samedi 1 juin 2013

ثمة غناء و ....غناء.







الغنايات تتولد مع وقتها و تعيش في وقتها، بحكم أنها تحمل عناصر جمالية و مجموع قيم تتقاسمها الناس في الوقت اللي تتولد فيها هاك الأغاني، و تتوجه لذائقة معينة لهاك الجيل بالذات. الأغاني كيف غيرها من الأذواق كيف اللبسة و الموضة و الشعر و غيرها تعبر على ذوق مجموعة ما في وقت ما و في منطقة جغرا-ثقافية. و هذا من الأشياء اللي تتلاحظ في العالم المعاصر شرقا و غربا.
ثمة أغاني تعاود ترجع و تحيا من جديد بفعل تجديدها و إلا إعادة توزيعها موسيقيا بعناصر من الذائقة الجديدة و التقنيات الموسيقية كيف الآلات أو تغيير الإيقاع متاعها بما يتماشى و ترقبات السامعين و ميولاتهم.
لكن ثمة أغاني توصل لدرجة من الإكتمال تغلب الزمن و الجغرافيا و تخترق الأجيال و الحدود و الثقافات ياما على خاطر المعاني اللي تحملها و الا بسبب العبقرية الموسيقية اللي فيها و الا آداء المطربين اللي بأديوها.
في مجتمعاتنا العربية أوضاع الأغنية المعاصرة اللي ولات خُرْ طـُرْ، تخللي السامعين من مختلف الأجيال يغنيوا في نفس الأغاني و يرجعوا لنفس المراجع النوستالجية.
في الواقع النوستالجيا و الحنين مرتبط بالزمان متاع كل شخص على روحو، كل جيل و النوستالجيا متاعو و المرتيطة بيه "كيف كان عمره عشرين" كيف ما تقول الغناية.
نلاحظو في أكثر من وضعية تقاسم شباب جيل اليوم نوستالجيا "لسيرة الحب" مثلا مع جيل أباتهم و إلا  نوستالجيا "للبينك فلويد" و "للبتلز" و "لبوب ديلان" في وقت اللي هي ما هيش من الغنايات اللي تولدت في وقتهم.
في العروسات و السهريات ترجع ديمة الأغاني " الخرافية" متاع الهادي الجويني و إلا صالح عبد الحي و إلا زكرياء أحمد  و إلا صليحة  من نوع فراق غزالي و إلا بخنوق بنت المحاميد على أفام الناس و كاينها نوع من التعويض لوضع موسيقي و غنائي حاضر فالس، و متردّي و ما هوش قادر يوصل مستوى إبداع أغاني السابقين.
يامّا ثمة أغاني اللي غلـّبت عليّ برغم مستواها المتوسط ياسر ما زالت تتناولها الافام و المطربين بودورو و الناس العاديين من غير ما الواحد يفهم علاش، و في عديد المرّات نلقى روحي ضد التيار و يستغربو العديد من أصحابي و احبابي ذوقي و موقفي من ها الأغاني كي نرفض أني نرددها و نغنيها كيف يطلبوها بإلحاح. و نعرف إللي في ها التدوينة البعض من الفراء باش يستغربو مني هذا.
من ها الأغاني -و هي في الواقع كثيرة- عدد كبير من أغاني علي الرياحي و خاصة اللي قام يكتابتها هو بنفسو وقت اللي أغلب ما يسمّى بالشعراء الغنائيين قرروا ما يتعاملوش معاه، و صبح "سيد علي" بين عشية و ضحاها يألف في الأغاني كي المقرونة و اللي أدهى و أمر أنه  عدد منها يتحدث فيها عالبادية و الريف و الصحراء و هو ما عنده حتى فكرة على هالمحيط البدوي لا من ناحية االقافية و المعنى و السبب و لا من ناحية المعرفة المادية بالمجتمع البدوي و بعاداته و بتقاليده. الشيء اللي خلـّى عدد لا باس بيه من الأغاني هاذي جاء كلامها كي الظلام و ربما أشهرها هي: "بيت الشعر عالرقوبة" اللي وحدها تستحق درس شرح نص في كل بيت من أبياته لتبيين الأخطاء و الصور و التصورات على البادية بداية من وضع بيت شعر فوق رقوبة الشيء اللي عمره ما يصير و ما نحكييش على البقيرات اللي دايرين بيه و بمحبوبة البقر اللي هي من الحيوانات اللي عمرنا ما نشاهدوها في النزلة و بيوت الشعر و غيرها و غيرها من الصور و القوافي الملفقة و المركبة بصورة مفتعلة.
و لعلي الرياحي صولات و جولات في الفتك بالشعر الملحون لدرجة أنه قام بتأليف عشرات الأغاني منها : في ضو القميرة، و العالم يضحك، و آنا كي الطير، بالطبيعة جاب النصر و جاء....
و من الأغاني الشبيهة و اللي اشتهرو بيها الكثير من المرددين و المرددات غناية يعتبروها البعض رايعة عنـّاتها صليحة و لحنها صالح المهدي و من كلمات ماكينة من ماكينات الأغاني التونسية بعد رضا الخويني اللي هو أحمد خير الدين، غناية: "يا زين الصحراء و بهجتها"
و هاو مشترى من العبقرية الشعرية في هالأغنية:
يا زين الصحراء و بهجتها***يا ماجمل رمالها
بحيرة تقلب في موجتها***يرتع فيها غزالها

يا مابهى منظر الواحة*** في وقت الغروب
بريحة الشيح الفواحة*** تتغذى القلوب
عراجن بالدقلة درجاحة***في لون المحبوب
تبري للمجروح جراحه***حين يذوق أعسالها
إلى أن يقول
نسمع المية هرهارة***تطربني نغماتها
تنسيني صوت القيتارة***و تسحرني نغماتها
من وسط الرملة فوارة***تسقي في نخلاتها
تقصدها الطفلة المسرارة***باش تورد جمالها
بدون تعليق

بالمناسبة أحمد خيرالدين زادة عندو صولات رهيبة في مجال الأغنية منها : يا اولاد الحومة اعذروني و دلوني على غزال الصحراء، أوتاري و عودي و بالخصوص "الوطنيات" متاعو: يا سيد لسياد، يا رايس الرياس، يا خويا حسن هندامك و الا صفحات من تاريخنا الذهبية...
 أشباه الشعراء هاذم اللي سيطرو من قبل الستقلال و ما زال يستأثر البعض من أمثالهم على الأغنية التونسية  يتحملو مسؤولية كبيرة في الاتجاه اللي خذاته هالأغنية و انحدارها لأغراض و أشعار ما عندها حتى علاقة و
و لليوم يبقاوا أسماء الشعر الشعبي التونسي الحقاني مقصيين من منظومة الأغنية و النفاذ للسامعين و المشاهدين و ربما المثال متاع البشير عبد العظيم و الطاهر مبيخة و الغزال الكثيري و بالقاسم بوقنة و بالقاسم عمهول و غيرهم كثرة، الدليل القاطع على مواصلة استأثار نوع من الشعر اللي يتوجه أكثر للخصر و الأرداف منه للذهن و القلب و الوجدان.


من الأغاني البليدة....  أو ماكينات النظم الغنائي التونسي
في البداية نحب نُدرج جزء من تعليق لصديق من القراء الأوفياء حول مقالي السابق على الغناء، عاد يقول سي اللافي من جملة حديثه:
"...وكتدخل مني على التنزيلة الأخيرة متاعك في خصوص ثمة غناء وثم غناء.
نوافقك الراي كليا وانا شخصيا حتى الغناية متاع الهادي الجويني اللي هي تحت الياسمينة في الليل ،اعتبرها مثل ع الرقوبة، والا كيفاش اغصان الشجرة تمسحلوا في دمعة عينو وهو علاش بكى من اصلو وبعد اتكى واجبد العود (أي عود يقصد) الحاصيلو عندنا مثل في الحامة يقول ما أكبر غناي يا نهاري لحرف  ،والجماعة هذوما كيف ما قلت سي علي بالضبط هم ماكينات متاع شعر والشعر قبل كل شي ء احساس وبالتالي لازم الواحد يعريهم .
أما في خصوص الشعرا ء اللي ذكرتهم كيف ما الغزال وعبد العظيم وغيرهم ،انا من راي اذا كان باش يلحلونهم بعض الأشعار كيف ما عمل مقداد السهيلي لقصيدة احمد البرغوثي (غروضات ريت الغرض بين هذبهم)والا كيف ما عامل منير الطرودي لبعض الأغاني ،يا اخي بئس ما فعلوا ويخلوا الشعر الشعبي رايض" .

يقول المثل العربي. وافق شن طبقة، و يقول المثل الشعبي: فولة مسوسة طاح بيها غراب أعور....
السواد الأعظم متاع أرشيف الأغاني التونسية ينجم ينطبق عليه هالمثل، ما ننساوش اللي " الوالدة" و الا الرحم اللي تكونت فيه الأغنية التونسية متاع الراديون و الأصحنة، كان بالأساس من زوز منابع:
·         المنبع الأول هو ما يعبرو عليه القدم بغناء سيدي مردوم يحب يقول هاك المتداول عند الجالية اليهودية متاع الحارة  اللي فيهم برشة يهود من أصول طرابلسية، و اللي يعاودو في برشة غناء أغلبو من نوع البيت و عروبي في ميزان الورجيلة و مشتقاته كيف : "لا نحسبك خوان يا غالي" . يا ما ثمة غناء اللي هو من نوع الخليع متاع التبرنات المحاذية لباب بحر فيه برشة كلام و تلميحات قبيحة وكلام ساعات من السرة اللوطى و هات من هاك اللاوي.
ما ننساوش اللي الأغلبية متاع الموزيكجية  و العازفين على الآلات كانو كذلك من الجالية اليهودية حسب ما يوردوه عديد من الرحّالة الأورباويين  متاع الفرن التاسع عشر، و الا كيف البعض اللي تذكرو في كتاب تحت السور لرشيد الذوادي: ألبار أبيطبول  و موريس عطون أو قاسطون بصيري والد أو عم يعقوب بصيري- لم أعد أذكر-  و غيرهم بزايد.
·         المنبع الثاني هو المتولد من  حلقات العمل في الزويايا اللي حافظت على المالوف الأندلسي في حلقات ترديد تحت قيادة شيخ من مشايخ العمل كيف علي خنشا و الطيب بن شاذلي و الشيخ أحمد الوافي و علالة الباجي. هالمشايخ اللي كانو يتلمو في زوي تونس كيف زاوي سيدي القشاش و الا سيدي الحاري و سيدي الصوردو و سيدي الشالي و سيدي علي عزوز و الا سيدي بوقميزة. و كانت ها الحلق تعتمد بالأساس على آلات بسيطة منها الميزان بالتشتري و النغرزان و آلة الرباب اللي تتخدم بالقوس كيف الكمنجة.و كان العمل فيه على نوعين: هزل و جد
إلى جانب حلق الزوي نلقاو حلق الفصلات في قهاوي معروفة في تونس من أول القرن الفايت كيف قهوة البلار في القصبة و الا المرابط في سوق الترك والا قهاوي شفـّار والعباسية والبوسطة من ربط باب سويقة. و في هالقهاوي اللي بدا فيهم من الجملة خميس ترنان يغني بعض الحجات المتأثرة بالطرب المشرقي من الموال و الأدوار و المنولوج و الطقطوقة مع بعض الآلاتجية من اليهود والمسلمين أمثال محمد المغيربي و احمد بطيخ و الطاهر عبو و علي بن عرفة و ومحمد الدرغان و احمد عبدالسلام  و محمد غانم.....

Aucun commentaire: