vendredi 29 mai 2015

جذور


Frères et soeurs.
(Photo emprunté au blog d'Adriano Aldo)

ترجمة حرة عن أدريانو ألدو
من مدونة: adrianoaldo.over-blog.fr
كـُنت لخراني في عائلة فيها ستة صغار (ثلاثة بنات وثلاثة اولاد) من بو وأم طلاين، تولدت في تونس عام 47 في دار قديمة في حاشية المدينة، ما بين نهج فابريكات الثلج ونهج سيدي قادوس، بالضبط في نهج سيدي بومنيجل عدد 7.
في عام 57 بعد ما توفات أمنا (اللي قبرها في جبانة بورجل في تراب البلاد اللي تولدت فيها) بونا قرر من غير ما يتررد باش يخلط على البعض من اولاده اللي استقروا في دوائر باريس توة ثلاثة سنين على الأقل.
البعض من أولاد عمنا مشاوا بعدنا باعوام لمرسيليا، وبعض أخرين استقروا في أيطاليا (في لاتينا)[1]
في 9 أفريل 1959 على الصباح، رمانا البابور " مدينة تونس"، في مرسيليا في خوضة وهرجة ما تتوصّفش، واحنا مكوخرين والفكر شارد في عقاب سفرة المتقلبة من تونس لخليج الأسد.
يرشة صغار يتباكاوا من قلة النوم، والكبار يكفكفوا في دموعهم، بعد ما حسوا أغلبهم اللي ما عادوش ماش يشوفوا الأرض اللي انزادوا فيها، ولا ديارهم ولا بلدانهم والا حومهم، اللي فيها كبروا ولعبوا وحبُّوا وفيها ضحكوا وتوجعوا،الحاصل كل حياتهم.
جدِّي أنطونيو من أمي، تولد في عام 1878 في صردينيا في قرية جيرجي من مقاطعة كاقلياري، هاجر صغير لطرابلس في أعوام 1900، وغادي تلاقى هو وماريا اللي باش توللي مرته اللي هي تولدت في طرابلس عام 1877. ما ريا تربات عند جدتها اللي كانت معينة بيت في خدمة أولاد ملك إيطاليا. وكيف ما جرات العادة في هاك الوقت، العرس تم بين جدي وجدتي في قرية العريس في جيرجي في صردينيا.
العرسان الشبان، قرروا باش يجربوا حظهم في تونس. جدي أنطونيو خدم في مينات الفسفاط في القلعة الجردة[2] ( ما بين تالة والكاف) ومن بعد كونوا عايلة كبيرة من سبعة صغار خمسة بنات وزوز اولاد.
أمنا روز، تولدت عام 1907، كانت هي الثانية من هالقبيلة الصغيرة. في الآخر قرروا باش يستقروا في العاصمة، وين خذاوا جيرانص متاع أوتيل صغير.
جيوزبي جدي من بابا، تولد عام 1886 في جيوا ديل كولي من مقاطعة باري، كان خياط، تزوج جدتنا ماريا فيتا المولودة عام 1889 في نفس البلاد (توفات عمرها 103 سنين شيء يعطي الأمل) وجابوا خمسة صعار ثلاثة بنات وزوز أولاد.
بابا كان كبير هالعيلة الكبيرة، تولد عام 1906 في نفس المدينة، وكان مفروض يوللي صنايعي موبيليا.
كيف تكونت العايلة، عملوا دعسة أولى لفرانسا، في ليون ما بين أعوام 1920 و25 باش يلقاوش ظروف عيشة ما أحسن، أما الرحلة دامت مدة قصيرة. من بعدها مشاوا من باب الصدف الغريبة يجربو حظهم في طرابلس، أمَّا كيف ما برشة طلاين في هاك التاريخ خيروا يهاجروا لتونس. استقروا في وتيل ( طلعوا أما هو؟) وبهالصورة، وكيف ما روايات الكتب، تلاقاوا بيار وروز و....هكـّه جينا.
الغرض من هالبلوغ (مدونة)، ما هوش باش نحكي فيه سيرة عايلتنا مهما كانت مهمة في نظرنا، أما تشبه بدرجة كبيرة لسير كل العايلات اللي عاشت في هالحوم الشعبية. عيشة بسيطة متاع الناس العاديين والخدَّامة اللي كانوا بعاد على تراب ميلادهم، واللي كانوا يعيشوا في برطمانات راحتهم محدودة وبالنسبة للبعض في الميزيريا.
أما في عينين الطفل اللي كنت، الناس اللي كانوا دايرين بيا كانوا سعداء، حومتي كانت تظهرلي أشب وأزين حومة، كيف ما الدار اللي تولد فيها واللي كانت مغصورة في نهَيّج ضيق ما كان حتّى برّاني يتعدّى منّه والا يضيع فيه. والفوق عندي هاك السطحة البيضة اللي كانت دنيتي....



[1] لاتينا جات في احواز روما وتعملت بذمة المهاجرين الطليان اللي رجعوا من تونس بعد الآستقلال
[2] إسمها الأصلاني "شركة مقطع الحديد"(Moktaa Lahdid)

jeudi 28 mai 2015

أزرڨ حجر واد يوَدِّب وينهم



غرض. كوت  الميزان: مسذّس
( العربي النجَّار)

أزرڨ حجر واد يوَدِّب ويلعب *** مڨلفط مشحّب

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة مجرّبِ

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب وينهم *** مڨلفط ملجّم

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة محزّمْ

نهار الْ بدا الحَبْ في القوم يغشم *** ع الجيش يدهم

وفي كل عَتَّاي بالسيف يضربْ

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب ويرمق *** مڨلفط مطهّق

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة يصلمڨْ

نهار ال بديْ كل عتَّاي يشفڨْ *** نهار الْ تعوّڨْ

لذياب ع الفايتة وڨت مغرب

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب يريّسْ *** مڨلفط مكيّسْ

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة بفدعس

نهار ال بدت فيه لرياح تدعسْ *** نهار الْ تغلـّسْ

شمس الضحى وكل خوَّاف يهرب

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب يلهّطْ *** مڨلفط مشبّطْ

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة محنّطْ

نهار الْ بدا فيه ع الڨوم يهبطْ *** كما طير يُسڨطْ

عن فرخ طرشون يعشم بمخلبْ

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب يمزعل *** مسرّج مكفّل

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة مغلـّلْ

نهار الْ ضبح كحْ بارود زلزلْ *** هاكه مجندل

وهاذاكْ مجروح دمّه يشخّبْ

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب يشالي *** مڨلفط جبالي

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة جلآلي

نهار زغرطوا ضافرات الخجالي *** نهار الخصالي

نهار الذي الخيلْ علْ البلْ تزغبْ

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب ويجلحْ *** مڨلفط مصفّحْ

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة مسلـّحْ ْ

نهار الْ بدا كل عاتِي مجَرّحْ *** أخته تنوّحْ

نهار الذي ع الفراسين يُصعُبْ

***

أزرڨ حجر واد يوَدِّب ويصعَدْ *** مڨلفط مبغددْ

رٍكبُه ڨليد للنّزاعة مزرّدْ

العربي النجَّار شاعر مذبّد *** في كل مڨصد

مشهور الأعراف منِّي تحسّبْ

***

مشهور لعراف منِّي تخلـّفْ *** الموضع وتتَلـّفْ

وآنا الذي صيد غشـَّام نصدف

في طعنة الذّم بالسيف نقصفْ *** عمر كل مڨيِفْ

لساني من الرمح أمضى وأنشبْ

mardi 26 mai 2015

ليهم



على جناح الريح
ترفرف محبتي القديمة ليهم
وتجمع من السماء حبات عشق تفوح
تعطر ليالي وتبري جراح
إذا تفتحت في داخلي
نرتاح
ونسكب عل الوجنات هموم
ونضلل على مراقدهم غمامة
وندعي للحي القيوم
يهنِّي منامهم باليمن والسلامة
على جناح الليل
نسدي من خيوطُه نسيج حفيل
يتڨي على أوجاع ضلوعي
ويخفت من سريج شموعي
ونرتاح
ونهدهد غريق احزاني بترتيل
أشعار من مغاور ذاتهم
وقت ما كانت بسماتهم تملى المراح
افراح
.

lundi 25 mai 2015

التعامل مع الموروث حفريات للتجديد أم نبش في المقابر و نهب للكنوز



في البداية أود أن أعيد لقيصر ما لقيصر، فمبعث حديثي هذا سببه تدوينةصديقنا محمد الخامس بن لطيّف حول التعامل المعاصر مع الأغنية أو القصيد الشعبي انطلاقا من بالقاسم بوقنة مثالا، ونظرا لما وقف عليه محمد الخامس من موقع الوجع والجرح، وتعميما للفائدة، سأتوسع بعض الشيء في الموضوع بالتعرض لعديد التجارب الشبيهة لتجربة بوقنة والمعتمدة أساسا على استغلال ( مجازا و حقيقة) العديد من الترنيمات والأشعار المكونة لمدونة التراث التونسي بمختلف تلويناتها والجهات المنبثقة منها. ما يلفت الانتباه وما يحز في النفس هو أن نَخْلُص في نهاية المطاف على استنتاج مؤلم ألا وهو اعتبار هذه المدونة الشعبية بمثابة الحمار القٌصَيِّر، سهل الركوب ممن هب ودب، خاصة بعد إفلاس الأشكال التحديثية للأغنية التونسية والتي اعتمدت نمط الطقطوقة والمونولوج والأغنية الخفيفة المشرقية أو الشبابية المعاصرة.
وفي الحقيقة تجربة العودة للترنيمات الشعبية تعود لبدايات المعهد الرشيدي منذ 1934 كرد فعل لموجة الأغاني الهابطة التي اكتسحت المدن و تحديدا حاضرة تونس حيث سيطرت أغاني ما يُعرف بسيدي مردوم التي كانت تردد في الأوساط الخليعة و دور الغناء والفصلات و الحانات بأصوات حبيبة و فريتنة و لويزة و من شابههن، أغاني أخذت في الرواج بفضل الإسطوانات والفونوغراف. و للتذكير فإن أغلب ما أنشدت المطربة الكبيرة صليحة مأخوذ من ملزومات التراث الشعبي مثل من فراق غزالي و بخنوق بنت المحاميد ونا بكرتي شردت مع العزابة وشرقي غدا بالزين. و لم يقتصر إعادة توزيع و تلحين و آداء هذه الأغاني على النص الشعري بل وقع الإعتماد أيضا على الترنيمات الأصلية بِإدخال البناء اللحني الذي يعتمد على التخت مع إفساح المجال للعازفين أحيانا بتقاسيم أو استخبار في مقامات الأغنية أو آداء “أعراف” الملزومة في مقامات مختلفة . وقد تم الإتفاق على تسمية هذه المقاربة للأغنية التراثية بـ “التهذيب” مما يُشرع لعديد الملحنين أو الشعراء نسبة هذا التهذيب لهم و بالتالي كسب عائدات حقوق التأليف أو التلحين و الأمثال على ذلك عديدة وما زالت متواصلة، منذ خميس الترنان إلى قاسم الكافي مرورا بسعاد محاسن و زياد غرسة ، بنسب متفاوتة من النجاح و الفشل.
بقطع النظر على الجوانب الأخلاقية المرتبطة بانتحال صفة الشاعر أو الملحن لأعمال هي بالأساس من الموروث الجماعي فيه ما يُعرف صاحبها و فيها من اندثر اسم واضعها، أعتقد أن العودة للتراث مسألة حيوية و هي الضامنة لاستمرار وجودنا من خلال ماضينا شريطة أن لا تقتصر هذه العودة على نبش القبور و نهب الكنوز و لا فرق بين ناهبي المواقع الأثرية بحثا عن “الماليات” و نهب التراث اللآمادي لغُنم آني سريع. و لعل الأمر يصبح مثيرا للتساؤل والإنزعاج عندما يُنَظـِّرُ البعض من صبيان الموسيقيين لمقاربات و تجارب هي لا تبعُد كثيرا عن الناهبين الدخلاء على مجال البحث في الموسيقى و التراث.
و لإن تبدوا بعض التجارب في بداياتها حاملة لآمال وتطلعات تتوافق و ترقبات السامعين وأصحاب الذائقة المرهفة، فذاك لا يعني البتة أن الفتح تَمَّ  والتجربة بلغت هدفها، فكما أثرى القدامى من عبقريتهم و نبوغهم ما توارثوه عن سابقيهم شعرا و ألحانا و صورا و خيالا، نحن أيضا مطالبون بالإضافة التي تنبع من واقعنا  والتي تُشكل حلقة جديدة في سلسلة الإبداع. فتعلقنا بالتراث ما هو إلاَّ لحظة حنين يكاد يكون رد فعل صبياني نتفاعل به أمام واقع متردي لايرضينا و لا يُشبع نهمنا،كما هو شأن التراث الذي مهما تعلقنا به لن يرضينا و لن يروِ ظمأنا لتعبير نابع من ذاتنا وواقعنا وعصرنا.
فالمبدع اليوم أمام خيار الترديد و بيع السلع المغشوشة أو التجاوز و الإثراء و هذا التجاوز لن يتم إلا بإغراق (Saturation)  التشبع بكنه التعابير الموسيقية التراثية و الخروج منها بصياغة تقطع مع المحاكاة مهما كان مثالها شرقيا غربيا أو تراثيا.
بوقنة، زهرة لجنف، عبدالرحمان الشيخاوي و رضا عبداللطيف من نهج نهجهم، كلهم مطالبون بمواجهة تحدي التجديد و الخلق باستيعاب الركروكي و العبيدي و الطرخاني و الطواحي و بورجيلة و الموقف و الشهيدي و الصالحي و كل مهاوي وطننا ، والخروج من دوامة التكرار و الترديد سواء أكانوا في ذلك صادقين أو عن مغالطة وسوء نية.