lundi 24 août 2015

ريحة السخاب (10)



.......
ودخل الآديب في موقف أخضر لعمُّه صالح بن يوسف بوراس يقول فيه:
أول بدو في المربع
ومولاه في النحو ينبع
يجسس ويوزن و يطبع
يصيغ المعاني الرفيعة
تسلطن وهزوه الزغاريت وبدى ينوع في المعاني والطبوع لين خلط للمكب
هَكـّه يكون المربّع
مولاع في النحو ينبع
 وفي العلم شايد مطوع
صالح مقامه رفيعة
***
بوراس بالراس ينبع
ذكره علام ن تشيع
والآعراف تشهد وتقرع
والآعراف تعطيه البيعة
وفي البيت الآخر عطى الإشارة للسعفة باش يهزوا الطالع، هز عينيه لجهة السعفة، وفي نفس الوقت تلفت سي عبد الواحد بش يشوف خروج السعفة، يدخل سي محمود هو وهالشباب المربوع القد لابس بلوزة مشقوقة كرية بالشبابك، و محرمة مطروز صفراء على أكتافه، طلعوا الزغاريت عاملين قبب في وسط الدار، حطفوا السعفة الطالع اللي فيه عبارة: الآعراف تعطيه البيعة، تلفت سي عبد الواحد لمحمد وقاله:
-         تي هاو سي الشباب جاي هو والهادي بن سليمان
-         هاني ماشيلـُه نستفسر
-         ياخي ناوي يبيتها ليلة في الآحرش بين الغنَّايا؟
-         ما يعملهاش من راسُه لازم ثمَّه اشكون وصَّاه.
هَزْ روحه امحمد ماشي لمحمود وعبسته مقرونة، ماهو إلا في وجهه المحفل، هو تكلف بمنادات الغنَّاية ويعرف دواخلهم وعلاقتهم ما بين بعضهم. وما دام ما عيطش للهادي بن سليمان يعرف علاش.
الهادي بن سليمان غنَّاي وأديب وشاعر مذبد ما فيش كلام، أمَّا عنده في طبيعته التفاخر وشريان الشبوك والبلاء للأدباء الأخرين خاصة اللي ما عندهمش سطوة كبيرة، وطرح الأحرش ماهو إلا مبارزة كيف نطيح الكباش، ما تجيش على غرة يلزم ألادباء يكونوا على علم أشكون جاي باش يبارزهم باش كل واحد يستعد ويحضر روحه من الموقف للملزومة ومن الرباط لحلآن الرباط.
جات العين في العين ما بين امحمد ومحمود، خدم الشفر بيناتهم، ومشى محمود شيرة الدرايب والسقيفة، تبعه محمود، و بعد مشوار رجعوا الزوز، ودخل محمود لبيت الغنَّايا وطبّس على الهادي بن سليمان وتراش وشوشله في وذنه، بدى بن سليمان باش يشالي بيديه  هدُّه محمود بيده على كتفه وقاله  بما معناه هاذاكة الاتفاق ولا في الحال زيادة.
راضت الخواطر كمّل صالح بن جامع طريقه بعد ما دفع المسدس والقسيم وملزومة خضراء هرقالي، حمات الدار بالزغاريد وعجعج البخور من الكوانن.
في بيت الحفـَّالات زوز صبايا خدم تمروح على الحافلات وساعة ساعة تاقف وحدة من الصبايا قدّام حافلة باش ترتح يدها اللي جابدة الحفال على طولها أكثر من نصف ساعة. في وسط الدار السامعين يميلوا في ريوسهم منتشين مسلطنين مع ترنيمات صالح بن جامع، يترشفوا في كيسان التاي ويستمتعوا بروايح خجلة ياسمين والآ قلموز فل والا عريف عطرشية وقرنفلة.
برغم الحالة متاع الشغلة اللي تعيشها البلاد من جراير مخاوف الحرب والنقص في ما لازم العيشة من مونة وقهوة وسكر وقماشات وحالة الأزمة في الأسواق، هالسهريات كانت متنفس للناس سوى كانوا في حالهم والا على قدهم، فرصة يخطفوها من الوقت الصعيب ومن الأيامات الحالكة اللي خايفين منها لا تزدم عليهم على غير غرة. وزيد ما بقى على رمضان كان أيامات معدودات الله واعلم آش مخبيتلهم المقادير من أهوال ومصاعب.
تواصلت السهرية مع بن جمعة بغنته الي اتعرف بيها واختصاصه في قطايع المحجوز، كلام مرتوب يحبوه البلدية لما فيه من خيال وصور شعرية قريبة من المالوف، وبعده كمل بن عمر دبيرة بصوته الجوهري بطريق أخضر أغلب أشعاره من الموقف للملازيم للمرحوم الزغبيب...
قرابات نصف الليل تلفت سي عبد الواحد لامحمد واتكى عليه وقاله:
-       بالله برة اتفقد هاك ولد الغربي الطلياني جاش، وصيته من البارح باش يروح بيا.
-       حاضر باش، تو نعمل طلة في السيدة عجولة وكان لزم نوصل البطحة.
وخرج. مشيور رجع ومن بعيد تلاقات خزرته مع سي عبد الواحد خدّم الرمش يقصد اللي الكروسة تستنى فيه البرة. قام سي عبد الواحد ومشى يكب على امالي الفرح يشكر فضلهم ويعاود يهنيهم ويتمنالهم بدو بتمام ويستسمحلهم في عدم الجيان لسهرية العوادة من غدوة. مصافحات وبوس على الأكتاف والضحكة ما بيناتهم تحكي ألف حكاية وحكاية على الود والمحبة اللي تربطهم بخلاف أواصر القربى الأندلسية اللي بيناتهم.
في نهج السيدة عجولة الطلياني نقز من فوق كرسيه يرحب بسي عبدالواحد وشده من يده وعاونه باش يعفس على درجة الكروسة ويشد بقعته.
-       أي أي
قالها الطلياني بسعاد للحصان ، ترك ترك تحركت الكروسة وسنابك الفرس اتكتك على الزرص مشوار وصلت لنهج عبّة موش بعيد على حمام الدولاتلي.

Aucun commentaire: