dimanche 15 mai 2016

علي شرَّاد: نتمنَّى في الإستقلآل

ملزومة
علي شراد ينتمي لشعراء الملحون لبداية القرن العشرين، وهو نقابي ومن الشعراء المتعلمين نسبيا أي من الذين تعاملوا مع الملحون بمنظومة الكتابة و نشره والتعريف يه عبر المطبوع على أعمدة الصحافة التونسية الناشئة وخاصة منها الصحافة الهزلية التي مكنت الفئات الشعبية في المدن الكبرى من الإطلآع على أحوال البلآد معتمدة اللغة العامية في أغلب أركان تحريرها والشعر الشعبي في بنياته المتداولة مواقف ومسدسات وقسماوة وملزومات.
ويعتبر هؤلآء الشعراء امتداد في نفس الوقت لسابقيهم من شعراء الملحون الذين عملوا حصريا في غناء المحافل والأعراس في مختلف الأغراض التقليدية السائده فيها، من ناحية، وشعراء المقاومة قبيل الغزو الفرنسي وأثناء عام 1881 وما بعدها يصفون المعارك أو يحرضون على المقاومة أو ينددون بكل أشكال العمالة والخيانة. 
 

يا تونس ربي قدّرلك *** ليس تنتج فيك أعمال
ولدك في حفرة يحفرلك *** موتك يرضاها في الحال
ولدك في موتك يسعالك *** حياة الذلة يرضاهالك
يا للآ غايضني حالك *** ذرّيتك طلعوا همَّال
تناديهم لآ من يصغى لك *** طرشوا عملوا اوذان ثقال
ولدك من موتك يستنَّى *** دفنك بالسرعة يتمنّى
غايضني حالك يا حنَّه *** زهدك من بالي محال
ذكرك في لساني ما بنَّه *** لا نخشى كلآم العذَّال
ذكرك يا للآ يحلآلي *** تونس يا بلآد الزوالي
تاجك عندي عزيز وغالي *** لا نبيعه باكداس المال
نقول الحق ولآني نبالي نتمنى في الاستقلآل
نتمنى استقلآلك ديمه *** تبلغ باولآدك درجة عظيمة
هضم حقوقك راه جريمة *** لا ترضى بيه العقـّال
وين اللي يعرف بالقيمه *** يقول الحق بلآش جدال
وين اللي يعرفلك كارك *** يقبل منك كل اعذارك
غلطات الماضي يتدارك *** ويخفف عنك الاحوال
إذا ربي حب نجاحكك *** تتهنّى وتزول اتراحك
يجيب طبيب يداوي اجراحك *** وتصحى من مرضك في الحال
يضوى في العالم مصباحك *** وتبلغ درجات الكمال
إذا ربي الخير كتبلك *** كما كتب لثيبه من قبلك
يخصب وادك يخضر جيلك *** ويطيب جميع الغلآل
قلوب الاعداء قبلك يحرق *** وجيوش الطاغي تتفرق
شمسك تضوي وبدرك يشرق *** وتتهيى كل الأمحال
في فريقيا انا كان قدري عالي *** وملوكها على المقدرة تنسبني

كنت عزيزة *** على الشعب بخيرات موش كزيزه
خصمي جاير *** تقوى عليا صار فكري حاير
ترني عديمة كسب سوقي باير *** بالعجرفة والغطرصه يخاطبني
جسبت اولآدي *** يذبُّوا عليا يبلغوني مرادي
لكنهم بالعكس صاروا اضدادي *** من افعالهم حتى الدين ركبني
رجعت حقيرة *** وايام عزي صيروها فقيرة
بعد السرير نبات فوق حصيرة *** والوجه كاسف صار لونه تبنب
وجهي شاحب *** واضياق عني كل ماهو راحب
ولدي رجع إلى الغريم مصاحب *** وعلى الرضا باللي يحب غصبني
رخيت براسي *** مع الخصم ما لقيتش طريق خلآصي
ولدي اللي ربيت طلع لي عاصي *** لا راقب الخالق ولا راقبني
يا رجاله *** شراد لا ترضيه هاذي الحاله
إذا رضيت تبقى الوالدة مذلآله *** حتى ضميري يلومني يعاتبني.

Aucun commentaire: