Affichage des articles dont le libellé est الموريسكوس. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est الموريسكوس. Afficher tous les articles

dimanche 8 septembre 2013

ريحة السخاب (4)



وفى طرح التريسيتي وتلمت الكارطة والمعد، امحمد تململ باش يقوم لعب الشفر متاع سي عبد الواحد وهمزو بساقُه من تحت الطاولة جاء باش يتكلم حمحم سي عبد الواحد وسرَّح قرجومتُه ونادى بالصوت :
-         - يا ولد يا محمود يبارك فيك برى لعجيبة[1] جيبلنا كيسان ليموناظة وكعبات بولو.
واتلفت للخاسرين:
-          - ما نخليوكمش تخرجوا مطيقرين على هالطرح المحنون.
جات الليموناظة شربوا وتنهنهوا قام مصطفى الصدفي مسَّى على الجماعة بالخير وشد وراه حفَّه ووقف سي عبد الواحد و قال وهو يضرب في المعنى :
-          - كل جيعان يشبع، كان جيعان وذنُه هههههه.
ضحك وضحكوا معاه الجماعة وتلفتلـُه مصطفى وجاء باش يتكلم، قصّلـُه سي عبدالواحد كلامُه:
-          - ما نزيدش نوصيك يا سي مصطفى على الدوزان، رمضان على الأبواب ومولاة الدَّار تعرفها ما عندهاش وين يدور الريح، كاـّم القلفة متاعك يحرصلي في تقصديرهم عيش خويا. كانك على سي امحمد راهو ما عندنا ما نخبيوا عليكم، عندنا شوية قجمة بخصوص الفلاحة والخضارة.
-          - كون مهنِّي سيدي خويا سمعت 'الا، نهيرين ويوصلوا للدار.
خرجوا الزويز يتقاودوا وقعد سي امحَمّد قبالة سي عبد الواحد يستنَّى في الهدرة وما فيها.
ما بين الزوز رجال عشرة طويلة حتى كان العمر بيناتهم. كيف كان امحَمّد غشِّير كان سي عبد الواحد راجل ومعرس، امحَمّد كان يجي مع بوه ساعات للسانية في طبربة والا  للمحل متاع سي عبد الواحد القديم في سوق الكتبية. بو سي امحَمّد كيف جدُّه وجد بوه كانوا هوما اللي واقفين على السانية والسواني الاخرين اللي يخضروهم جماعة الغانمي من زمان قديم، يخدموا بالباي حسب عقود بالكلمة والثيقة لا كتيبة ولا زمامات، يغرسوا ويزرعوا عود وكرم وزيتون وما يجي تحتهم من خضارة، يوقفوا على الخدَّامة اللي يجيبوهم حسب المواسم من البلاد والا من بناي عمهم اللي في تونس. والدويرات معروف عليهم غرامهم بالفلاحة من الجدود الأوائل...


 سي امحَمّد فهم اللي الحكاية ما عندها حتى صيلة بالفلاحة والخضارة، بدا موغوش شوية وقارن عبستُه، وسي عبدالواحد قاريه قراية، من غير ما ينطق يفهمُه على الرمش. قال لـُه وهو يتبسّم:
-         - ما تتحيرش يا امحَمّد، ما ثمَّة كان الخير. جماعة شلبي تعرفهم عندنا معاهم قرابة ونسب حتى وإن كان موش قريب أمَّا عشرة، لازم يستشيروني في أي ما حاجة. ما نطولش عليك يحبوا يغتنموا فرصة الشوية رياض والله واعلم آش مخبيتلنا الايام،باش يحلـُّوا عرس ولدهم. سي الصادق وصَّاني على قضيتين وانت مولاهم.
-          ان شاء الله خير، على ما نعلم
-         - لا، لا، ما ثمة كان الخير. المسألة الأولى تخص قضية الماكلة والتطييب والثانية سهرية الغنَّاية والمحفل. قلت لـُه توة يتعدَّالك سي امحَمّد، عيش ولدي امشيلـُه واضبط معاه كل ما يلزم آش حاجتُه خضرة وغلـَّة، والمرى والا النساء اللي باش يطيبوا، ويحبهم الكل بن عمِّيس، وعلى اشكون يحب من الغنَّايا. ولا تحكي معاه لا على فلوس ولا على أجرة وما تاخذ من عنده لا صانتي لا خرُّوبة. تفاهمنا؟
-         - الله يبارك . وين نتعدَّالـُه؟ لعنق الجمل؟
-         - لا ، لا ، إمشيلُه للمحل متاعُه في نهج الدبدابة. وبالمناسبة راهو استادنك لسهرية الغنَّاية.
-         - يزيد في مقداره وبارك الله فيه. غدوة قبل الظهر نتعدَّالـُه.

                                                                                                      يتبع





[1] عجيبة تسمية يعطيوها التوانسة للغدامسية اللي تخصصو في بيعان السحلب واللبلابي وفي الصيف يزيدو يعملو الليموناظة

samedi 20 juillet 2013

ريحة السخاب (3)




...سيرة الجدود الاولين ما تتنساش، تسري مع حليب الرضاعة، تخرّفها الماما لبنت بنتها والجد  لولد ولده ووتتحكى في سهريات العرس قبل ما تخرج العروسة من دار بوها ونهار حمَّام العريس مع اصحاب العزوبية وخالـُه والا عمُّه الصغير، هذوكة اللي يبدى الي يبدى حرف اليجور طايح ما بيناتهم... يستذكروها ليلة فرق الجدة والا الجد والا العم اللي فارق وهو مازال في عتاوتُه، يحكيوها النساء في لمّة السكر والنقى وضحكات الصباية الحاشمة –بالكذب- والقهرمانات اللي ما يتعدى عليهم شيء، مابين تغلية القارس وحرقان العفص والحديدة...
تتجبد في ليلي دوجنبر الأصم والا في القرر الكبار كي يبدى زمهرير الريح يضرب يقلب، يهز وينفض في شعورات البيوت ويصرفق فيهم قريب يقطعهم، وقتها يتفكروا حروج الجدود والجدات تحت جنح الظلام...
يتفكروا وتزغلل عينيهم بالدموع على ما عاناووه جدودهم وجداتهم في رحلة الشقاء والعذاب وترك المرابع والديار والسواني والاخضار وطواحن الكاغد و حوانت البيع والشراء ومعاصر الزيتون ومناشر الشريح والفرماس....
هالسيرة على مراحلها، مروية على البعض من شهود السماع في مرحلتها الأولى اللي بحكم سني ملحقتش على الكبار من أبطالها كيف سي عبدالواحد، والبعض الآخر نسج خيال مستوحي من حكايات صحيحة وصارت ربما في سير أخرى ما عندهاش علاقة بسيرتنا، كيما ثمة حكايات تقاطعت مع حياتي في وقت من الاوقات وسكنت الذاكرة وعششت فيها ربما اعتراها شيء من التجميل والتحسين لأن خيال الصغير بطبعُه يحب يزين اللي راه والا اللي سمعُه. جزء كبير من شخصيات المرحلة الاولى والثانية توجدوا بأسماء وحرف مختلفة تبقى ظرفها و رونقها هو المهم وما خلاوه في نفسي عنده قيمة كبيرة  في التجربة اللي حصلتلي وفي معرفة الناس وخبايا قلوبهم ونفوسهم.
سيرة تهجير جدود آل الغانمي وحدها تستحق رحلة سردية تمتد على أجيال متعاقبة كيفها كيف غيرها من الأجناس والملل اللي رمات عروقها في هالتربة ونبّتوا فيها وعطاوولها من ذريتهم نساء ورجال هي اللي ترصع حومها ودشرها ومدنها وقراها ووديانها وسهولها وجبالها....
في كل مناسبة تتجبد نُتف الحكاية بين الرباعي في ساعات صفاهم وزهزوهم كيف يدور السبسي والا في حضرة كيسان العراقي يبدى امحمد الصابري يحِم في سي عبدالواحد باش يخط على الورق مراحل السيرة ويعمل منها كتاب يقعد للأجيال اللي جاية وتستفاد منُّه بقية الناس اللي يقراو...