vendredi 7 juin 2013

في عبقرية الدارجة التونسية: استعمال الرباعي بصيغة فَعَّل (-18)



في حوار مع صديقة مهتمة بالمشافهة و القضايا متاع اللغات الغير مستعملة بالدرجة الأساسية في التعامل المكتوب فاجأتني بملاحظة ما انتبهت لهاش في السابق، هي الاقتصاد في استعمال اللغة الدارجة بحكم ادمانها الطبيعي للمنمنمات وكثر الطريزة والنقيشة، الشيء اللي يخلـِّيها حكاية دقيقة توللي تشد ربع ساعة بتركيزات الكلام وتقعيده وما تابعهم من فمتالا والحاصل والمحصول وفهمت الحاصل معناها متاع سي الحبيب يرحمُه، خللي من هاك الجماعة المرضى بمعنتها ومعناها وعاد وياخي ومختصر الحديث ومخ الهدرة وبرة آش يفك يدي من شوشتك. هالملاحظة رجعتني لوقت اللي كنت في لجنة قراءة الاعمال الدرامية متاع التلفزة من مسلسلات وسيتكوم،  وتفكرت آش كنت نقاسي (لامحالة هو كل شيء بأجره وكل خطوة بحسنة وكل ورقة بدنوس) من الحوارات  وقالي قتلك والحدَّاثة اللي يلزملها 30 ثانية ترصي في 4 دقائق.
نخمم في الموضوع لين ضربت في مخِّي أنُّه لازم الدارجة تلقى لروحها - بالطبيعة من الناس اللي يتعاملو بيها في قلم الكتيبة- طريقة اللي يتنحى منها هاك الإسهال اللوغوماشي  من نوع اطبخ الماء تصيب الرغاوي، وتوصل لدرجة من البلاغة اللي يحصل فيها المقصود بما فيها طاقةمتاع قلل ودلل اللي نلقاوها في حديث الناس متاع كل يوم والأمثلة على هذا كثيرة، كيف "إرخيك" و"تجبد" و"فصع" و"جبد بيه" و"حشاه" و"قعّدُه على ليّتُه".
صحيح اللي برشة من الناس يتقززو من هالعبارات اللي يعتبروها سوقية متاع زوفرة و رعاع وغيرها من الأحكام الأخلاقية اللي ماهيش في محلها في أغلب الأحيان.
الشيء الثابت أن اللغات الحية تتحرك وتتطور ويتولد فيها من الصور والخيال الحاجات اللي تقضي الحاجة وفيها ضمار وتخبي وراء الكلام معاني وخيال يخلليها توللي "دارجة" وسارية بين الناس واللي يكون "قبيح" مع جيل معين يوللي عادي و"نورمال" مع الجيل اللي من بعده. وريما أكبر دليل على هذا هو ما وللى يتكتب في المواقع الاجتماعية (وربما قبل ما يتكتب، كان يتبادل الحياة اليومية بين الشبيبة) من غير ما يكون كلام خاص بالذكورة وحدهم والا بالأناثي وحدهم. 
الطابُوات والطـّابُّوات مع مرور الوقت يطيرو ويتسرح الكلام حتى كان مازال البعض يحس بالدوافع الجنسية البدائية متاعُه  تتنغمش وتاكل فيه كي يسمع "بنت طراد" والا " مصمار مصدد" والا حتى البنات اللي يكتبو بأساميهم باللوعة اللي يتصورو البعض خاصة كان بالذكورة من نوع التزبزيب وأخواتها...
محل الشاهد وحديث يتربط يحديث ومن المخلفات المهمة اللي تتأكد كل يوم بعد "ثورة البُك" متاع مازمبي هي التملك التام للناس كبير وصغير واللي يدبي على الحصير لصيغة الرباعي "فَعَّلَ"  من فعل "ناك" يحب يقول "نَيَّكَ" في الأمرالمسبوق بالأفعال التقليدية اللي هي في الأمر زادة كيف إمشِ وبَرَّ وروحْ . هالاستعمال "الفذ" و"الحصري" والعكسي" للتوانسة لصيغة فعَّـال  من فعل "ناك"، اللي في ثقافات عربية أخرى يعني كثير "النيك"( لسان العرب النَّيْكُ : معروف ، والفاعل : نائِكٌ ، والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ ، والأَنثى مَنْيُوكة ، وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً .والنَّيّاك : الكثير النَّيْك ؛ شدد للكثرة .)  يوللي بمعنى العكس أي مَنْيُوكٌ كثيرا...
والاستعمال ما وقفش في حد المعنى الأول للخيال الشعبي، وإنما توسع ووللى يشمل معاني عديدة أهمها ما ما تحصل عليه "هالشعب الأبي" بعد نهار 14 جانفي باستعمالُه للفغل باللغة الفرنسية يقوله ديقاج في حركة انفتاحية على اللغات العالمية في حين إن لسان حاله يقول: "برة نَيِّك".


 وفي الأخير اليوم حتى حد ماهو معصوم من "برَّ نَيِّك" اللي من الطبيعي أن تقال بها الصيفة هاذي ما دام أكدو جماعة التأسيسي اللي العربية لغتنا لذا اللي عملها بيدو ربي يزيدو.


Aucun commentaire: