الشيء اللي متأكد منه من برشة ناس يحبوا يعطيونا دروس في
التاريخ والجغرافيا وجهات البلاد، هو أنهم أصطك وأبهم الناس في هالقلم. وبينوا محدوديتهم في برشة مناسبات، وما نيش باش
نزيد نصعبها عليهم كيف نجبد على تعدد أنواع طبيخنا في بر تونس البية اللي ما يغلى
عليها شيء. لأنه كان نجبدوا هالباب يظهر الفقر المدقع متاع هالنوعية متاع البشر
اللي لاهم في العير ولا في النفير.
الحاصل
نمشيوا لجوهر الموضوع، أنواع العصائد
والعيش والبازين متعددة وكل واحد وحسب جيهته يقولك عصيدتي والا عيشي والا بازيني
سخون. هالأكلة هاذي من باب المستحيلات السبعة أنكم تطلبوها في مطعم والا عند طباخ
ويحضرهالكم.
على الفايس
بوك الحديث مع الأصدقاء والصديقات يجبد بعضه ومن كلمة لاختها وصلنا للبازين ومن
زمان تلاقيت مع ناس من جهات مختلفة وما كنتش نتصور اللي البازين اللي اشتهرت بيه
والدتي يرحمها ينجم يكون موجود في جهات أخرى. ومن الجملة باش نحكيلكم هالطرفة.
والدي الله يرحمه كان كعاك ويخدموا معاه بناي عمه وخوه واولاد اخته الحاصل عائلة
وحدة، وأمي كانت تحضرلهم الفطور وفي أغلب الأحيا كنت المكلف بتوصيله من دارنا لمحل
الوالد. نهار كان الغداء عيش بالمرقة وصلت القفة اللي فيها ماعون العيش وماعون
المرقة وتلموا الرجال على القصعة وقام واحد من حمومتي وقالي :
-
سكر الباب لا يرانا حد متعدي يقول أشبيهم الجماعة
توحشوا
بالطبيعة العبارة توحشوا فيها ازدواجية المعنى بين الوحش
والحنين للبلاد وأغلب الجماعة كانزا يعيشو في الحاضرة 6 أشهر بعاد على عائلتهم
ونساهم، التوحش يحكم اللي الماكلة باليدين وكيف يتلموا الرجال على قصعة يبداوا ذراعك
يا علاف.....
حديثي كان
مع الصديقة ليلى على البازين من كيفاش تعملوه قالتلي البازين الرجيشي يعملوه
بالدرع.-جماعة الضعاف في الجغرافيا زعمة يعرفوا رجيش وين تجي؟؟؟-
من بديع
الصدف أني رجعت وتعديت لرجيش كيف كنت في ضيافة صديقي سي البشير في سلقطة المهم
رجيش وقصور الساف وسلقطة وسيدي علوان وهيبون وبهيرة وسيدي بنور وعميرة الفحول،
بكلها في أحواز المهدية العاصمة الفاطمية، ورجيش تجي بين سلقطة والمهدية على طريق
البحر.
نرجعوا للبازين الرجيشي اللي هو يتعمل بولد البحر
وبالتحديد بالمرجان والبوكشاش يحب يقول الرسكاس واولاد البحر يعرفوا اللي هالنوعين
من السمك يبننوا المرقة ويلذذوها وطعمتهم مع البلـّم في المرقة خير من اللي مشويين
والا مقليين.
هاذي وصفة المرقة:
تتعمل تقلية للطماطم في الثوم (وما يجيش فيه
الرُّشد أي البصل) تتملّح التقلية وتتفوح بالكمٌّون والفلفل الأكحل والهروس المفظخ
اللي هو فلفل شايح يتهرّس بالهرَّاسة الدياري مهروش ويقعد بلا زيت وبلا ماء. بالطبيعة الهريسة المفظخة
والا الفلفل زينة الحار والا الحلو حسب الذايقة متاع العائلة والوكال، ثمة اللي
يحبها تُصمط بالحرارة وثمة اللي يحبها ناقصة. بعد التقلية يتم المرقان بالماء
السخون باش تتنحى قروضية الطماطم المعجونة، وانت نتصور اللي اهلنا في رجيش كانوا
يطيبوها بالطماطم المشيحة والآ الخضراء
المعصورة قبل ما تدخل عليهم طماطم الحكك، ويترمى السمك كيف تاخذ المرقة غلوتها باش
يشد بعضه وما يتفرتش وتقعد العين عليه وبالسكينة باش يتقام من الطنجرة حَبر ما
يطيب، على خاطر المرقة ما زالت تحب الغلو على هداوة نارها باش ينقص ماها وتقر
يدامها لدرجة أنها بعد ما تخثر وتوللي عاقدة كيف صالصة المقرونة تتسمى من بعد
الدهان.
نتلفتوا للبازين، الدرع يتثرّد (يحب يقول يتعصد والا يتخبز كل حد
كيفاش يسمِّي في جيهته) بالثرَّاد كي العصيدة
والا العيش، أمَّا يواطوه من فوق النار طري وناقص كبسان قالك على خاطر الدرع
نشَّاف ويشيح وييبس.أكثر من السميد.
يتحط البازين في معجنة الفخَّار التقليدي مكنية
والا نابلية ويترطب بالشوية بالشوية ويتصب فوقه المرق ويتحط ولد بحر في ماعون على
جنب وتتوكلو على الله بعد ما تغسلوا يديكم لأن الماكلة باليدين فيها حاجة من أبواب
اللذة ال.......
نهار آخر نحكيلكم على بازين الصفاقسية وبازين أمي
عليها رحمة الله وبازين الليبية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire