هاذي
سلسلة سردية جديدة فيها برشة محلات شواهد على حال قبل و احوالنا الحاضرة تتطلب
شوية صبر في قرايتها انشالله نوصل باش نشدكم بيها و تستمتعوا بما فيها و راهي ما
هيشي من نوع الفاست فود ياما من نوع كسكسي بالمسلان
بعد ما قريت عامين في مسقط الراس الدويرات، اسقدنا
لتونس، بابا الله يرحمه، على عكس الناس في عوض يخلّيني نمد بالشياه، بعد ما تعلمت
نهجي جواب و الا تسكرة، شد صحيح باش نزيد نقرا. سكنا في دار حذا رحيبة الغنم، دار
و علي عربي نسكنو فيها ست أعيال الكل من الدويرات.
م الخريف للخريف كي يتلمو الرجال في الليل ما كان حديثم
كان ع المطر و السحاب و العام آش باش يكون، في اليلاد بالطبيعة/ و النهار المبروك
كي يجي جواب و الا حد من خدامة المرشي من الاهل و يبشر بالمطر. هاي ملي في البقعة
الفلانية ، جريان ما في غيرها، الواد الفلاني حمل جسور تنفست و طوابي تكسرت.... ويبدا
الحديث ع المطر كاينها كاين حي جات من شيرة و تعدات على جبل و هبطت من شعبة يتبعوا
فيها بالمرحلة بالمرحلة.هالاخبار اللي تفرح كانت تطلق العبسة و تشرح الوجوه و
تسرّح كلام الكبار اللي يبداو يخممو في المرواح للحرث. و يرجع الكلام سناوات لتالي
لهاك العام كي حرثو في الظاهر و الا البريقة و كي ربعوا في المحاحير ، بيوت شعر
مصففة و سعي و غنم و خيل و بل و اخضار و نوار. و بالشوية بالشوية تسرح الذاكرة
بيهم من حديث الحيين لحكايات الجدود اللي عليهم رحمة الله، على وقت الغورة و الغزو
و التفليق و الفلاقة. و كيفاش يضرب طبل الفزع و تهب الرجال بخيلها و سلاحها و يتلم
الميعاد و يقررو الذود و يقصدو ربي باش يرجعو ما تسلب لهم من بل و الغنم و السعي
يا بالمفاهمة و اللتي أحسن يا بالسلاح. نغرة و حماسة و فرسنة و ذكورية. حديث يسرح
معاه فكرنا و خيالنا و عينينا زايغة في المتحدث، كان هذاكة السينيما متاعنا،
ضحاضيح و صحاري و خيل تلهد تقطع في الفيافي قطعان، و تتخلط علينا حكايات سيف اللزل مع الزازية و بوزيد مع
جنقارو و زغبة مع النوايل و مرعي و يونس و ووو....
كنا في اعوام 52- 53 في تمبك "الحوادث" كيما
يسميو وقتها حركة مقاومة فرانسا، من شيرة نسمعوا في حكايات الغوارة و القطعية و
يسميوهم فلاقة و من شيرة على الرجال اللي شادين لجبال و الخنق يقاومو في فرانسا و
يسميوهم فلاقة!!! آش جاب هالفلاقة لهالفلاقة!!! تشربكتشي توة ما بين الخرّافة و ما
عاشوه الجدود مع الطاهر و الساسي لسود و مظاهرات الطالب الزيتوني و دي هوتكلوك و
فوازار....مع الكبر فهمت اللي قبل ما يدخلو الفرنسيس وقت الي الحكم كان في يد
البيات الحسينية، كانت حكايات الغورة و التفليقة كي صبلي نشرب. بلدان كاملة جلات
اماليها و خلات بعدهم و قعد يغرد فيها البوم و مغشش فيها الغراب. كيف ماطوس اللي
لغادي مالرمادة اللي اماليها وطنو في المجاز و الا البريقة و البرقاوية اللي يقولو
رحلو لشيرة سليانة.
أي مع الواحد اسوح و تغرب و انطلع على حوال الناس و
البرور و تحلت عينيه على معارف رفعتلو شوية من هاك الجهل و الأمية اللي تعلمهالنا
في المدارس، ياخي مالجملة ما كانوش يقريو فينا في تاريخ الكله مزين بالألوان
الطبيعية /كيف هاك الديكور متاع المسلسلات التاريخية المصنوعين مالكرذونة و
مدهونين بالسورفاسير/ و فيه الملوك و السلاطين اللي حكمو العرب و الاسلام كلهم عادلين
و فتحو البرور و البحور و ما فيهم ساقط و خبيث و فاسد/ حاشاكم كان هاك الزفت و الكلب
بن الكلب اللواط الصادق باي و جماعته اللي
حلو البلاد للنصارى، و الاّ الهلالية اللي وين ما عفست حوافر خيلهم ما عاد لا ينبت
كان الشوك و الطلح / قلت كيف اترفع الجهل تبينلي اللي امالي هالبلاد من قديم عندهم
خصومة مع الحاكم، زيد عاد وقت اللي تتخلط عليهم المصايب من كل شيرة و جانب /
وموش
لازم نمشيو لبعيد بعيد باش نفهمو القريب.توة دورة السبع ميا و خمسين سنة كيف صار
الامر للحفاصة، بعد ما تخلطوا في البلاد و ولاو من اولادها و نظموها و وسعوها
من قصنطينة لطرابلس، و هفتو عروش الهلالية من البدو و حكمو أكثر من ثلاث ميات سنة/
أمورهم هي هي و تهلهلت و تسيب الما عالبطيخ، من شيرة هذا عدو من النصارى هاجم
مالبحر، و هاذم عروش الهلالية دارو في الحياصة، و من شيرة الوبا حاشا من يسنط
يحتحت في العباد تحتحيت و الطايح أكثر مالواقف،. الحاصل رصاتشي البلاد طاحت خبزة
باردة بين مخالب قوة هاك الوقت. و بداتلك اسبانيور و ترك يدّارسوا عليها، مشاشوات و
قراصين يصولو و يجولو في البلاد، فراقط و شقفات كراكجية و طبجية تعمر في المدافع و
المهارس بالدوبلي و المسمم و بارود بالكور ينم.
خرجوش السبنيور بعد اربعين عام و دخلناش تحت سلطة
العصمللية، وجقات و دواوين و آغاوات و دايات و باشاوات و بايات و مماليك فيهم
التركي و فيهم نصيب كبير ماللي تغبات بيهم البركة/سوق و دلال يقلب في لبسنسن و
الذرعين/ من صقالبة الي تيسرو في البحر طلاين و امالط و كورس و جناوة و فرنسيس من
مرسيليا و غيرهاـ، و قالك حقة حقة استسلمو على مشايخ مشكوك في دينهم.
هي وقت البلاد كانت تحكم فيها دولة تنجم تقول من
أولادها/ و الحفاصة ماهم كان بربر جاو مالمغرب// حتى لو كان هو هو في آخر دولتهم
أغلب امراؤهم أماتهم علوج نصارى// ياما آش علينا/ كي يكثر الجور و ينزل عالرعية
معصار المجبا، ما لها كان تتقطع البيعة بين الحاكم و المحكوم و لا نبات عرفك و لا
تبات صانعي. أمالة ما بالك وقت اللي تبدا الدولة ماهيش من امالي البلاد/ حتى لوكان
تحكم باسم خليفة المومنين في اسطمبول/ و زيد عسكرها اللي عافس في لاهالي ملاقيط من
القوقاز و الالبان و البوسنة و الهرسك و رودز و غيرها، يتّلغموا عليهم و يهتكولهم
في اعراضهم و يغزُّولهم في ارزاقهم، ما يكون رد فعل الرعية كان طورة و الا فورة.
كانك من الجيهات البحرية و المدن متاعها الي مصالحها مربوطة بالحاكم و التجارة و
البرانية،و العروش اللي يهزها طمع الحكم، هاذوكم يعطيو للذل كاره و يطاوعو و
يطيعوو تتسمى هالجيهات و العروش مخزن. و منها جات كلمة مخازني و مخازنية. و كانك
من العروش البعيدة الي ما قعدلها كان شقان عصا الطاعة / بما انها من هالزردة منسية
و لا يوصلها منها لا الياسر لا الشوية/ هالجيهات و العروش تتسمى السيبة و في بلاد
السيبة كبرت المصيبة و تتقطع السبيبة بين الرعية و الدولة و ما عاد يستعرف بيها لا
مفصلة محلاّت و عسكر و لا باي و حاشية مجمولة. من حينك تتسيب العروش على بعضها، و
تنكث العاهد اللي خذاته على بعضها بيناتها، من صحبة و علاّقة و حماية و آمان و
يفـّلق اللي يفلـّق و يتفلـّق الّألي يتفلـّلق و منها جات التفليقة و الفلاقة.
و اللي يفلـّق هو لا محالة بفلـّق على سلطة الحاكم و
الدولة يامـّا موش يشرطه يزدم بالعنف عليه في واجهة/ و قالك الكف ما تعاند الإشفا/
لكن يرقد في الخط و ما يطيعوش و ما يستعرفش يسلطنه و هات من هاك الّاوي، و يدور
عللّي حذاه م اللي أضعف منو و يهرسو، يعمل في خلاه ما والاه يغور و يسبي و يهز
بالغصب لا يرجعه قانون الدولة و لا عاهد الجيرة و لا العرف اللي يربط الناس ببعضها.
و قعد عند الناس أنه كل من يخرج على الحاكم و العرف راهو مفلـّق، مهما يكون الحاكم
و حتى وقت اللي ثاروا المقومين ضد احتلال فرنسا عم 1881 و الا وقت ما ثار خليفة بن
عسكر في جبل نفوسة في ليبيا ضد الطليان و هبتلو العروش التونسية من ورغمة تسمات
الثورة بتفليقة بن عسكر و الا تفليقة علم 14/ و تقال فيها شعر كبير/
و كيف قامت
حروبات التحرير في بلدان المغرب من تونس للمغرب الاقصى أو من استغمل كلمة
الفلاقة باش ينعتو المقاومين اللي شدو
الجبل هي فرنسا، و هالتسمية مشات بطبيعتها عند امالي البلاد الخاص و العام كي اللي
بعرف معناها الاول كي اللي يحهله. و هذا موش صدفة و الا من باب الغلط الشايع بين
الناس و قلة معرفة، ما ننساوش اللّي طول هالمدة اللّي نحكيو عليها، بلادنا كانت
حدودها كيف الكوتشو تتجبد و تتراجع و تتكمش، عروش تبات تحت سلطة تصبح تحت سلطة
أخرى كيف قبايل نهد االي شي منهم في تونس و شي في تزاير على خاطر فرانسا ضربت شلمة
من التراب التونسي وقت أحمد باي المشير و قعد يطالب بالجوابات في "حقه "
ياخي رساتلو بهيم و قدم قرعة.
و ما كانت ثمة
عصبية و حمية كان حمية الغروش و الا الجماعات اللي مصالخهم مشتركة كيف الاندلس و
الا الي يتسماو البلدية و الاجيال الجديدة من الاتراك و الشركس اللي تولدو من ام
من البلاد و المعروفين بالكراغول اللي استوطنو هنا. /هالعصبية اللي نبدا من حلقة
اللي هي العيلة أخوة و اعمام و خوال و انساب و بناي عم تخلق الولفة و المعونة و
الرغاطة و التويزة في الفرح و الموت و الحزة في الشدة و الغربة ، تكبر من الحومة و
النزلة الدشرة تربط الحلق ببعضها في
البادي و القرىو المدن بدرجة أقل من أسواق المدينة لاسواق الجمعة قلفاوات و
صنايعية حمالة و خبازة و حدادة و حرايرية و نساجة و تجار امالحية و قلالين و حمارة/ هالعصبية اللي كانت تجمع العروش في
تحالفات كبيرة كيف صف يوسف و صف شداد، بعد ما تفرت الحكم الحفصي و عاشت البلاد
قرون من الفتن و المحاين كان من الصعب أنها تجمع الافراد في فكرة الوطن و الدولة
الوطنية و خصوصي كي تبدا هاك الدولة ما عندهاش الغيرة على حرمة الوطن كبف ما صار
وقت هجمة الاحتلال الفرنساوي اللي لعبو فيه زعماء المقاومة كيف علي بن خليفة
النفاتي و أحمد ين يوسف الهمامي و علي بن عمارة العياري و الحسين بن مسعي و محمد
بن شرف الدين و علي بن عمارة الجلاصي و الحاج الحراث الفرشيشي دور المحرك باش
يخمدو النعرة القبلية من جيهة و و يوللدو الحس و الوازع الوطني اللي ما كانش ربما
وارد في هاك الوقت عند الأفراد العاديين، و ما ننساوش اللي هالقادة كانو قياد يحب
يقول موظفين ساميين برتب عسكرية تعادل الجنرال و يغرفا أش يحب يقول الدولة. و
تعتبر الغلبة وقت ما الفرنسيس احتلوا صفاقس و القيروان و تونس و قابس نكسة كبيرة
لها الشعور الوطني لأنه من بعد ما قعد للناس اللي تهجروا اللي وصل عددهم قريب
العشر من سكان البلاد( 120000) مهاجر في طرابلس ، ما قعد لها الناس كان مرارة الهزيمة/ و يقول ذياب بن غانم لأمه كيف قالتله اللي الهلاليى جرى فيهم ما جرى: "ما يغيضكش من مات ، ما يغيضك كان الغلب وين بات"/ و رجعوا للعصبية التقليدية متاع العروش. و الشي اللي تولـّد مع حركات النخب من اللي قراو في الخارج و الا الزواتنة المتنورين و الصادقية، شي متأثرين بمشايخ الشرق و شي جالبهم بهرج و أفكاراوروبا ، ما كان عنده لا الإمكانيات و لا الوقت باش ينفذ لعامة الناس / لا محالة هي الحكاية معقدة أكثر من هكة/ و فيهم اللي ربما يقولو: "نمشيو بالمراحل، و عامة الناس ما عندهاش القابلية للفكرة الوطنية و التحرر فما بالك بالديمقراطية". و هذا ناتج من حرصهم على حماية مصالحهم مع المستعمر اللي ما يحبوش يقصو معاه السبيبة و الا شعرة معاوية و من شيرة اخرى على خاطرهم في الاغلبية من اللي ترباو في دايرة خيرالدين و خابت آمالهم مع دولة البايليك فما بالك مع دولة "الحماية"، و ما كانش ممكنلهم ذهنيا أنهم يتوجهوا لعامة الناس باش يقدموا بيهم في اتجاه توليد الوعي الوطني و الخروج بيهم من موقع السيبة لموقع المواطنة بما أنه عهد المخزن وفى.
وكيف ما وضّح عبدالله العروي هالفكرة، يبقى عند عامة الناس الخروج على فرانسا و مواجهتها باب من أبواب التفليقة القديمة، و فيهم اللي معاها و متحمسلها و فيهم اللي خايف من عواقبها، و ما كانت لا هي من عصبية العروش القديمة لأن القاعدة المادية متاعها يحب يقول الأراضي الاشتراكية و مسالك السروح و المرباع غزهتها المنظومة الاستعمارية، و لا هي من باب العصبية الجديدة و الوطنية لأنه فرنسا نساتهم من " مهمتها التحضيرية " اللي شرّعت بيها لاحتلال البلاد هذا من شيرة ، و لأنو النخب الجديدة كيف ما بينت ما زالت في مرحلة التمشي "الثقافي". و في النهاية تكون حركات التحرر الوطني في بلدان المغرب مطبوعة بتكتيك النخب السياسية اللي ياكلو في القسطل بيدين القطوسة: مع عامة الناس تفليقة و كل حد يفهم حسب فهمه، و مع فرانسا كر و فر و مطالب إصلاحية و اعطيونا معاكم حنيك هذا بالخصوص في المغرب و تونس، بالطبيعة في الجزائر الامر من أصله يحب يقول من اللي تحول السجال مع فرانسا لمواجهة مسلحة في غرة نوفمبر دخلنا في تمبك التفليقة .
و للحديث بقية نشوفو فيه بعد ما تم استرجاع السيادة و تقسمت الغنايم في منظومة سيبة توللي المعادلة في علاقة الناس( لأنه مسألة المواطنة ماهو كان كلام و ترمينولوجيا لغوية) مع الدولة مبنية على منطق المخزن الجديد متاع الدولة الجديدة، اللي تقابلها السيبة الجديدة المتكونة من الناس اللي ما وصلهم شي من توزيع الغنايم.
وبعد ما كانت هالمنظومة عروش و حدود جغرافية، توللي حالة نفسية متواصلة يعيشها الفرد في نفس الوقت في الشارع و المدينة و الخدمة و الملك العام. على هذاكة وللينا اليوم الكلنا فلاقة.....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire