dimanche 17 juin 2018

من الخبز للكعك عند الدويرات كتغطية للدعاية والعمل الوطني بين اواخر الاربعينات وبداية الخمسينات.(1)




ما نتذكر من رحلتي الأولى من الدويرات لتونس، كان ذكريات مغيمة مضببة تبرز منها من حين لآخر صور في شكل frames سينمائية وامضة كيف طبلية شكلاطة من عند جندي فرنساوي في التونيزيان من تطاوين لقابس، ركوبنا في الشمنديفير من صفاقس ودخان القاطرة البخارية اللي تمشي بالفحم، ولادة الراحل خويا الطاهر عام 47، نقاشات الاعمام والاهل الحامية حول حرب فلسطين وحانوت الكعك متاع والدي وشركاه في نهج سيدي البغدادي.
في الحقيقة والدي ماكانت عنده حتى دراية بصنعة الكعك من قبل، وحتى في دائرة الدويرات هالمهنة كانت محصورة عند واحد يعتبر من اخوال جدتي من جماعة اولاد زايد. وكيف ما كانت مهنة العجين والخبز والحروق والكوش لبعض العائلات، نتمنى نهار نحاول نعرف منين ليهم هالمهن المتدخلة في صنع الخبز من حرفة الرايس للعجان، للي لاهي بالفرناطة سواء لحروق خبز السوق والا خبز الدار وما كان يتهز في الأعياد من حلو وبقلاوة ولحم مصلي وأطبقة الطواجن متاع الاعراس والفروحات...
القرابة بين اهالي الدويرات ما تنحصرش في اولاد الاعمام والعمات والاخوال والخالات، يبقى لدور الامهات والجدات دور مهم الشيء اللي يجعل من الاخوال وقرابة الخؤولة تتجاوز الجيل الواحد، ويكفي ان الواحد يقول ولد خالتنا والا خالنا باش تتحرك الوشائج القوية اللي تربط هالقبيل ببعضه
في فترة الحرب العالمية الثانية، عاشت البلاد فترة في نقص المواد الاستهلاكية، وكان كل شيء يتباع بالتقسيط للصنايعية وبالبونوات لعامة الناس بكميات محدودة في الشهر.
حرفة الحلوانية المعروفة اليوم في بعض المزارت والزوي كيف سيدي بالحسن والآ اللي ينصبو في سيدي بوسعيد بالجلدلانية والهردبة والحلقوم والنوڨة، كان آمينها في هاك الناريخ دويري المرحوم خالي محمد بوشريحة، من جدتي اللي كانت جدتها شريحية (أي من عائلة بوشريحة). خالي محمد بوشريحة خلطت عليه ينصب في سيدي بالحسن وفي كل زيارة خميس كنا نمشيو أنا وولده سي الحبيب – دكتور فيزياء توه- وولد خالته سي عمر ، آخر الشهرية نروحو بباكو من مجاميعه من ما لذ وطاب من صنعة أبديه... هاذا الحلو اللي كان دارج ومن اختصاص الحلوانية المسلمين هو والزلابية والمخارق والمقروض عند الفطايرية الغمراسنية وما كانو يبيعوه سمر تونس من تكوة وتكرة اللي حكيت عليها قبل والا بعض المحلات اللي تبيع في بقلاوة الاي، وكذلك نوع من الحلوى يخدموها بعض الصنايعية منها اللي يتباع كعب حمراء وخضراء بعد ما تيبس وثمة اللي يبداو يدورو بيها معلقة في موثق لوح فوق عصا مرشوقة في حزامهم ويبداو يجبدو فيها وتتعلك تتباع صوابع سقصوها بمقص، كيفها كيف اللي يسميوها غزل البنات تبدى هينها كيف الشعر مستصفرة يموتو عليها الصغار في نهوجات تونس.
الحلو من نوع البقلاوة وكعك الورقة ما كانش يتباع في السوق كانو اهل الحواضر المتعودين على تقاليده يخدموه في ديارهم بيديهم وعلى ذوقهم، والا يجيبو اشكون يستثيقوهم من الصنايعيات المتمرسين في خدمته ياخذولهم ما لازمه من دقيق وفارينه ولوز وسكر والخدمة الكل تكون على عينيهم ، شأنه في هذا شأن كل ما يدخل في الماكلة كيف الكسكسي والمحمص متاع العولة والتوابل والهروس وحتى المرڨاز.
يتبع

Aucun commentaire: