mercredi 11 juin 2014

التمتيل يحبلـُه التقافه واللي موش متّقف ما ينجمش يمتّل...





الدويرات بصفة عامة، اللي كبروا في الدويرات بالخصوص واللي ما تمدرسوش وما خالطوش الغير الناطقين باللهجة متاعهم في صغرتهم، عندهم "ديفو" في نطق الحروف اللي اللسان يلزمه يتعدّى ما بين السنين، يحب يقول: الثاء والذل والضاد والظاء. هالحروف ما هياش منطوقة في الكلام الأمازيغي متاعنا، وكيف يعرضونا في الكلام بالعربي سواء كان فصحى والا دارجة يولليوا يتنطقوا تاء للثاء ودال للذال ودا مفخمة بالنسبة للضاد والا للظاء، الحاصل كيفنا كيف المهدوية اللي البعض يبداوا يستهزاوا من نطقهم ويقولولهم: تلاتة وتلاتين والا توم والا دبع والا تمتال وغيرها من التمقعيرات.
هالحديث جبدته باش نفسر شوية عنوان هالخرافة اللي ترجع لآخر الستينات، وقتها كنَّا ننشطوا في شعبة المدينة الدستورية في ما كان يتسمَّى وقتها مكتب الشباب، من الجملة عندنا مجموعة متاع مالوف ومتاع مسرح. وكان المسؤول على الشباب دويري متاعنا، وبرغم اللي أنا متأكد أنه من مواليد تونس وكبر في المدينة ومع أولاد نهج الباشا ونهج المقطع وصباط الظلام، ما نجمش يتخلـّص من اللكنة متاعه بخصوص نطق الثاء والذل والضاد والظاء. كان باش يتخلـَّص من المتطفلين على مجموعة المسرح يقول هالجملة اللي عنونت بيه حديثي، هالجملة اللي قعدنا نتدندروا بيها سنوات طويلة واللي أصحابنا من غير الناطقين باللهجة الدويرية ما يفهموهاش رغم التفسيرات اللي نعطيوهالهم.
محل الشاهد هالمسؤول هذا عدة مرات يشدوه الجماعة يحاججوا فيه باش يفسر العلاقة بين التمثيل والثقافة ويطالبوه باش يعطيهم تعريفه للثقافة ترصيله واحل وحلة هي بيدها، وهوما في الواقع كانوا يحبوا يبلعوه في الكلام اللي فيه هالحروف اللي نطقهم يلزم اللسان يتعدى فيهم بين السنِّين باش يعملوا ضحكة.
المسألة يمكن تظهر حولة والا ما فيها حتى شيء اليوم، أمَّا هي مهمة ياسر وعندها مدة وهي تطبخ في مخي، وكملت خرجتهالي صديقة فايسبوكية نحترمها برشة على مقارباتها " الغريبة" والغير مألوفة كيف قالتلي بالحرف الواحد بخصوص تسميتنا " ثقافة شعبية" اللي كلمة "ثقافة" مشحونة فوق اللازم (Trop connoté)، ولقيت اللي الملاحظة متاعها ضربت في الصميم متاع الإشكاليات الأساسية والمصيرية في بلداننا واللي لتوة ما حبيناش نواجهوها ممكن عن جهل وعمى وصماء، ممكن عن هروب من الواقع اللي احنا عاجزين باش نتعاملوا معاه وممكن ياسر عن رفض لا واعي وترف فكري يخللينا نرضاوا بمجمل تهيؤات اللي أحنا بالمجد دخلنا في زمن الحداثة بالضبط كيفنا كيف بقية البشرية الغربية....
لوكان نقوموا باستطلاع رأي على شريحة ممثلة للمجتمع التونسي  بكل المقاييس ويكون فيها السؤالا ت المطروحة:
-         أشنية الثقافة بالنسبة ليك؟
-         ولاش تصلح في الدنيا متاعك اليوم؟
-         وآشكون المثقف وآش بعمل؟
أنا متأكد اللي باش تكون عندما نتائج مذهلة وتبعبص المخ متاع اللي يخططوا ويعملوا في السياسة والاستشراف والاستراتيجيات المستقبلية، كان عندهم امخاخ يفكروا بيها.
ومسألة الثقافة ما هيش هي محور القضية وماهي كان جزء من قضية أكبر اللي هي تبليعتنا كدول وشعوب في تصور بائس يخلِّينا جيل بعد جيل واحنا طامعين في الخروج من "التخلف" واللحاق بركب الدول "الصكاندينافية" كاينني التخلف "كارثة" في وقت اللي دخولنا في الجري وراء السراب الواهي متاع "الحداثة" المحاكي واللي مبني على "التفسكية" هو الكارثة،( ونلوموا على اللي يعديوا في الباك) . وكاينِّي أحنا موش ناقصين تقليد ومحاكاة وتفسكية، زادوا جاونا جماعة تقليد منظومة قالوا هي المنظومة الأسلم على خاطر متاع "سيدنا" وجربها في القرن الأول هجري وثبتت صلوحيتها لأي زمان وأي مكان...
في نهاية الأمر، نخبنا سواء كانوا حداثيين والا محافظين بكل عبارة على نفس العملة الفالصو والمبنية على التفسكية والتنقيل على موديلوات من عالم آخر ما عنده حتى علاقة بهالبلاد وبهالمجتمع وبتسلسل تاريخه وما انتجته تجربته الطويلة،  هالتجربة وهالمعارف في كل جوانب حياة النَّاس عند النخبة ما تسوى حتى شيء ومحقورة وموش ممكن اعتمادها لبنيان مستقبل البلاد... وتتواصل القطيعة اللي سادت في القرون الفايتة بين النخب وبين الناس، ويتواصل التجاهل المتبادل بين "الخاصة" (واللي هوما خصاص عقل) والعامة اللي هوما يمَشِّيوا في البلاد من فلاحتها لبنيها لمعمارها لفنها ولغناها وشعرها وخيالها اللي مهما كان متجاهل هو اللي يبقى لأجيال وأجيال.

Aucun commentaire: