mardi 10 janvier 2012

الأغنية الشعبية الاحتجاجية روح المجتمع



الثقافة الشعبية ما هيش كيف ما يتصور البعض، ثقافة متحفية محنطة، بالعكس هي ثقافة حية متواصلة تستمد ديمومتها ودوامها من الموروث اللي يتطور جيل بعد، وكل جيل يثريه بمعايشته وتجربته ومعاناته وخياله. هي حلقات متواصلة ومتماسكة لكل مكونات ثقافة الناس والمجتمع بمختلف جيهاته وذائقته و ألوانه.

كيف ما يتغناو الشعراء والادبة والغنَّاية على أفراحهم ومسراتهم وما يهز وجدانهم من غبطة، يغنيو زادة على محنهم وملاحمهم ومعاركهم ضد الظلم والقهر. الشعر والغناء الاحتجاجي ماهوش ولد هالوقت والا بدعة جديدة، أمَّا هو سلسلة طويلة من التقاليد اللي ترجع للأزمنة الغابرة، كيفها كيف الأعمال الشعرية الإنسانية.

الذاكرة الجماعية الشفوية وصلتلنا عديد الآثار من تاريخنا القريب والبعيد، من ثورة علي بن غذاهم، لفترة مقاومة الغزو الفرنساوي، لأحداث واقعة الجلاز، والا نصرة الثورة الطرابلسية، أو في بدايات الحركات الاجتماعية والنقابية التونسية في العشرينات، والا على طول الحركة الوطنية حتى للاستقلال وبعدها. الشعراء الشعبيين على عكس شعراء الفصحى، وثقو كل هالوقائع والمواجهات في انتصاراتها وانتكاساتها. شعراء فيهم اللي الذاكرة نسات أساميهم أمَّا احتفظت باشعارهم، وشعراء تخلدت أسماهم كيف علي بن عبدالله القصري وعلي بن عبدالله المرزوقي ومنصور الهوش والهادي بن سليمان وعبدالرحمان الكافي ومحمد الزغباني والفيتوري تليش وصالح بوراس التامزرتي ومحمد الصغير الساسي والحبيب عبداللطيف والصادق الزرلي وعبادة السعيدي والعربي النصراوي والمولدي زليلة وبالقسم اليعقوبي ومختار اللغماني وغيرهم .

الأعنية البديلة والا الملتزمة والا المناضلة والا السياسية كل حد كيفاش يحب يسميها، تستمد أصولها ومشروعيتها من جذور هالحركة الشعرية الاحتجاجية المتواصلة، من شيرة وتستمد زادة من الارث الموسيقي العربي كيف سيد درويش وبيرم التونسي وتتفاعل مع غيرها من التجارب سوا في المشرق كيف تجارب الشيخ إمام ومرسال خليفة والمجموعات الفلسطينية أو تجارب ناس الغيوان وجيل الجيلالة.

من السبعينات، إيمازيعن والهادي قلة، محمد بحر،اصحاب الكلمة، اولاد بومخلوف ، والحمايم البيض والبحث الموسيقي وعيون الكلام ،لليوم مع الشباب الجديد بندير رمان وبديعة بوحريزي وياسر جرادي وديمة ديمة وغيرهم، كانتلهم مسيرة زاخرة بالتجارب والعطاء والنجاحات والنكسات والمنع المتواصل من النفاذ لوسائل الإعلام المرئي والمسموع والفضاءت الثقافية، هالتعابير كيف ما هي في حاجة لرد الاعتبار وماخذة موقعها في المشهد الشعري والغنائي، هي في حاجة أنها تواكب مسيرة الثورة التونسية بأدوات وخيال جديد إترجم بالحق أحلام ومطامح الشعب التونسي في المجال الثقافي والإبداعي.