برشة حكايات شادة الصف وتستنَّى في طريقها للكتيبة، "ريحة
السخاب" قاعدة تطبخ على نار هادية وزادت كملت عليها التبحيرة لتازركة زدمت
عليها حكايات جديدة وتستاهل نتقاسمها معاكم.
في كل مدينة وفي كل قرية تبرز شخصيات كانت تملى الدنيا بضمارها وتخريجاتها.
عملية التجانس السلبي اللي قرقبت الناس الكل فرد قالب وولـَّى ربها واحد من حزوة
للهوارية قاعدة تخرّج في أجيال وأذواق ما تشبه لحتى شيء وبكلها تشيه لبعضعا: عرس
بالزازة وفي الصالة وليلة بافلوات والا ستيريو والا دي دجي من غير ما يكون للعروق
الأصلانية لكل قرية ومدينة بقعة تميزها وتعطيلها طابعها.
محل الشاهد، في كل مرة نتنقل لجهة والا لمدينة ما انجمش ما نجبدش الحديث
مع الماشي والجاي والا اللي في السوق والا في سانية والا صناعي من الصنايعية، الله
غالب، طبيعة في الدم يلزمني ننشد على العلة وبنت العلة والقاضي باش مات.
الحكاية هاذي ماهيش من نسج الخيال والا من الخرافات اللي يتندروا بيها
الناس، نحكيهالكم كيف ما رويتها من عند شاهد سماع بحكم انها صايرة في محيط عائلته.
وتجبدت في سياق الحديث على عادات كيوف أهلنا في قعداتهم وشيخاتهم من غناء و لمة
وشرب وتكييف. برشة من الشبيبة اللي تعلمت تتكيف في الشيء اللي يسميووه
"الزطلة"( ما تعجبنيش هالتسمية حتى طرف) يجهلو الكثير على طقوس و"قوانين"
وقواعد التكروري من زريعتُه لحمعانه لخدمتُه للمة الناس المولعين بيه.
القانون الزجري التونسي وعلاقة "الحاكم" بها الشيء والناس اللي تتعاطى فيه ما وصلش، يرغم الشيطنة اللي تعملتلُه، باش يحد والا ينقص من انتشاره في جميع الأوساط زواوله والا مركانتية نخبة والا ولاد باب الله نساء والا رجال متعلمين والا جهلوت تجار والا بطالة.... الحاصل موش عجب نسبة المستهلكين ليه فاقت بكثير نسبة سنوات اللي كان من منتوجات القمرق ويتباع عند الدخاخنية.
القانون الزجري التونسي وعلاقة "الحاكم" بها الشيء والناس اللي تتعاطى فيه ما وصلش، يرغم الشيطنة اللي تعملتلُه، باش يحد والا ينقص من انتشاره في جميع الأوساط زواوله والا مركانتية نخبة والا ولاد باب الله نساء والا رجال متعلمين والا جهلوت تجار والا بطالة.... الحاصل موش عجب نسبة المستهلكين ليه فاقت بكثير نسبة سنوات اللي كان من منتوجات القمرق ويتباع عند الدخاخنية.
بالطبيعة الأسامي والشخصيات وموقع الأحداث بكلها حقيقية أمَّا باش نعطيوهم
أسامي مختلفة .
صاحبي المتحدث الراوي( سي المنصف)،
ماهوش صغير وما نبعدوش على بعضنا في العمر، كان أصغر أخوته، توفَّى والده وهو ما
زال غشيرما غلقش العام. بوه كان من أعيان
البلاد هو اللي ورث على والده لهوته بالأرض والفلاحة والسعي والغنم. توفَّى وهو ما
وصلش الأربعين وأولاده صغار وكان ضروري آشكون يوقفلهم على رزقهم ويكبرهم. سي
المنصف هاو عنده عمه كان في العدلية في بلاد من بلدان فريقة طلب باش يتسمَّى في
مركز قيادة دخلة المعاوين يحب يقول نابل باش يقرب من مدينته ويباشر كفالتُه لأولاد
خوه. سي عبد الواحد القاضي لحَّاس اقلام وما عنده في باب الفلاحة والأسعاي لا ناقة
ولا جمل. كبرت قدّأمه المسألة، مشى لمرت خوه (أم سي المنصف) باش يحكي معاها،
سألها:
-
- سيدي خويا ، راجلك، كانش عنده حد من معاونيه
اللي عارف بالخدمة والسانية والهنشير ويستثيقُه ومهنيه على كل ما ثمة؟
- - عنده يا سي عبد الواحد. عليك
بالفحيّل، هو ركيزة السانية والهنشير.
تفرهد سي عبد الواحد وخذا منها النعت وين باش يلقاه، وتقابل مع الفحَيّل وتفاهموا على كل شيء وكل يد
خذات أختها وكل حد شد خدمتُه.
سي الفحيل يعرف أسرار الخدمة
وتكونت بينُه وبين والد المنصف روابط ثقة تامة كيف ما كانت عنده علاقات قدر
واحترام مع مرت المرحوم وخاصة مع أمه الا زهرة
اللي كانت عرصة من عرص السانية.
