...سيرة الجدود الاولين ما تتنساش، تسري مع حليب الرضاعة، تخرّفها
الماما لبنت بنتها والجد لولد ولده
ووتتحكى في سهريات العرس قبل ما تخرج العروسة من دار بوها ونهار حمَّام العريس مع
اصحاب العزوبية وخالـُه والا عمُّه الصغير، هذوكة اللي يبدى الي يبدى حرف اليجور
طايح ما بيناتهم... يستذكروها ليلة فرق الجدة والا الجد والا العم اللي فارق وهو
مازال في عتاوتُه، يحكيوها النساء في لمّة السكر والنقى وضحكات الصباية الحاشمة –بالكذب-
والقهرمانات اللي ما يتعدى عليهم شيء، مابين تغلية القارس وحرقان العفص
والحديدة...
تتجبد في ليلي دوجنبر الأصم والا في
القرر الكبار كي يبدى زمهرير الريح يضرب يقلب، يهز وينفض في شعورات البيوت ويصرفق
فيهم قريب يقطعهم، وقتها يتفكروا حروج الجدود والجدات تحت جنح الظلام...
يتفكروا وتزغلل عينيهم بالدموع على ما
عاناووه جدودهم وجداتهم في رحلة الشقاء والعذاب وترك المرابع والديار والسواني
والاخضار وطواحن الكاغد و حوانت البيع والشراء ومعاصر الزيتون ومناشر الشريح
والفرماس....
هالسيرة على مراحلها، مروية على البعض
من شهود السماع في مرحلتها الأولى اللي بحكم سني ملحقتش على الكبار من أبطالها كيف
سي عبدالواحد، والبعض الآخر نسج خيال مستوحي من حكايات صحيحة وصارت ربما في سير
أخرى ما عندهاش علاقة بسيرتنا، كيما ثمة حكايات تقاطعت مع حياتي في وقت من الاوقات
وسكنت الذاكرة وعششت فيها ربما اعتراها شيء من التجميل والتحسين لأن خيال الصغير
بطبعُه يحب يزين اللي راه والا اللي سمعُه. جزء كبير من شخصيات المرحلة الاولى والثانية
توجدوا بأسماء وحرف مختلفة تبقى ظرفها و رونقها هو المهم وما خلاوه في نفسي عنده قيمة
كبيرة في التجربة اللي حصلتلي وفي معرفة
الناس وخبايا قلوبهم ونفوسهم.
سيرة تهجير جدود آل الغانمي وحدها
تستحق رحلة سردية تمتد على أجيال متعاقبة كيفها كيف غيرها من الأجناس والملل اللي
رمات عروقها في هالتربة ونبّتوا فيها وعطاوولها من ذريتهم نساء ورجال هي اللي ترصع
حومها ودشرها ومدنها وقراها ووديانها وسهولها وجبالها....
في كل مناسبة تتجبد نُتف الحكاية بين
الرباعي في ساعات صفاهم وزهزوهم كيف يدور السبسي والا في حضرة كيسان العراقي يبدى
امحمد الصابري يحِم في سي عبدالواحد باش يخط على الورق مراحل السيرة ويعمل منها
كتاب يقعد للأجيال اللي جاية وتستفاد منُّه بقية الناس اللي يقراو...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire