الجرح هو من الأغراض المهمة والأساسية في الشعر الغزلي الشعبي التونسي. وهو
شكل من "التنكيل" بالذات عند الشاعر ليصور ما وصلت إليه حاله من العشق
والغرام. وكبار الشعراء أبدعوا في التمايز فيما بينهم في صورهم الشعرية في جرح كل
واحد منهم. ما من شاعر اشتهر و ذاع سيطه وجب عليه أن يخوض عمار مغامرة الجرح. في
ما يلي أقدم مقتطفات من جرح الشاعر الكبير محمد الفرحان أحد تلامذة الشاعر الكبير
محمد الصغير الساسي.
ميزان موقف (مربع) لقراءة سليمة الرجاء نطق
القاف معقفة (ڨ) على الطريقة الريفية التونسية
مجرُوح مُضام وعليل *** ومدروٌك ودميل[1]
مهموم لا ترقد الليل *** جُرحي ملِكْ
الدخَايل
***
مانيش مجروح بثقيل *** أو بالبشاتيل[2]
جرحي شباب عومة الجيل[3]
*** في الوصف للها مثايل
***
أم الغثيث المخابيل *** ملوي مسابيل
على الصدر طايح محاليل ***وحجيلي[4]
رقيق السبايل
***
قصَّة خلنجي شراتيل[5]
*** وجبينها شعيل
***
وعيون ريم المجافيل[6]
*** في أرض المشاتيل
شارد صعيب التحاصيل *** لا يجيه نوم القوايل
***
المنقار برني الكنابيل[7]
*** والوجه قنديل
***
ذراعها سيوف المساليل *** يوم المقاتيل
صباعها دقلة نخيل *** جاء عزّها في الرمايل
***
من ذهب غالي المثاقيل *** تشريه ناس القلايل
والقصيد أطول ممَّا أوردنا.
[5] خلنجي شراتيل: نسبة
لنبتة الخلنج ةأزهاره خاصة والمقصود منها
الشعر الذي فيه انعكاس لللون البنفسجي أو الأجمر المائل للوم الحنَّاء، وشراتيل
معناه منساب انسياب الماء. والكلمة من العبارت الشعرية الشعبية
[6] المجافيل: جمع
"شعري" مشتق من فعل جفل والجمع مستعمل لضرورة القافية، نفس الملاحظة
سارية لعبارة التحاصيل والمستقة من فعل حصل. مل هذا المقصود به الغزال الشرد الصعب
المصيد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire