mardi 8 août 2017

(2) من ذاكرة الاغنية البديلة: غناية ليها واكرم المعادن للهادي قلة









ولادات


الراحل الهادي قلة كان في بعض الاحيان طوال مسيرته الحياتية يمر بمراحل صعبة نفسانيا يتارجح فيها من حالات الانهيار والانطواء الى حالات من قوة النشاط والتشنج وربما احيانا بشيء من العدوانية تجاه بعض الاشخاص الذين يختلف معهم سياسيا او فكريا حتى وان كانو من اقرب خلانه. بمعرفتي له لا أذكر انه مر بهذه الحالات قبل عام 1972؛ وقتها كنا في حالة من الحركية المتواصلة والسهر اثر ما جدت من احداث بالمركب الجامعي في تونس. كنا في باريس وانخرطنا باندفاع في حملة مساندة لرفاقنا الطلبة بتونس اثر الهجمة البوليسية عليهم في كلياتهم. 
كنا بقاعة الاجتماعات بدار تونس في الحي الجامعي بباريس واثر الجلسة العامة قررنا احتلال الدار، وانصرفنا الى تنظيم هذا الاحتلال وفجأة تمكنت من الهادي نوبة عصبية فقد وعيه من جراءها واضطررنا لنقله لبيته رفقة بعضهم. 
تعرفت على الهادي وكنا لازلنا تلاميذ ننشط في الفرقة الموسيقية للشبيبة المدرسية ولم يتجاوز وقتها سن الرابعة عشر فكان اصغر عازفي العود في الفرقة يرافق كل من حمادي بن عثمان ومحمد القرفي. 
مرت السنة الجامعية 72 بسلسلة من الانسطة النقابية والثقافية دارت اغلبها في دار تونس بفضل دعم لجنة المقيمين بالدار اذكر من بينهم المهندس منجي ميلاد وبونغي. كما قمنا برحلة لليمن الدبمقراطية في شهر أوت. لم يكن الهادي قد بدأ التلحين بعد لكنه كان متمكنا من آلة العود كما ينبغي وملما باغلب مدونة الثنائي نجم امام، مدونة كنا نردد اغلب اغانبها في سهراتنا اضافة الى بعض اغنيات المنظمات الفلسطينية التي حفظناها من اتحاد طلبة فلسطين. من رحلتنا اليمنية عدنا ببعض الاغاني التي يغنيها الشباب هناك بعضها نظمت عفويا خلال زحف الجماهير في عديد المناطق، واخرى من إنشاد مطرب البمن "الثوري" احمد قاسم او اغاني كدعوة الاوطان او بن اليمن.
احتلال او بالاحرى فتح دار تونس للنشاط الثقافي غير من طبيعة العمل النقابي للطلبة التونسيين والسياسي للتنظيمات والذي كان مقتثرا على الإجتماعات والجلسات العامة التي يحتضنها مقر جمعية الطلبة المسلمين لشمال افريقيا بفرنسا l'AEMNAF الواقع في 115 شارع سان ميشال.
انتقال قطب العمل الثقافي فتح الباب لاعدتد غفيرة من الشباب الطلابي المستقل سياسيا ونقابيا الذين وجدو في حركية دار تونس دفء يختلف عن ديناميكية الاستقطاب وكسب الانصار والاعضاء التي تسود سقيفة ال115 او توزيع المناشير فقط.
في شتاء 72 التقى قدامى النشاط الثقافي بتونس في اواخر الستينات في دار تونس حول مقترح عمل مسرحي اقترحه محمد ادريس، بسرعة ودون تردد تولدت سينارجيSynergie ) قوية وجمعت كل من محمد ادريس وتوفيق الجبالي وعلي سعيدان ومحمد الغربي) (من قدماء فرقة الكاف) والراحل رشاد المناعي وتوفيق قيقة والمخرج خالد غربال ونعيمة المهدي وراضيا الحلواني ورجاء بن فرج حول مسرحية " النهارين الاخرانين في حياة المواطن القاسم عزاز" كيفاش لوج على خدمة وكيف لقاها مات منها. وابتدأ العمل حول النص وتوزيع الادوار ومفهوم الركح والاخراج والديكور نحو هدف تقديم العرض الاول يوم عشرين مارس 1973.

يتبع. 


Aucun commentaire: