samedi 5 décembre 2015

من نجوم رُكح مسرح الساحات العمومية بحاضرة تونس لمنتصف القرن العشرين.







        رواد المسارح ، من المسرح البلدي  لتياترو بن كاملة لروسيني لقصر الجمعيات ما كانوش بهاك العدد اللي يجلب الانتباه، نخبة قليلة من المتعلمين والمتنورين من البلدية والا الآفاقيين جلبهم المسرح باش يحضرو عروض الكوكب التمثيلي والا فرقة الشهامة والا في بداية الخمسينات فرقة مدرسة التمثيل العربي وفرقة مدينة تونس. عامة الناس من خدامة حزام والا عملة يوميين والا ناس ماكلتهم البطالة يقتلوا الوقت وينسيوا كروشهم الجوع، يلهيوا ارواحهم بالفرجة اللي يعملوها عدد لاباس بيه من لعابة الحناس والا السحارة والا الفداوية والا بهلوانات كيف أولا احمد بن موسى اللي يجيوا من المغرب، بخلاف اللي يقلعوا في الزروص والا اللي يداويو بالحشايش والا بياعة زهم النعام.
        مدارس المسرح عندنا، سواء اللي تكونوا قبل الاستقلال كيف مدرسة التمثيل العربي والا مركز الفنون الدرامية في نهج جامع الزيتونة بعد الاستقلال، ما عطاوا حتى اهتمام لها الفرجات لا من ناحية محتواهم ولا من ناحية بناهم الدرامي والركحي (المقصود بيه فضاء اللعب) ولا من ناخية تقنيات السرد سواء كان تراجيدي والا كوميدي. الحاصل ما نطولوهاش وهي قصيرة باقي قاعدين في منطق إنكار صورة "الأنا" المحلية سواء كانت في منتجاتها المادية كيف الصناعات التقليدية والا غير مادية بما فيها من مكونات التعابير الفنية (فُـكنا من كلمة ثقافية) التقليدية.
        هي موش المدارس وحدها ما اهتمتش بهالظواهر الأنتروبولوجية وما تحملوه من خطاب واعي وغير واعي يترجم الذات التونسية في وقت معين من تلريخها، الصحافة والإعلام والكتاب والمُحدثين والمخبرين والروائيين والمؤزخين ما عطاوا لها الميكروكوزم المتنوع من "منشطين فاعلين وحاملين لخطاب لغوي ومشهدي وشعري وغنائي وسردي وحركي (Gestuel) للمتفرجين المتلقيين وقابلين للشيء هذا الكل بردود فعل متنوعة تدخل بدورها  كردود كلامية والا حركية والا بالضحك في المشهد ككل. مشهد كغيره من مشاهد مكونات تاريخنا قاعدة تمشي ترهز في مواخير الزمن والتاريخ، يعجبني ساعة ساعة نجبد عليها وموش عجب أنا بيدي قاعد نرهز في مواخير الزمن الحاضر. أمَّا مايهمش الكتابات هاذي نعمل عليها كيف فضلا أنه ما طلبني فيها حد وحد ماهو بش يغضب عليا كان ما عجبتوش واللي ما عجبتوش ينجم هو بيدو يمشي يرهز ما دام تحل هالباب متاع الترهي.
الشخصيات اللي خذات مكانة في ذاكرة الطفل اللي كنت في بداية الخمسينات متاع القرن الفايت ياسر زما ثمة حتى وحدة ينجم الواحد يحقرها والا ينساها، أما حبيت نركز على شخصيات عندها تقنيات معينة ونوعية خاصة بيها باش تنجم تجلب انتباه المتفرج شيء بالحركي شيء بالسردي شيء بالدرامي .
1-  يا سلآك الواحلين وضاعوا ليا دجاجتين: غناء وارتجال
هو ما زوز منشطين، واحد من اللي بديت نتفرج في الحلق كنت نشوف فيه، كان عازف كمنجة بقوس كيف قوس الرباب وكان عزفه زادة كيف عزف الرباب الكمنجة يحطها هلى ركبته والا حتى يعزف بيها فضاوية. لا محالة الترنيمات اللي كان يعزف فيهم ماهياش معقدة والا متنوعة والترنيمة لا إلاه الآ الله كان تعمل دورة كاملة للطبع اللي يعزف فيه، وما نضنش اللي عملية العزف والجرانة عنده تتجاوز محاولة شد انتباه الفرايجية لرغبة في تشنيف آذانهم بتقاسيم تسحر عقولهم ومهجهم. الترنيمة مبنية على أبيات الغناية اللي تقول في المذهب:
يا سلآك الواحلين
يا سلآك الواحلين
يا سلاك الواحلين
على ربي متعملين
أما الأبيات في العادة يتوجهوا لواحد من المتفرجين باش يقلعوا ضحكة على حسابه  ويبدى الأبيات  بقوله: " بالله يا مولى الشاشية" أو بالله يا مولى البرنوص إلخ. وبعض الأوقات ما تخلوش الإبيات من بعض الإيحاءات البذيئة والا الجنسية .

https://youtu.be/pqj_f-XMl6A

في بداية الاستقلال ظهرت مجموعة ثانية متكونة من غناي ووزَّان على البندير  يغنيوا في مقطوعات في ترنيماتها هي نفسها ترنيمات يا سلاك الواحلين أما المذهب متاعها يقول:
ضاعوا ليا دجاجتين
ضاعوا ليا دجاجتين
ضاعوا ليا دجاجتين
بين ورتان والڤوازين
والأبيات  زادة فيهم برشة ارتجلات مرتبطة بالوضعيات اللي يكونوا فيها. وكان الغنَّاي رجله مقصوصة وكان عامل ڤيلة والڤيلة هي رجل لوح توفى بطرف كاوتشو هو اللي يركز بيه على القاعة. وفهمت من غناهم ولهجة كلامهم –بالطبيعة بعد سنوات- أنهم في أغلب الضن من جهة الشمال الغربي.
2-  عزراين باطاطة.
عزراين بطاطة كانت عنده عديد العناصر اللي ماخذهم من التقنيات الدارجة في السيرك من الكسوة من الكلون ومن الحركات البهلوانية ومن اللعب بالكور والا الحلق. هالفرجة اللي كانت منتشرة بكثرة في المغرب عند جماعة أولاد احمد بن موسى كانت تقوم بزيارات لتونس وبحكم اللي ما عندهمش حاجة لركح والا لهاك الخيمة الكبيرة (Chapiteaux) كيف متاع السيرك وكل لباسهم في شكاير وفاليجات كانوا يقدموا عروضهم ديمة في الحلق وما يحاولوش باش يخبيوا عملية تبديل الشخصيات والا الماكياج. ثمة برشة حاجات تحيلنا على تقنيات الكوميديا ديلآ آرتِ في خدمة أولاد أحمد بن موسى والا عزراين بطاطة والشيء اللي يركزوا عليه في فرجاتهم هي تطويع البدن المعروف عند الـ (Contorsionnistes).البلهوان والا العراك من les performances اللي ورثناهم على ما جابوه العسكر الأتراك من المصارعات البدنية اللي يقوموا بيها ويبداوا داهنين بدناتهم بالزيت مصارعات قريبة برشة لما هو متداول في ‘يران اللي يسميوه الزور خانة مصارعات انم في نوع من الحمامات   بأثقال من حاجة تشبه للقلال بمصاحبة الإيقاع .
3-  الحايرة
شخصية الحايرة ضامرة ياسر من ناحية الفكرة اللي بنى عليها السيد المفهوم متاع الفرجة متاعه اللي باش تمكنه من تقليع الفرنك من عند المتفرج.
قبل كل شيء كيف ناخذو هالشخصية نلقاوا عبد ذمَيِّم ظريف وضعيف وفمه طايح وعضامه ظاهرين وعنده  آتار جروح عميقة في بدنه، الحاصل عبارة على فاكير هنداوي . علاش باني الفرجة متاعه؟ بانيها على رغبة الانتقام من كرشه (معدته) اللي هي سبب مصايبه، كرشه بشهواتها وطلباتها كيف تجوع تخليه يوللي أسير ليها. هاذية الحكاية اللي يطلب من المتفرح نه يكون شاهد عليها وقدام المتفرجين يحاكم كرشه ويحكم عليها بالعقاب بالضرب بصخرة  كبيرة ضربات متتالية. قبل ما يبدى العقاب يدخل في السرد متاع الشهاوي لناس أقل ما يمكن باش يتقال عليهم أنهم كيفو في حالة جوعهم وشهواتهم تتحول العملية السردية إلى توع من جلد الذات بأنواع من المأكولات والشهاوي الصعبة المنال على كل المتفرجين. وفي الجزء الموالي يدخل في عملية العقاب بالضرب المتكرر وفي نفس الوقت يقول أنه ما يفك من الضرب إلا بعد ما يكون تحصل على مقدار معين من المال من قطع فرنك وزوز فرنك ودورو وعادة يكون المقدار حق خبزة تقريبا 35 فرنك وكيف يصادف أنه يتحصل على أكثر من القيمة اللي طلبها يوللي المقدار الثاني حق خبزتين... وفي هاللعبة ساعات يكون عنده شريك مهمته يفساد العد باش يتحول لقيمة أكبر. الشيء الملفت أنه الفرجة محبوكة حبكان تام بعناصر السرد وعناصر التشويق والفذلكة والإثارة وفيها برشة كابوتيناج ويكون عدد كبير من الناس شافوا الفرجة عدة مرات ولكنهم يشاركوا ويتورطوا في اللعبة بكل أريحية.
4-  الطلياني صوفور اللي دخل لدين الإسلام
هالفرجة هاذي ظهرت بعد الاستقلال بمدة قصيرة وكان عليها إقبال منقطع النظير.يقوم بيها شاب ما بين العشرين والخمسة وعشرين من عمره أبيض أحمر كي كلب الززَّارة عينيه زرق يبرقوا كي عينين القرد، شعره فاتح عاطي على شوية صفورية ( أكيد اللي ضربلها طلية أوكسيجيني)  لا هو ضعيف لاهو سمين،  المفهوم متاع فرجته مبنية على سرد ذاني لحيته كيفش كان ولد طلاين ومن معاشرته في المسلمين عجبوا هالدين ودخل لدين الاسلام- ماسمحك يا دين لاسلام- وكلامه طبعا مبني هلى سرد مزدوج اللوغة ما بين اللغة الطليانية السيسيليان متاع حوم الصباغين ونهج بومنديل  اللي كانت مشتركة بين اولاد العرب والطلاين واللغة العربي وكانت عفدة السرد متاعه هو عملية الطهارة متاعه باش يتم إسلامه وعملية الطهارة هاذي وقعت وهو عمره فريب الغشرين عام هالمرحلة هاذية من السرد تكون العقدة والأوج لما فيها منت إيحاءان على الذكر والتوقيغ والطهار اللي ما ينجمش يركحوا ... الحاصل كتابة سيناريستية من مستوى رفيع يخللي الجمهور كيف سي صوفور (Sauveur) يقص على الحكاية ويطلب الفلوس يبدى يرمي غي بودورو بسرعة كبيرة باش يرجع يكمل حكاية الطهارة ولقصان الغلاشة اللي بلا شبيها ما ثماش اسلام.....

Aucun commentaire: