mardi 15 juillet 2014

الحنين للماضي: بين النوسطالجيا والفاطازمه والخيال والواقع






برشة من اللي يعجبهم ساعات أنهم يكتبوا على الماضي وعلى فترات سابقة من التاريخ الاجتماعي متاع تونس، يطيحوا في فخ النوسطالجيا والحنين اللي تخلليهم يفقدوا كل حس متاع الموضوعية والواقعية التاريخية، ويصبحوا يجمّلوا في هاك الزمان يطريقة مبالغ فيها...  ومن المواضيع اللي تستجلب النوسطالجيا، كل ما يتعلق بالتراث والتقاليد متاع الناس والمناسبات كيف المواسم والأعياد اللي يحاولوا فيها اللي يكتبوا عليهم إعطاء القاريء صورة جميلة متاع حاجات تفقدت وتشهيهم أنهم يعيشوا حتى افتراضيا والا بالخيال هاك الفترة.
وربما تكون حالة عدم الرضاء متاعهم على واقعهم المعيش توة، هو السبب الدفين في اختلاق وتصور واقع خيالي اللي يمكن أنهم عاشوه كيف ما يمكن أنهم عمرهم ما عاشوه. وظهرت في التلافز عندنا وعند غيرنا في بلاد العرب برشة أمثلة من الأعمال كيف برامج قنديل الذكريات ومشموم الفل لرؤوف كوكة والا حومة وحكايات للشادلي بن يونس اللي تحاول استقراء زمان معين وما تقدم منه كان أشياء مزينة ومجملة لأقصى حد وفي نفس الوقت تنسى والا تتناسى والا تتغافل على الجوانب التعيسة اللي كانوا يعيشوها عدد كبير من التوانسة في سنوات تعرفت بقساوتها ومرارتها.
هالتقدبم اللي حسب رأيي لازم منه، هو اللي ينجم يحط الإطار باش انجموا نحكيوا على فترات من تاريخنا القريب والبعيد من غير ما نطيحوا في الكليشيات اللي تهرات سوى كان في العادات والتقاليد والا في صورة المدينة والا في غناها وموسيقتها والا في البقايع اللي يتلموا فيها الناس وبالخصوص الصغار باش يلعبوا والا يتفرهدوا وكذلك الكبار باش يروحوا على نفوسهم من تعب الصيام والخدمة ومعاناة الدنيا وادراكها.
الفرجة في مجتمعاتنا حتى لحدود الثلث الاول من القرن اللي فات كانت فرجة حلقة ومشاركة سوى كانت هالفرجة جد والا هزل، وما دخلتلنا الفرجة الركحية والا اللي مبنية على المواجهة (Frontale) كان مع العمارة الأوروباوية اللي جابت معاها المسارح ومحلات العرض العامة بانواعها. والفرق ما بين الحلقة والمسرح كبير، على خاطر كل واحد مبني على اتفاق (Convention)، الحلقة ما فيهاش عقد بيع وشراء فيها اعتراف بالوظيفة الاجتماعية متاع اللي قايم بالفرجة سواء كان غناي والا مدَّاح والا فداوي والا بلهوان  والا سحار وغيرها من ابواب الفرجة، والمكافأة مبنية على التراضي والاستحسان من المتفرج. في وقت اللي فرجة الركح مبنية على اتفاق وعقد بيع وشراء وممكن ياسر المتفرج ما يكونش راضي وهذا ما يلغيش خلاص الفرجة بالمسبق....
ومهما ازدهرت الفرجة الركحية في البلاد الاوروباوية لحاضرة تونس، قعدت مسألة متوجهة للأوروباويين طلاين وفرنسيس وامالط والبعض من اليهود اللي "تفرنسوا" وقعدت المدينة العربي محتفظة بأشكال فرجتها التقليدية أمَّا الخاصة في ديار الناس لآفراحهم ومناسباتهم والا العامة اللي هي بعض القهاوي كيف المرابط والبلار اللي يجتمعوا فيهم البعض من المغنيين والا الآدباء متاع الموقف والا فرجات الصغار من كاراكوز لاسماعيل باشا واللي هي مقلدة على عرايس السيسيليان، وكدلك الزوي والمقامات متاع الولياء والصالحين اللي يتلموا فيها حلقات الذكر والمديح والحضاري والتخميرة.
حاضرة تونس من وقت دخول الفرنسيس، وبعد ما تم تكسير شوكة الدولة الحسينية وفكان سيادتها، بدى تكسير القاعدة الاقتصادية متاعها بسلبان أراضيها وفلاحتها، وتحويلها لسوق لسلعها ولصنايعها، الشيء اللي انجر عليه فلس الحرف المحلية من سوق النحاس للحرايرية واللفة والشاشية والحدادين وغيرها ، مع كساد هالصنايع كسدت المدينة وتهلهلت حالتها وعمارتها وزاد عليه النزوح اللي نتج من استحواذ المعمرين على الأراضي الفلاحية، لين ولات تونس عبارة على "حاضرة/غايبة"، مدينة بلا روح تسربلها الخراب والفقر رمى كلاكله على العباد، ومن كارثة الاحتلال الفرنساوي لكارثة الحرب العالمية الأولى للطامة الكبرى متاع إزمة 29 اللي وصلتلنا آثارها في أول الثلاثينات بالمجاعات والأمراض والتيفوس والطاعون... وقعدت هالمرحلة سايدة حتى لما بعد الحرب العالمية الثانية. على هذاكة نستغرب في البعض اللي يوصفولنا وبصورولنا هالمرحلة على أنها مرحلة زاهية وتستحق الحنين والنوسطالجيا.....
مع بداية مرحلة المواجهة المسلحة مع الاستعمار، صدر قرار من قيادة الحزب الحر الدستوري التونسي أنه التوانسة ما يعبروش على فرحتهم في أعراسهم ومناسباتهم بالغناء والزازة ودخلت نسبة كبيرة من البلاد في فترة متاع "حداد" على خاطرها قررت مواجهة الاستعمار يشكل صامت وساكت...
وما فرحت البلاد وتنفست كان برجوع سي الحبيب في غرة جوان 1955 واحتلت الشوارع والبطاحي ومن وقتها في ذاكرتنا واحنا صغار وللى لشهر رمضان طعم جديد، ما هياش حاجة كبيرة أمَّا بالمقارنة لما عشناه قبل يتسمى حاجة كبيرة أَنَّا نخرجوا في الليل ونعملوا دورة في الدراجح والا الشقليبة والا نتفرجوا في سحَّار والآ نكتشفوا أول مرة في حياتنا السينيما في بعض المخازن اللي يتعرضوا فيها أفلام شارلو والا مقاطع من أفلام الكاوبوي...
موش اللي تعدى بكله جميل ويستحق انَّا نتحسروا عليه وعلى وقته... مرحلة نهاية الخمسينات وبداية الستينات باش تكون عبارة على نهاية زمن وبداية زمن آخر، نهاية مظاهر "الثقافات" الشعبية بكل مكوناتها  وهيمنة الثقافة التجارية الأوروبية من غير ما تتوفر فيها الشيء اللي رافق هالثقافة في أوروبا واللي هي حرية التعبير والإبداع والمنافسة، وسيطرة الدولة على الفضاءات وكملت انهارت المنظومة التقليدية والمدينة العربي اللي بالشوية يالشوية بدى ينخرها الخراب والوسخ وقلة العناية والصيانة بعد ما هجروها اماليها وسكانها للأحياء الجديدة من المنازه والأحواز الراقية اللي ينطبق عليها المثل اللي يقول يا مزين من برة آش حالك من داخل.... لا صالات من النوع العصري الأوروبي ولا زوي من النوع التقليدي...

Aucun commentaire: