سلبها وخلآها حمراء عريانة
كيف ما جابتها أمها، وساق زوايله ...
البنات بعد ما تصعقوا باللي
صار قدامهم، جراوا راجعين للحاف يتصايحوا مرعوبات، الطفلة المسلوبة ترمات في الوطى
وعفّرت شعرها وبدنها بالتراب وهي تصرخ
وعطات ساقيها للريح داخلة الخلاء ولا نجمت وخدة من صاحباتها تشد جرتها.
ما وصلوا البنات للقرية وما
ناض الفزع وركبت التريس على الخيل، لوجوا وداروا جراوا وزعقوا بالصياح والتصلييك
فص ملح وذاب وأرض وكانت لها بلاعة.
نادى البَرَّاح وتلم
الميعاد، الطفلة بنت قليد القرية، رجعوا الشوافة خايبين لا خبر لا علم، كان واحد
منهم باينه على وجهه الحيرة لين لسانه تلكون. نشدوا القليد:
-
آش صادك؟ هات الخبر اليقين، حتَّى كانه شين، كلاها ضبع والا من بعض الحقف
ترمات والا اتلدغت من بعض الحيات؟
-
الجرة وصلت لطويل الصبايا ومنها زالت وخفات ولا ثم أثر لا لهوش ولا لفاع
ولا عقارب ولا طيور كواسر كان....
و سكت وفرك عينيه، وهو معروف قصَّاص للجرة ما عنده مثيل، وعاود تلكون
-
خبارك فمك فيه الدقيق ؟
-
ما خبارنيش أمَّا على شافة نادر طويل الصبايا وين وفت الجرة نبتت زيتونة
نشوْ لا عمرها كانت ولا بالعين ريناها ولا
يد غرستها ولا سقيناها، أوراقها وارفة و عودها باسق وما تبينت لاهي شملالي ولاهي زرَّازي ولاهي زلماط
ولا زبُّوز من الشرق بقصتها فضَّه ومن
الغرب نيله تدكان. قرّبت منها حصاني مكناته
جفله تراجع وحمحم وقريب خبطني على الارض... بعدت وفركت عيوني وهي في موضعها ما
غابت وهبوب النسايم تخبل في اغصانها وورقه....
-
هالعزاء ترى آش لحس من عشب، مكنه الحمو وصار يهتري ويخج. ثلاث امناي يلهدوا
لتوهم يعاودوا يقصُّوا الجرَّه حتى لطويل
الصبايا ويجيبولنا خبر هالغريبة.
طويل الصبايا يبعد مشي ترَّاس ربع
نهار، وفارس أقل من ساعة والحال ما فات
العصر قرب للمغارب.
سرجوا وركبوا ولهدوا ووصلوا من بدو الجرة في البدو بالبلغة وبعد حين لقوا
فرادي البلغه طايشين في الشَّعّال، وصارن الجرة باينة صوابعها وقدمها حتَّى للطويل
لين صارت الشمس مشفقة على روس الجبال الغربية، وبانت الزيتونة كيف ما قال السواف نيلة
تدكان ظلها ممدود لين وصل وسط النادر، قرّبوا منها، خيولهم ارتعدت وصهلت وتراجعت
وتخالفت خطاويها ولكت صراعاتها ومادت وجفلت وعلى قوايمها التوالى وقفت وللشرق رجعت
مشورة ناوية على اللهيد ولا فاد فيها لا جبد لجامات ولا نبش ركابات....
يتبع