lundi 20 janvier 2014

ريحة السخاب (8)



الأدبا، كيف يسمِّيوهم الناس المولعين بالغناء والشعر الملحون، اللي ما قراش ياسر قرى شوية، أغلبهم مشى للكتاب وحفظ وفيهم برشة اللي يختموا القرآن كامل، واللي ما حتمش البقرة ختم ياسين والا تبارك والا قد سمع والا قل أوحي.... وتسميتهم بالادباء ما هيش من باب التقليد والتقرب من الأدب الفصيح، أمَّا لأنهم يعتبروهم ربما في منزلة أرفع لأنهم قراب لمهجة الناس ووجدانهم وللشيء اللي يحسوا بيه ويحركهم. وعامة الناس يعتبروا اللي هالموهبة متاع نظمان الشعر باب من أبواب "المعطى" من عند المولى وربما ساعات يدخلوا فيها الناس الاخرى والجنون والملايكة وغيرها من الخوارق...
المقصود أنهم يعرفوا الأصول، وباش يغنيوا في دار مشايخ علم كان لازم عليهم باش يبداوا المحفل بطريق مكفّر، هكَّا القواعد تقتضي...ماهمش هوما اللي باش بعترضوا...
المتعلمين والمتبحرين في الشرع والفقه والماسكين بناصيتها، برشة ناس يتصوروهم كشطة واربط من هاك المتزمتين، في وقت اللي هوما من أكثرالناس رحابة صدر وتسامح . كذلك عامة الناس اللي نلقاوا من أمثالهم "قوم بالفرض وانقب الارض"  وديما يدعيوا بالهداية للي يشرب ويقولوله "صاحب محنة وربي يتوب عليه". المقصود أنه كل حد يعرف بقعته ومنزلته وموش اللي يجيء يقوم يفتي يحرم ويحلل ويزيد وينقص...
الدَّار بالعلي، وبزوز براطل راكزين على سواري كذَّال، وسدَّار يركض فيه الخيالي، أرضيته كذَّال زادة، الخباء مطروح على الشبكة الحديد على ما ياتي تمطرش الدنيا، شريطة أوانب ضوء ممدودة من الطرف للطرف رجعت الدنيا نهار، الكراس بدات تتحجز  جبايب قمراية ومقردش وكشاطي وكساوي بالطويل وشواشي ماجيدي، كل حد جاب ما عنده.
شعُورات الكرية المحرجين بالشبكة في وسطهم طايحين على بيبان وشبابك البيوت، والحس بايت ما ثمة كان حس الصغيرات في دربوزالعلي.
شوية حركة من شيرة الكوجينة بين طبقات التاي والحلو الخارجة واللي يدورو بيهم زويز عزَّاب لابسين بلايز تونسي مدورين .
بيت الغنَّايا بيت صغيرة في الأصل كانت بيت مونة، محاذية الكوجيتة، فرغوها على خاطرها قريبة من بيت الحفَّالات، مفروشة بالجراري والملاحف على حصيرة نابلية، قعدوا الادبا، جاهم واحد من هاك العزَّاب وحط طبق التاي والحلو، واتكَّى على امحمد اللي قعد معاهم ووشوشله في وذنه، تلفت أمحمد لواحد من الادبا ولعب بيناتهم الشفر بما معناه إيه والا لا؟ شيرله الاديب براسه بما معناه لا. أمَّا جبد البوط وخرَّج منه السبسي وتغامزوا في بعضهم مع هاك العويزب، خلاهم هكاكة وخرج يجري جاب زوز محابس حبق وركزهم قدامهم بما معناه:  أي...
خدمت السباسي وحلات الأفام بالحلاوي يا هردبَّة يا نوقة يا جلجلانية... وتنهنهوا وشربوا شريبة ما وتسرحت القراجم، وما بين بعضهم سيِّروا لآشمون باش يحل الثنية للغناء.
وطلع صالح بن جامع بالآه وبعدها خرج بطالع في طبع الصيكة :
باسمه مولانا يعلم ما بالغيب
ربي سبحانه عل حلقه رقيب
الشعر بميزانه بمعنى وترتيب
تنغموا ثلاثة من السعفه ردوا عليه يزهروا كي الصيودة، بات الحس في السُّدَّار والبيوت وشرقعت تزغريتة من حدَّادية دويرية فيقت رقود الجبانة تبعتها الزعاريت من العلي والبيوت.
صاح من باب الكوجينة بالقاسم الوصيف:
صللي عالنبي راك تربح.....

Aucun commentaire: