lundi 21 juillet 2014

طويل الصبَايا(1)




يحكيوا في سابق الزمان على قرية معلقة في راس جبل مقبلة من شيرة على زروق الشمس ، ومن الشيرة الأخرى على غروبها، وهيِّتها في شكل هلال  ماشي لنهايته. ديارها محفورة طبقات في الحجرة الهشة اللي يسهل نقرها بالمعاول والزوانز و التكوره، وما  بين طبقات الحجر الصّم. أمَّاليها ولآت عندهم خبرة في صنعة الحفير البو على الجد وياخذوا التجربة من القرى القريبة ليهم وحتى البعيدة. من راس جبلهم يكهبوا على ملكهم و غرسهم زيتون وكرم ونخل وبطـُّوم شيء جسور وكواتر في مجاري السيل وين يتلم النُّقل والتربة الغنية اللي تجري فيها عروق الشجر، وشيء سوناف على سفح الجبال تغذِّيها حمَّالات الماء  ومحفوزين محوطين على الرابع بسور يمنع عليهم ضرر السعي.
القرية من جيل لجيل يزيد عمَارها بزيادة سكانها، وينزاد ملكها وغرسها وتنزاد قطعانها وأسعايها ودوابها من حمير وابغال وخيل وجمال اللي هي ماعون فلاحتها من الحرث للميالي للدراس ولكسلان الطوابي وتنقيل الصخر اللآزم لبنيان جسور الحجر وسوانفها.
سكان هالقرى المعلقة في ريوس الجبال مستقرين في دشرهم، وفي اعوام المطر والخير يتنقلوا في الخريف لآراضيهم البعيدة على القرية في جهات الظاهر يتبعوا في أثر الأمطار ووين خلّف سيلها أراضي مناقع صالحة للحرث وللفلاحة،  يحرثوا جماعات حسب ما تقتضيه قسمتهم بين عروشهم وعائلاتهم. يعدوا  الرحال أيام  حرث وزريعة طالبين من العالي واسع خيره، وكي يثبت زرعهم وبالأخص إذا تذكر بأمطار مارس يتهنُّوا على ربيعهم، اللي يخرجولوا عائلات وعروش ينصبوا بيوت الشعر ويجيبوا سعيهم من السراح  يحلبوا ويمخضوا ويجبنوا ويزبدوا ويززُّوا ويلموا الصوف والشعر والوبر وما يروحوا كان بعد الحصاد والنَّقضة  باش يجمعوا محصولهم و يباشروا مناشر الكرموس والبعض منهم يحلوا أعراسم وافراحهم وبها الصيفة تتوالى أعوامهم بين أعوام الخير والصابة وأعوام الزمة والشدة والجدب والخير،  وكذلك بين جشع العربان اللي مربوطين معاهم بالعلاّقة والصحبة والا بالقمَان والغورة والفكان. 
القرية ما ناقصها شيء من متطلبات حياة اماليها، بجامعها اللي يلم لناس للصلاة، والصغار لطلب العلم وحفظ القرآن، وغار ميعادها ومعاصرها وحوانيتها.
في عام من الأعوام، صمّت عليهم قليد القبيلة اللي "حاميهم" باش ياخذ أجرة حمايته ليهم، وصل لمربح القرية – والمربح هو بقعة يتلاقاوا فيها الرجال وتكون بعيدة شوية على ديار السكنى- وبرّك جماله اللي باش يعبيهم من محصول القرية من زيت وقمح وشعير وصوف وشريح...وكان ثمّه جمل من الجمال عليه شبكة، وشرط أن  سكَّان القرية يسكروا كل عين من عيون الشبكة بحولي... تعبات هاك الشبكة وقعدت فيها عين ما هيش مسكرة، خرج القليد العربي من القرية مغتاض  يسوق في جماله المحملين من خيرات القرية.
في ثنيته، عرضوه ارياد صغار  كانوا واردات على العين ومن بيناتهم طفلة  مزيانة بيضاء حمراء كي الفيلالي، متلحفة في حولي مقردش حرير،
الصبايا طالعين، وجمال القليد هابطين،  استوقفهم وقعد يتمقل فيهم بالوحدة بالوحدة، حتى ركحت عينه الفصيصة في الخندود مولاه الحرام المقردش اللي ما كانتش هازة قربة على ظهرها أمَّا كانت تسوق في بهيمة وعليها قران (زوز قرب مقرونين)، وقفها في بقعتها وشيِّر لواحد من اعوانه باش يسلبها من حوليها، وجمت البنت وحاولت تترجاه وتتوسلُّه، ومدتله خراصها وخلّتها ومقايسها واسوارها الفضّه، ولا راف ولا حن وما عرف كان سلبها من حوليها وسكر بيها عين الشبكة اللي قعدت فارغه....
يتبع

Aucun commentaire: