في الصورة من اليمين إلى اليسار: توفيق قيقة، محمد رجاء فرحات، محمود الأرنووط، سمير العيادي وعلي سعيدان
ما يربطني بسمير العيادي أو
العيادي بن سمير، هو عشرة ترجع لسنوات الدراسة ونشاط الشبيبة المدرسية خاصة المسرح
والكتابة والسنما. سمير ما كانش من المغرمين بالغناء وبالموسيقى ما عدا بعض
الأغاني اللي تعلمهم في دروس الألمانية في خزندار، ويغنيهم ببرشة نشازات.
سمير كان مسكون بالصفحة البيضاء
وبالكتابة المباشرة بالستيلو حتى للسنوات الأخيرة من حياته وبرغم انتشار الحواسب
قعد متمسك بنفس الطريقة في الكتابة وبنفس الخط وكان الزمن ماكان له حتى مفعول على
خطه وطريقة تصميم الورقة متاعه وترتيب الأسطر والطرة وحجم الأحرف وشكلهم. وهذا
يوري إلى أي درجة كان سمير من سن المراهقة وبرغم جديته ومستواه ونجاحه ما كان
مسكون إلا بالكتابة وأنه يكون في يوم ما "كاتب" بالمعنى اللي نحملوه
واحنا في الأقسام ما قبل الباكالوريا. وبرغم انتقاله لفرانسا عام 67 وتسجيله في
جامعة سانسيير( Censier) ، ما كملش العام الدراسي واللي
تزامن مع أحداث ماي 68، ورجع لتونس، صحيح كانت صحته مقلقته بسب روماتيزم المفاصل
الحاد اللي كان يشكي منه، وما كانش من النوع اللي مستعد يتمرمد في الخدم المتعبة
باش يعيش ويقرى ويسكن وإلخ من متطلبات الحياة بعيد على خالتي حليمة والوالد
والأخوة.
إلى جانب ما تربطنا من علاقة حميمية
كبيرة نحب نستذكر ثلاث محطات مهمة في مسيرة سمير المسرحية، الشيء اللي لازم الواحد
يذكره هو أن نهاية مغامرتنا في الشبيبة المدرسية في سنوات 65/66 كانت فيها نوع من
المرارة تفارقنا مع المنظمة الشبابية وتفرقنا على بعضنا شيع وملل ونحل، لمتنا الكنيسية
القديمة متاع نهج جامع الزيتونة اللي كانت مركز الفنون الدرامية، فينا جماعة كونوا
المسرح الصغير حول المرحوم محمود لارناوط وفرحات يامون وخدموا مسرحية لوحة
الأعاجيب متاع بريفير. وجماعة تلمينا حول سمير وفرج شوشان وصالح القرمادي وبشير بن
ناصر ولبيبة الشريف في مجموعة الخط الأحمر حول زوز نصوص توانسة :
La dégringolade لصالح القرمادي وهو نص يعالج
بطريقة ساخرة التصعيد الأمريكي في حرب فيتنام.
La distance (البعد) لسميرالعيادي. ونص مترجم للدارجة
التونسية لبرتولد براشت (أوبيرا ماهاقوني)
مسرحية البعد في الأصل تكتبت
بالفرنسية في ربيع 65 أو 66 وقدمناها في إطار الشبيبة المدرسية في جوان 65 ومن
المشاركين فيها توفيق الجبالي. المسرحية تنطلق من أصداء حرب فيتنام وبعض المجاعات
في الهند واحداثها تدور في ميناء غير مححد. وكان حلمنا أننا نشاركوا بهالمسرحية في
مهرجان نانسي. سمير في هاك الوقت ما زال تلميذ في خزندار، وكانت مسرحية البعد
تجربته الثانية أو الثالثة في الكتابة المسرحية وكان في نوع من التنافس مع على
الواتي في هالقلم.
في صائفة 66 وحول الصحافي يورا
بوسكي خرج بيان المعروف ببيان الاحدى عشر
التجربة الثانية في الكتابة
المسرحية اللي عشناها مع بعضنا كانت في باريس عام 68 وفي فضاء ودادية التونسيين في
فرنسا وانطلاقا من نص لي، كتبنا بصورة مشتركة مع سمير وتوفيق الجبالي نص مسرحي
إسمه "لعبة الحرية" نوع من الفدلكة أو البارودي الساخرة مبنية حول فكرة
الاستقلال والحركة الوطنية. بعد مدة من التمارين باغتتنا أحداث ماي 68 وما تمش تقديم هالمشروع.
ربما التجربة الأخيرة المهمة اللي
جمعتنا أنا وسمير كانت في 74 في إطار فرقة قفصة وحول مسرحية الجازية واللي إلتحقت
بيها التحاق وما كنتش من بداية المغامرة.
سمير العيادي كاتب غزير الإنتاج من شعر وقصة قصيرة
ومسرح، وكان كذلك في المرحلة الأخيرة من حياته دائم الحضور في الأعمال الدرامية
كممثل مقتدر بالطبيعة حسب الشخصيات االي تكتبتله باش يتقمصها، لكن مع هذا ابتعد عن
الإخراج المسرحي بصورة تكاد تكون نهائية منذ سنوات.
خلاصة القول أن سمير ما كانش عادي معنتها بمفهوم اللي يتحت في قلب معين كيف الأغلبية الساحقة متاع ابناء جيله المهتمين بالحياة الثقافية، الشيء اللي خلاة صعب المراس والمعاشرة في بعض الأحيان. هو قلب لوز فريك هش وفي لحضة يتخدش وعلى أقل حاجة تجري الدموع من عينيه. هو مطوي صحيح تام ونقي صم ما يبيعش ويشري جاء في وقت فسدت فيه برشة أشياء، أما هو قادر في ساعات الصفاء متاعه يكون متألق كيف تألق أخوته رؤوف وبوبكر وتوفيق في كرة اليد... والا كيف كان معايا ضيف في حلقة من حلقات رحلة في تراثنا الشعبي يتكلم بجواجيه لدرجة التلعثم والا يكون في حالة من الهوس بالمرحوم الحاج الحسين التلالي، وفي كل الحالات يبقى سمير صعب المنال والمراس قلة من الناس يعرفوه في أعماق أعماقه.
خلاصة القول أن سمير ما كانش عادي معنتها بمفهوم اللي يتحت في قلب معين كيف الأغلبية الساحقة متاع ابناء جيله المهتمين بالحياة الثقافية، الشيء اللي خلاة صعب المراس والمعاشرة في بعض الأحيان. هو قلب لوز فريك هش وفي لحضة يتخدش وعلى أقل حاجة تجري الدموع من عينيه. هو مطوي صحيح تام ونقي صم ما يبيعش ويشري جاء في وقت فسدت فيه برشة أشياء، أما هو قادر في ساعات الصفاء متاعه يكون متألق كيف تألق أخوته رؤوف وبوبكر وتوفيق في كرة اليد... والا كيف كان معايا ضيف في حلقة من حلقات رحلة في تراثنا الشعبي يتكلم بجواجيه لدرجة التلعثم والا يكون في حالة من الهوس بالمرحوم الحاج الحسين التلالي، وفي كل الحالات يبقى سمير صعب المنال والمراس قلة من الناس يعرفوه في أعماق أعماقه.
آش قعدلنا من سمير العيادي ومن مسيرته الطويلة؟ ربما الكثير عند أصدقاؤه
أما في الذاكرة الجماعية يبقى شأنه كيف شأن الكثيرين اللي يتنساوا وينساهم الإعلام
والتلقزيون.
بالنسبة لي ما انجمش ننسى وحدة من أهم أعماله المسرحية الي تقدمت على ركح
مسرح قرطاج وهي بلا منازع عطشان يا صبايا نقديم فرقة الكاف ومن إخراج المنصف
السويسي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire