jeudi 13 juin 2013

ريحة السخاب (2)



"الرجال تتلاقى والجبال ما تتلاقاش" قعد من المثل هذا كان معناه السلبي بين الناس واتنسى الجانب المزيان اللي فيه واللي يعطي بالمجد معنى كبير للصحبة اللي تلم الرجال بقطع النظر على أصلهم وفصلهم وثروتهم وجاههم وسلطتتهم.
أهل النوايا الطيبة في مثلث سوق السرَّاجين وباب منارة سوق العصر يضربو الآمثال بصحبة سي عبد الواحد وسي حفَّة وسي امحَمّد وسي مصطفى، ويبداو يتندرو بعقداتهم وتفدليكهم وضمارهم والربطيات اللي يعملوها لبعضهم وضحكاتهم اللي تتسمع من قهوة بن عزالدين والا من قهوة التواتية قدام تربة بوخريصان. وامالي انوايا المقعمزة ما يخلِّيو ما ينبرو على أش جاب البلدية للجريدية وللدويرية وآش جاب المتغلمين للأميين وآهل المعرفة والصنايع للقهواجية والحمَّالة وهات وهات من هاللاوي متاع الغيرة والشلال من حلاوة قعداتهم ورتبة خديثهم اللي يجتمع فيه الشعر وفوندوات المالوف والغناء الزندالي والشوارعي ومحلات الشواهد وسير العنترية وذات الهمة والظاهر بيبرس والزازية الهلالية واحمد بن موسى وتونين المالطي...
الصحبة بين الرجال ما تتحكمش فيها الحاجات الملموسة والمادية واللي تتوزن بوسخ دار الدنيا.. نفوس تميل لبعضها البعض لدرجة اللي تنسي الخو في خوه والصغير في بوه والغريب في أهله واماليه..
سي عبد الواحد الغانمي مكهب على الخمسة وسبعين عام من عمره: أمَّا ما زال شادد روحُه نظر ماضي وسمع مرهف وفكر متوقظ وقلب طري كيف فريك اللوز، ولسانُه أخضر بالطبيعة موش قدام ولده سي محمود، كل حاجة في بلاصتها. سي عبدالواحد سليل عائلة اندلسية قعدت محافظة على أنسابها من الجدود الأولين في حياتهم في الاندلس، في شاطبة حتى كيف هاجرو في  دواير 1620 بعد ما صدر قرار الطرد في حقهم عام 1609، قعدت الأنساب والماخذات بين بعضهم من أشد الحاجات اللي تجمعهم وتلمهم وتربط الصلات بيناتهم . دار الغانمي جمعو خبرة جدودهم في الفلاحة والعود والكردون من شيرة، وزادولها صنعة الورَّاق الشاطبي وفن الخَط. صنعة الورق دخلوها من باب التجارة كيفها كيف حرير الدودة اللي جابوها عائلات أخرى أندلسية من طرق التجارة مع برور الهند والصين جاوا وسوماترة.
كيف دخلو جدودهم الأولين في اول القرن سبعطاش، الشيرة والمشورة عند النساء الحراير حمَّالات سبايك الذهب والفضة و الصياغات الزمنية ومفاتح الديار، والراي لحلقة الرجال.
بعد ما استقر حالهم عند البعض من اللي سبقوهم من أهالي اشبيلية وشاطبة دلوهم البعض على زوز والا ثلاث سواني على مجردة موش بعيد على طبربة، شافو وقلبو ونشدو واسترشدو وعزمو وبعد ما استشارو الحراير، شراو وكتبو  وكانت عفستهم الأولى في تراب المحروسة ترشيش.

Aucun commentaire: