إلى جانب مدونة الشعر الملحون والغنَّايا والادباء، كان متداول عند عديد الفئات الاجتماعية و خاصة منها المهمشين اللي رمات بيهم طرقات النزوح من أريافهم البعيدة والقريبة، بعد ما وقع غَزَّان آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، واتلزت العباد و خاصة الشباب باش ينزحوا لأرياض الحاضرة، كان عندهم محلات يتجمعو فيها كيف يطفطف الهم والوحدة على قلوبهم، يتناولو فيها ما تيسر من الحمور والا التكروري و يسمعو بعض الأغاني من نوع اللي كانت تتسمى بأغاني الربوخ والا الزندالي. هالأعاني متسمية على بعض الفرق - وهوتي الاسم كبير- تلقاهم كان خلات 3 والا 4 من ناس واحد يعزف على المندولينة والا نوع من السنيترة و درابكي و طرارجي وهالنوع من الغناء عليه وصف عند بعض الرحالة الفرنسيس اللي دارو في بلادنا في القرن 19 و كذلك تحدث عليهم الصادق الرزقي في كتاب الأعاتي التونسية و الأسناذ علي الحشيشة كذلك. بالطبيعة عالربوخ غير الربوخ المتعارف عليه في وقتنا وما عنده حتى علاقة بالمزود والنوب متاعه.
هالأغاني اللي يسميوها "ماجنة" و هابطة هي تعبير كيف ما موجود في كل بلاد للتجمعات الذكورية و هي نوع من تفريغ شحنة الحرمان الجنسي اللي يسود الفئات المهمشة و غالبا ما يكون في محلات تتواجد فيها البعض من البائعات الهوى من اليهوديات . عدد كبير من الآغاني مشتركة بين هالمهمشين و الجالية اليهودية اللي البعض منها وصلت لوقتنا هذا من نوع هز على الخيلة سكرة كل ليلة والا أشكون آشكون آشكون والا هي نهودو لريانة و غيها كثرة.ء
محل الشاهد أغاني تعبر على مجتمع ذكوري مدمر مالحرمان الجنسي و عنده كذلك شحنة هام من الميزوجينية واحتفار المرا و نعتها ببرشة أوصاف على أنها في النهاية ما تنجم تكون كان فاسدة وعاهرة.
في وقت من الاوقات في بدايات القرن العشرين وقعن بعض تحولات اجتماعية مكنت المرا ولو بصورة نسبية أنها تخرج من فضائها التقليدي اللي هو الدار للشارع ، هالتحول اللي تولد بفتح الدارس للبنات أو ديار المعلمة و ثمة بعض بنات و نساء اللي تطورت حتى أنها ولات نخرج سافرة، هالمظاهر الجديدة ما كانش بالساهل أنها تمر اجتماعيا، مانت تأجج المواقف المعادية ليه سوى عند النخب والا عند العامة. من ردود الفعل على هالضاهرة التحررية للمرا ، الشعر والغناء من الجملة عبدالرحمان الكافي الشاعر المعروف بمواقفه المتمردة على الأوضاع، كانت عنده مواقف رجعية ياسر بخصوص المرا فيها برشة ميزوجينية. من الأغاني اللي يرددو فيها واللي وصلت حتة لوقتنا كيف كنَّا صغار و كانو يغنيو فيها في ‘ذاعة صفاقس غناية : يا رمَّانة يا رميمنا اللي ما يتصور البعض أنها تلابيجة متاع صغار في وقت اللي بكلها مشحونة بإيحاءات جنسية لا غبار عليها. و هاي الغنَّاية آش تقول
يا رمَّانة يا رميمنة
يا ستة سبعة في عريجنة
(أو وسبع رميمنات في عريجنة)
خرجت رمَّانة تشري في اللحم
قاللها الجزَّار هزّلي القدم
هزيلو قدمين واعطها اللحم
وقاللها للا تاكل بالهناء
خرجت رمَّانة تشري في السواك
قاللها العطَّار خلـِّيني نراك
ورَّاتُه وجهها واعطها السواك
وقاللها للا تعرَّس بالهناء
خرجت رمَّانة تشري في الحليب
قاللها المعَّاز هزّلي نصيب
هزّتلو نصيّب واعطها الحليب
وقاللها للا تشرب بالهناء
وهالأغنية هي من النوع اللي أي واحد ينجم يزيد عليها أبيات و توللي من الغنايات الجماعية المشتركة. و يقول الدكتور أحمد خواجة في كتابه" الذَّاكرة الجماعية والتحولات الاجتماعية من مرآة الأغنية الشعبية" في هالسياق: ء
"ظهر هذا المغنى في ظروف اجتماعية تميزت ببروز بوادر لتحرر المرأة وهو يعاكس هذا المنحى التحرري بتهكمه من خروج المرأة إلى الشارع واستعماله صورة ماجنة تبرز المرتبة الدنيا للمرأة باعتبارها كائنا ضعيفا يسهل التغرير به. ويقوم هذا المغنى بإشباع الميولات الجنسية المكبوتة ويؤكد في الآن نفسه قيم المجتمع الرجالي بالتعبير عن مضادته لخرق المرأة للفضاء الرجالي."ء
والغريب في الأمر برغم مرور قريب القرن على الظروف هاذي ما زال يحمل مجتمعنا من الترسبات هاذي مقدار كبير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire