jeudi 28 septembre 2017

نهج الحُكـَّام (29)



عامين غيرو من حياة المكي ظاهرُه البراني وخلَّاو حبات رغبة إكتشاف الدنيا اللي ابعد من خط الافق اللي يشوفوه عينيه من علوة دشرتهم في الدايرة المحيطه بيه. عامين كانو كي المنامة بالنسبة ليه اما كانو رزان على بوه وامه واخوته النساء والرجال.
المكي هو آخر العنقود قريد العش يدخل روحه في كل شيء في الدار في السواني في السعي في حساب العطار... وزاد كمل قرى وربح عامين... وين يمشي بوه للحانوت، يتمكنو بيه وقتاش باش يروح المكي؟ ياخي باش يقعد غادي؟ وبوه ساكت ويرد بتبسيمة ما يعرف معناها كان هو والمكي. 
ليلة في اخر ايامات الربيع، قمرة  ليلة نص متاع ايامات مَيُّو، الحال بدى يدفى، نهارتها شره على وكلة يحبها المكي، الشعير جا صايب والعام راوي بخضاره ونواره. والنهار اللي قبله تشارك هو والحوانتي في علوش ما غلقش عامه، جروه على الطول كل حد خذا شطر الحوانتي خذا الراس والكرعين والجلد وهو خذا الدوارة. روح بيهم وطلب على البوتشيش. ياخي المرى قريب تغششت قالتله نعملو البوتشيش والمكي موش هنا؟ بالحباب والكباب باش رامت اما زمزمته بيمين لا تذوق منه! كلم وحده من بنانه مشات حلبت البقرة باش تروبه لللبن لغدوة.
الحاصل بوتشيش من شعير العام وخضرة العام وعلوش العام  ما ناقص كان المكي... جاء حاجة نهاية عطاها للقصعة لين كسحت. وثقللها باللبن والزبدة. في اول الليل حس روحه متقلق شرب كأس تاي وزعمة باش يتكى، حاول حاول النافع الله يا حلبة! ما فاقش بروحه كيفاش غفى، ما يتفكرش قداش نعس عاهده بروحه عينبه تلصلص... وها الخيالات اللي هست على خاطره، قام فكره موغوش، الناس الكل رقود. رمى البرنوس على كتافه وخرج من الحوش، القمرة كاملة وداير بيها هالتها، مشى خطوات لين ما فهمش منين جاء هالسحاب وبدى يضلل على القمرة، ظلامت الدنيا وفرفر فرق طير ما عرفوش اشنوة لين غبرت الدنيا اللوطه في اول الشعبة وهالسرية خيل وفرسانها مدربة وراء اقليدهم ما فرزش هيته! رجع على ثنيته للدار باش يجبد المقرون، دخل للبيت جبدُه من المعلاق، كسره دك كعبتين حربي وسكره وهو خارج ويسمع في الصوت ينادي :" هيا يا مكي هيا لوقتاش تستنو"! زاد اتخلج وخرج ما في عينه بلة، ما خلط لباب الحوش لين تقشعت السحابة وضوى الليل وبات الحس تلفت يمين ويسار كايني يكذب! دار بالحوش وصل للكوري تفقد الكلاب لقاهم راقدين قريب يتكلم بينه وبين روحه! رجع على ثنيته ومن التوغويشة شبر في السماء ونوض الوجهين تفجعت الكلاب جوه يتجارو يرحبو. 
استعوذ واسنغفر وبرة عاد تو لمن باش يحكي هالغريبة ومنه باش يصدقه؟ قعد مشوار على حجرة الرومان لين هفت وبينه وبين روحه قال غدوة فيها مدبر حكيم.
قبل ما يغمض عينيه، قراره خذاه. غدوة يشد الثنية لتونس وغدوة يفصلها مع البياع بالتي هي احسن وكان لزم يمشي للمعلم والا للمدير. المدير سي البشير قابله مرة وحده. راجل طيب افاقي لا محالة مهدوي اما يلح عليه باش ما يكسرلوش خاطره.
سي البشير عطية وهب حياته لتربية الاجيال زعمة يسيبله المكي باش الله واعلم يقيده في هاك الاجبال برة وين باش يلقى مدرسة.....
طاش النوم من عقله، مرة على ليمين ومرة على اليسار، عاهده بروحه يتقلب لين سمع صيحة السردوك هز الغطاء من على راسه شاف الدنيا غبيش، تكسل وتململ وقام تلف بالبرنوس خرج قاصد الشعبة اللوطية وبدى يقص في الجرة، طلع هبط يمين يسار يهز في الحجر يثبت في الحشيش الصايف شيء...
هو مطبس ينسنس لين زعقت شهلة مرته: تي فاش تلوج على الفجار آش ضيعت؟ من غير ما تلفت شيرها بما معناه اسكتي عالروحك. في الريح لا حوافر ولا روث ولا ججر مشتع. رجع للحوش قعد نادى لشهلة وقاللها اللي ماشي لتونس باش يروح بالمكي. طقتها هي بتزغريطة على الافجار. نهرها وقاللها اسكتي اخي عندنا طهور؟
جابتله فطر ما كتب عمل شربة در بايت حامض يروي ويقوت وشد الثنية للحانوت يعرضش رفيق والا زايلة والا كريطة توصله لطريق يعرض التونزيان.

Aucun commentaire: