الصورة ع مأخوذة في السجن المدني بتونس وفيها وقوفا الأول على اليمين على ورق والثاني محمد بن علي ين سعيدان، والثالث عبد الله خميرة وجلوسا الأول على اليمين عمر لوشم والثاني اخوه علي لوشم.
beygel Yddish
عم عبد الله خميرة – لروحه الرحمة- كان شخصية طريفة
ومتفردة. أكيد اللي جاء لتونس في سن مبكرة، وطريقة حياته البوهيمية نوعا ما جعلته
يستقر في العاصمة وما يهسش على خاطره المرواح والا حتى الرجوع في زيارة أهله في
الدويرات. تقلب في مهن مختلفة اللي وصلته باش يستقر في مهنة الكعك مع يهود الڨرانة اللي
أغلبهم كانو في الحارة ما بين الحفصية
وسيدي مردوم وباب قرطاجنه، ومعاهم خبر الصنعة واسرارها. وكيف ما ذكرت كعك
اليهود يتخدم بالفارينة ومن أسرارها وخاصياتها ما ينزادله بمقاديرمضبوطة من خميرة
وخاصة المونياكه ( Carbonate
d’ammoniac) واللي هي تتفاعل مع الخميرة وتزيد تنفج
الكعك في الفرناطة. وهالمونياكة – كيف ما يسميوها- جابوها اليهود من جملة تقاليدهم
اليدّيش في كعكهم اللي يسميوه باڨل "beygl" . بعد ما خدم معاهم مدة، ونتصور في الفترة
متاع 47 و48 وقت ما قامت الحرب بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني، جبد روحه
واستقر في حوينته لخالي صالح بوزمبيلة في
زنقة البير في الحفصية وتوكل على الله يخدم لحسابه.
في سناوات الحرب كيف ما قلت، كل السلع الأساسية كانت
بالبونوات، والي اتصل يآمين الحلوانية العربي سي محمد بوشريحة باش يضمن فيه
كصنايعي متاع كعك باش ينجم يتزود بالمواد اللي يحتاجلها من فارينة وخميرة
وأمونياكة وزيت كاكاوية يمقادير موش متاع استهلاك أما متاع خدمة. أكيد أن الحاج
بابا استقى المعلومات بخصوص الكعك من خاله بن زايد ومن عبد الله خميرة وواحد من
بناي عمه اليتامة اللي كان سابقه في هالمهنة. و توكل على الله مع خوه الصغير
المرحوم عمي سليمان وحم أحمد أوشن وحسن فشوط في المحل اللي كراه في نهج البغدادي.
الشبكة متاع الحركة الدستورية لأهالي الجنوب بدات تحرك
من أواسط الثلاثينات والوطنيين من الجنوب بصورة عامة كان الرابط الحركي متاعهم
محمد المرزوقي. شعبة الدويرات في العاصمة كانت ناشطة بفضل الوجوه اللي تشع بين
مختلف العروش وبالاعتماد على خدامة سوق الجملة من ناحية ودوكارات ميناء تونس
وجماعة سوق القرانة ودوايرها نهج السرجان بشموط والسنفاج وجماعة الحفصية اللي يحركو
في الشكاير وجماعة المطاحن وسكان الديار الكبار اللي تجمع العائلات فينهج بن ضياف
ونهج المقطع صباط الظلام ونهج المبزع ونهج النهر ودور الحارة وفسقية بير كلاب
وغيرهم قبل ما ما يخدثو أحزمة الطوب والكنتول في السيدة وقريش والملاسين...
في بداية الخمسينات وقت ما احتد الصدام مع الاستعمار،
كونوا مجموعة من الدويرات شركة متاع كعك مقرها مخزن في نهج القرشاني كان والدي من
ضمنهم مع سليمان ين محمد عازق ومسعود قشوط وجماعة كثرة ما نستحضرش الأسماء. وفي
نفس الفترة اشتد الخناق على الناشطين وكثرت الاعتقالات شملت عدد كبير من الدساترة
من الدويرات ومن غيرهم.
قبل إحداث الشركة، كان بابا واللي معاه يدورو يفرقوالكعك
في الكنستروات القصب على ريوسهم يدورو على
حرفئهم من العطارة والحوانتية متاع تونس ودوايرها. ونتذكر جولاتي مع المرحوم
عبدالله ورق ولد عمتي لباردو وراس الطابية والجبل الأحمر هالجهات اللي كانت تظهرلي
في طرف الدنيا. أما بعد ما ولاّو شركة،
خذاو كرهبة رونو من نوع جوفاكاتر (Juvaquatre) وولاّو
يتنقلو للوطن الفبلي ولجهة بنزرت وراس الجبل وقعفور وسمنجة وزغوان والنفيضة
وقرمبالية وكانت لي معاها ذكلرايات ما تتمحاش وصور راسخة في ذهني لليوم.
والشيء اللي اكتشفته بالطبيعة بعد سنوات أن هاك النشاط
اللي هو في الحقيقة باب لكسب الرزق والقوت كان يخبي في طياته خدمة تمشيط واتصالات
متاع الشيكات الوطنية فيما بينها خاصة في الفترة اللي دخل فيها الحزب لنوع من
السرية. تواصل نشاط الشركة حتى قبل الاستقلال التام أما جاء الخلاف بين بورقيبة
وين يوسف تفرقعت اللخمة بين مناصرين للأمانة العامة وجماعة الديوان السياسي وحل
محل الكعك والبولو الشرب والنافعة في صباط الظلام.