سي الفحيل كان مخصص سبعة مراجع يخدم فيهم ما يتدخل فيهم حد، كان يزرع فيهم
خشخاش كيف توصل الغلة وقت طيابها، وتطيح النوارة وتكرمس الثمرة، يباشرها وحده
بمعرفتُه يهبط ويبدى يجَرَّح في الكراكب باش تسيب حليبها اللي كيف يشيح يعمل فصوص ويلمهم ويمشيو لاماليهم.
وثمة اللي يقعدو كراكب يشيحوهم ويلموهم يغليوهم للصغار والا للي عنده وجايع.
الحاصل كل سلعت تمشي لاماليها.
والد المنصف كانت عنده كيف السوينية فيها من الشجر والغلل الخير والبركة
هاك السوينية يسيوها الدَّاويرة الصيفية هي اللي ياكلو منها ويهديو للأحباب
والأقارب والأصحاب ما تيسر من عنب وانزاص وخوخ وبردقان وعبابد مستورة وفول وغيره
من المنتوجات والغلل. الداويرة الصيفية فيها كي الكيب مضلل يقعد فيه والد المنصف
هو واصحابه وبجنبه كان الفحيل يزرع هاك الأربعة خمسة جدور تكروري يطلعو مع الكيب
وينورو ويعملو عبابدهم وهوما خاصيين بالاستهلاك الخاص متاع مولى السانية واصحابُه.
نرجعوا لسي عبد الواحد اللي كان يجي من نابل لبلاده مرة في الجمعة يتفقد في
أولاد خوه وقرايتهم وما لازمهم ورزقهم وفلاحتهم، نهار طلع للهنشير دار فيه والحال
ربيع لين وصل لمراجع الخشخاش، ماهو قلنا اللي ما عنده حتى معرفة بالفلاحة، عجبو
منظر هاك النوار الزاهي كيف ما يقولو "نوارة واحدة" طبس على جدر شاف
نوارة رشقت في عينُه قصها وحطها كيف ما يقولو قبل على قرنُه يحب يقول فوق وذنُه.
رجع من الهنشير لين وصل لوسط البلد ماشي للقهوة اللي قريبة من البيرو اللي يباشر
فيه في أعماله كمتوكل على رزق أولاد خوه. الناس الكل تحترمُه وتقدرُه، أمَّا اللي
يشوفُه راشق هاك النوارة على قرنُه يستغرب وما ينجم يقول حتى شيء. واحد من الجماعة
سبقُه لقهوة صالح رجب اللي كان اصحاب معاه الروح بالروح وقالـُّه :
-
- سي عبد الواحد هاو جاي وراشق نوارة خشخاش في
قرنُه ياخي ما تقول ليش آش صارلُه؟؟؟
-
- أسكت على روحك توة نتلهى بيه وما تزيدش وتنقص
في الحديث.
خرج القهواجي يجري يرحب بسي عبدالواحد ودخلو لمقصورة صغيرة مستلنس يقعد
فيها مع اصحابُه وقال لُه:
-
- أشنوة هدا اللي على قرنك؟ يا خي ما تعرفوش ؟
-
- كنت في السانية ريت ها النوارة عجبتني....
-
- أية نحِّي عليك تحب تولليلنا ضحكة في البلد.
وفكلُه هاك المشموم من وذنُه وقال لُه:
-
- هذاكة خشخاش ...
صالح رجب حكايات البلد بكل يعرفها من حياة المرحوم ومن حياة جد المنصف
ويعرف اللي الفحيل هو المتكلف بهاك الشيء.
- - خشخاش، خشخاش ما تقول هالكلام؟؟؟ برة أبعث
آشكون للفحيل يقول لٌه سي عبد الواحد جاي توة مع الجدارمية.
من حينك بعث صالح رجب واحد من الصّناع يجري ساقيه أعلى من راسُه للفحيل بش
يخبرُه باللي صار.
كي سمع الفحيل الصَّانع، من حينك ركّب المحراث وحرَّش على البغلة ودخل على
هاك السبعة مراجع (يحب يقول هكتار غير ثلث) وفي ومية رجعهم كعَصْفٍ مأكول وصابة
ومشات في رمشة عين.
وما جاش....
ملحق خير ان شاء الله
عمرُه ما جبد سي عبد الواحد للفحيل سيرة الحكاية ولا الفحيل نشد سي عبد الواحد
على الموضوع، ميمونة تعرف ربي وربي يعرف ميمونة.
قعدت هاك الزريعة تنبت وتنور على كيفها في بقايع متناثرة من السانية وكيف
يرى سي عبد الواحد الجدور والنوار يقول لُه بتبهنيس:
-
أشنوة هذا يا فحيل
يجاوبُه الفحيل بتبهنيس زادة:
-
زَق طير يا سي عبد الواحد، زَقْ طير....
قعد سنين الفحيل وين يتفكر الحكاية يتنهد ويقول:
-
سبعة مراجع غلـَّة مشاوا....وهو ما جاش.