الشخصي والموضوعي في مشوار الحركة التدوينية
الجزء الأول
2007، لم تكن السنة كسابقاتها منذ فترة غير بعيدة، لا شيء في الأفق...صفيحة الرصاص الجاثمة منذ عقدين على ما تبقى من حياة ثقافية في البلاد، ولدت مفاهيم ثقافو-كحولية جديدة، تنتشر بين فضاءات بوعبانة والج إف ك، والصحفي والكاتب، والمحامي...مفاهيم، تمول بكل سعادة طواحين الطحالب "الاسلامية" التي تريد إقناعنا بأنها السد المنيع الأخير لحماية المجتمع من التحلل الآخلاقي الذي يهدد بانقراض الأمة...
في نهاية الأمر الثقافة ما هي سوى ترجمة للكيان المادي للمجتمع، كيان يتحكمه البزنس الرخيص والمال السهل والثراء الفاحش السريع والوصول البرقي لمواقع التنفذ أيا كانت وأيا كانت مخانقها.. لذا فمسألة الثقافة يمكن أن تنتظر ريثما يستخلص لنا سامي الفهري ما ستستنتج لنا عبقريته الممارساتية من مفاهيم جديدة لثقافة العقد الثالث من مسيرة بن علي/ليلى وإخوانها وأخواتها/ وما علق بهم جميعا من طفيليات تنتشر بؤر تنخر الجسم المجتمعي والجسم ماهوش هنا! كان عجبك...
بالنسبة لي 2007 ، تواصل لحالة الأزمة التي تدوم منذ سنوات. –معذرة ، أزمة شخصية، أعني- أزمة البلاد هي في حجم يفوق طاقة الأجعاب التي أتحكم فيها، فضلا أن الجَد جوقورطا لم يتكبد عناء ومشقة تدوين اسمي في أسفل وصيته مؤكدا: "أن أوصيك خيرا بهذا البلد". تواصل الأزمة الشخصية، ليس بالأمر الاستثنائي بالنسبة لي كغيري من بقية الـ 10 ملايين الذين كل منهم يحمل أزمته كصليب، البعض بالستر والبعض في مشهد فرجوي والبعض في النهار مسكن وفي الليل سكاكن، والبعض قوم بالفرض وانقب الارض، والبعض مناشد مع المناشدين، وزبراط مع المزبرطين ومعارض مع المعارضين وماكل الغلة مع ماكلين الغلة وسباب ملة مع سبابين الملة.
2007 ليس بالتاريخ الاستثنائي، زوجت ابنتي الكبرى سنة من قبل، قمت بما كان ضميري أملاه علي أن أقوم به ( ما عنديش مزية) يتواصل محاصرتي كغيري من النفاذ إلى المجال السمعي البصري الذي ضل فضاء الصيد الخاص بين السياسي ع.ع. والمالي "ضلف الفهري". أزمة لا تنبؤ بأي بصيص من الانفراج، لذلك بدت لي أنه ما زال للثنائي ماغون والشعير البلدي آفاق جد مزدهرة والحمدلله على هالنعمة.
لست بالأمي تماما من وجهة نظر تكنولوجيات الاتصال، حرصت منذ بدايات الثورة الاعلامية وولادة الحاسوب الشخصي أن أكون في من ركاب القطار حتى وإن كان ذلك بفركة وعود حطب! ولاباس لم تكن الخسائر جسيمة: من بداية التسعينات إلى الآن 4 حواسيب أي بمعدل 1 كل خمس سنوات، مقبول أليس كذلك؟ علاقاتي طيبة مع الشبكة عندي أكثر من عنوان إليكتروني... 2007قمت بأول اشتراك لي بالأدسل بطلب من ابنتي... جزء من العالم وقتها يشاتي م س ن، .....
ذات يوم"هَدَّ" عليَّ أحدهم من "أقراني" الذين يحلو لهم التبجح بكونهم في آخر الصيحات التي تشغل العالم، وقال لي:
- غير معقول أن تكون جاهلا بهذه الدرجة بكلمة "بلوغ"... هذا أمر لا يغتفر و.و.و.و.و.
أعفيكم تعب ما تحملته من لوم و تدريب وتأهيل، ولعل بعضكم لا يعرف هذا من طباعي، قبل نهاية اليوم اللموالي كنت قد فتحت القبة التدوينية التونسية المعروفة بالتن بلوغ، وقمت بجولة شاملة بكل المدونات الناشطة بها، وفتحت لي حسابا بغوغل، تمكنت بفضله من إنشاء مدونة خيل وليل وبدأت بنشر أول التدوينات بتاريخ :
2007/06/09
الموت بكلام صائب و في محله، لا بالكلام الفارغ
.......
1 commentaire:
أول ما قرأت لك كان عن الدوسيات المحممة لفترة ما قبل الحماية، ثم كل ما كتبته حتى أني حفظت منه ما تيسر عن ظهر قلب، و ثلاثة من الرجال يا هلال بوعلي ....
لم أستسغ أن تعلن عن هويتك و كنت من أول من فعلها، ربما لأني و منذ 2005 أدون بأكثر من اسم حتى اني لم أعد أعرف أيهم أنا و أصلا لم أكن أعرف لم كنا نكتب و نتحاور حتى جاء من أخبرنا أننا في الواقع طابور خامس غير أننا لم نكن نعلم ،
:)))
كان ذلك قبل الموت المعلن للتدوين و دخول مرحلة صخب الفايسبوك حيث يجدر أن تتمتع بقدر كاف من البلاهة و نشر البهامة لتكون لك صفحات يؤمها ملايين من التونسيين،
ملايين سيدي علي،
في خمس سنين تدوين لم يتجاوز أي مدون محترم أو غير محترم بضع مئات من الزوار، اليوم يوجه أي مراهق فكري مئات الالاف من التونسيين بخبر كاذب أو صورة ملفقة ....
تونس التي في فايسبوك تستحق حكومة الجزيرة و أن يقف بغل قطر معيرا رئيسها أمام الصحفيين في مطارها قائلا :
شفتم أنا كيف علمت رئيسكم يوقف و يصافح ،،،
تذكرت ساعتها دوسيات ما قبل الحماية أعلاه ، و تذكرت،
كن بخير أزواو
Enregistrer un commentaire