم لوغة وحدة تجمعهم هي مصدر قوتهم.....
و احنا كلامنا قياس موش حصيرة تقعد عليها الناس....




الحاجة المهمة و الملفتة للانتباه أنه في ها القبة التدوينية التونسية نلقاو عدة لغات مستعملة للتعبير كل حد و حسب كيفه و شيخته اللي بالعربي الفقهي و اللي بالفلاقي من اللغة المتداولة في ساير ليام و اللي بالفرنساوي و اللي بالانقليزي و حتى بلغة الرسائل القصيرة المعروفة بالآس أم آس وغيرها. شيء يركب الكيف و يترجم بصدق على الفسيفساء و التنوع متاع بلادنا. و نلقاو في كل لغة أنواع من اللهجات و الأساليب اللي تعبر كل وحدة على مولاها: الشبيبة بلغتهم و الكبار بلهجتهم شيء محبوك و مرتوب ياخذ اللي يكتبه وقته و يرد باله فيه على سلامة لوغته و بنيانها و نحوها و صرفها و شيء مطلوق مسرح يجي تلقائي كيف ما يتكلم مولاه في ساير الايام و يفوحه بما اشتهى من الممنوعات الي ما تتعداش في بعض بلايص ساعات. تعددية لغوية و تعبيرية هي من ناحية ثروة في ميدان التواصل ما بيناتنا من شيرة و احنا و غيرنا اللي ما يفهموش لغتنا الأصلية من شيرة أخرى، و حد ما ينكر، و هذا أمر باين ما فيهش شك أن طاقة التوانسة في التأقلم في مستوى اللغة و الغناء مع العالم سوى كان عربي و الا شرقي، و نلقاو برهان على هذا في المدونات الموسيقية اللي يختاروهم المدونين و اللي تبين زادة اتساع الدايرة السمعية متاعنا كيف اتساع دائرة الشيء اللي يقراوه المدونين من الأدب و الشعر و المكتوب في الدنيا الكل. يحب يقول اللي شبابكنا محلولة و طاقتنا على امتصاص المعرفة و التراث اللامادي كبيرة و ناتجة في جزء كبير منها على ما ورثناه من النظام التعليمي اللي خلاته فرنسا و ما وقع تركيزه من بعد الاستقلال. تبقى ما يلزمناش ننساو اللي المدونين في الاغلبية ناس عندهم مستوى و ربما يتوصلوا بدرجة أكثر و الا أقل من النجاح في التوفيق بين ها المستويات اللغوية و يلقاو شيء من التوازن بناتها و بين ما يكمن وراها من أبعاد ثقافية و ذهنية و مفاهيمية، أما كيف نهبطو لعامة الناس و السواد الأعظم و الشيء اللي بدا يبان مع الأجيال الجاية، الواحد ما ينجمش ينكر حالة الحيرة و التذرية الثقافية متاعنا اللي ما تبعدش على نوع من الفصام (سكيزوفرانيا) الاجتماعي. لأنه الفضاء الاجتماعي متاعنا مقسوم و مفلق على ثلاثة شلم في المنظومة اللغوية إذا ما قلناش أربعة:
عندنا اللغة الدارجة اللي نتفاهمو بيها فيما بعضنا في ساير الأوقات في الخدمة في الدار في الشارع و البيع و الشراء و ما يهم العيشة اليومية. و ساعات تلقى أكثر من دارجة دارجة الراديو و التلفزة ما هيش دارجة فضاء بوعبانة الستة متاع العشية نهار السبت!!!!
عندنا العربية الفصحى.
و عندنا اللغة الفرنساوية.
و ها اللوغتين اللي نتعاملو بيهم في الإدارة و المدارس و الشريكات و الصحافة الحاصل عند لحاسين الأقلام.
و السؤال المطروح علينا كيفاش نتوصلو باش تبنيو ثقافة وطنية متجانسة بها الخليطة متاع اللغات؟؟؟ يا هل ترى ممكن باش تتم عملية توحيد الثقافة بغير لغة موحدة؟؟؟
أنا هي اللغة اللي تنجم تحددلنا هويتنا و شخصيتنا و ينجمو الشعوب الأخرى يتعرفو علينا بيه؟
يا هل ترى اللغة الفصحى المكتوبة متاع عرب الزمان الغابر تنجم تكون لغة عرب اليوم؟
يا هل ترى اللغة الدارجة اللي شابّة في اتجاهات متنوعة تنجم تلبي الحاجة و توللي لغة اليوم ؟
زعمة انجمو نواجهو العالم بما فيه من مستجدات علمية و فكرية و ثقافية و نلقاو ثنية لارواحنا تميزنا على غيرنا من غير ما نكون شادين في شيء من شيرة يظهر تابع للماضي اللي وفى و اندثر، و الا الشيء البراني اللي هو غريب علينا و ما عندنا عليه حتى سيطرة؟؟؟
سؤالات تحير....
في باب آخر،الراغلة تكبر وقت اللي الواحد يتفرج على أعمالنا الدرامية سوى مسرح و الآ سينما و الا مسلسلات و يشوف حالة البؤس و التعاسة اللغوية اللي لا نكهة و لا مطعم، حاجة مكنجلة أسبتيزي و اللي ما يتكتب منها حرف إلا بموافقة الرقابة و الرقابة الذاتية؟؟ إلى أنا حد الشخصيات اللي يتقدمولنا في التلفزة يشبهوا و يعبرو عل شخصيات الواقع. وقت اللي الملهط –كيف ما قال واحد من المدونين- عندها الحق في الوجود في الدنيا و ما عندهاش تتوجد في الخيال المكتوب و المرئي؟؟؟؟ يا هل ترى اللغة اللي يتكلمو بها هي اللغة اللي نسمعوها في حياتنا اليومية... خللي عاد إذا جيت لهاك المسلسلات اللي بالعربية الفصحى متاع "بطولات العرب" في القرون الخالية و الا ترجمة المسلسلات المكسيكية؟؟
ما نعرفش كان تتفرجو ساعات في الفضائيات اللي تعدي في الأفلام الغربية من نوع م ب س و ون تي في و تقراوا ترجمة( سوتيتراج) الحوار الأفلام بالعربية الواحد يوللي يشوف في فيلم و يقرى في فيلم آخر من جراء الرقابة و المنع اللي مايسمحش انه يتعدى كلام السبان و الشتم و ما فيهم من قنابل اماليهم استانسوا بيهم و احنا ما يلزمش ننطقوهم بالغربي كيف اللي ما عنداش قنابل كيفهم ولا أقوى !!!!.
محل الشاهد موش ممكن توصل انتاجاتنا السمعية البصرية لمستوى ما دام الرقابة و الرقابة الذاتية رامية كلاكلها على الخيال و اللغة، ما دام ما نصوروش الدنيا بهمومها و جمالها بخنارها و خمجها و تجاوزاتها و تأخرها و المجتمع بكل نواقصه، ما نجموش نتقدمو في مجال الحريات. و بان بالكاشف انه كيف المبدع ياخد و يفك حقه في التعبير على رايه يكبر في عينين أهل بلاده. و لولا الجرأة اللي طبعت الجيل اللي جاء بعد ماي 68 ما كانش ممكن انه توصل القنوات الفرنساوية على سبيل المثال باش تكون في ها المستوى من الحرية و الأباحية و الدنيا ما جرالها حتى شيء مع ذلك.
و احنا في بلادنا حتى كيف تتولد إذاعات و قنوات تلفزية قال اشنوة "خاصة" يولليو يتزاحمو أشكون باش يكون مستواه أهبط من الآخر و عمرهم ما يكونو في السباق أشكون يفك أكثر مساحة في باب حرية التعبير و الإبداع الراقي. و الفاهم يفهم.


Azwaw soumendil awragh أزواو سومنديل آوراغ