jeudi 23 décembre 2010

أحكي بنت طراد، كتيبتك روعة وزيد عندك ما تقول. الجزء الثاني




صفحة المدونة( على بلوقر) بيضاء إمّاكولي كيف بياض الورقة، تيندة فزدقي مزينتها ثلاث تصاور متاع الويت بلوز وومن المقصوفة والمأسوف على شبابها – و يا للخسارة الكبرى- جانيس جوبلينس. في الصفحة على اليمين كعبات قادجات متاع قضيان حاجة لا أكثر و لا أقل وتحتهم عصابة المدمنين على تخنتيبات المعنية بالأمر، في الوسط المقالات - كل نهار و قسمه- معنونين بالفزدقي و معاهم ديمة تصويرة باختيار مفاجئ أمَّا ديما في السيق. على اليسار، إسم المدونة "بنت طراد" كي العادة فزدقي، مردوفة بركعة متاع طمأنينة البال، تحت الركعة كونتور(عدّاد توة نحكيو عليه من بعد) كي شاوش الزَّاوية يحسب في الزُّيار و الفقرى. تحت الكونتور أرشيف المدونة من نهار 17/11/2010 يحب يقول أقل من شهرين "خدمة" 45 تدوينة. تحت الأرشيف تقديم لمولات المحل عزوزة و زغرتولها في... لا سامحوني تخلطو علي الأمثال، وهاززها الواد و ما يهمهاش صابة والا لا. في آخر الصفحة شوية ممنوعات من نوع اليوتوب، و نفحات من المُوَيسقَة( اللي تخطف الزاير من المان كايني تعملو تهيئة ذهنية لشيء اللي باش يقراه) مُوَيْسقـَة اتمم البورتري(الثقافي) متاع المدونة و تكشف باك قروند مهم في زماننا هذا كيف ما نقولو قوللي أش تسمع نقولـّك آش في طاسة مخك.

الحاصل تقولولي إي فهمناك أمَّا وين تحب توصل بهالمقدمة تعبي في الورق والا شنية الحكاية؟ نقوللكم اللي محل الشاهد أنه ما ثم حتى شيء من باب البهرج الفارغ في المدونة من نوع المراودة المدمغجة اللي تسعى باش تستجلب الزيار والقراء اللي كانت تنجم تفسرلنا السخانة المتملكة بالكونتور بصورة متواصلة بمعدل يزيد على 450 زائر في النهار، في ظرف اللي النشاط التدويني ما عادش بنفس الحماسة اللي كان توة عام و عامين لتالي.

بعد هاالمدخل نجيو للمحتوى يقول العلامة عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة[1]،

"فالإعراب لا مدخل له في البلاغة، إنما البلاغة مُطابقة الكلام للمقصود ولمُقتضى الحال من الوجود فيه سواء كان الرّفع دالاً على الفاعل والنّصب دالاً على المفعول أو بالعكس، وإنما يدل على ذلك قرائن الكلام كما هو في لُغتهم هذه، فالدَّلالة بحسب ما يُصطلح عليه أهل المّلَكَةِ، فإذا عُرف اصطلاح في مَلَكَةٍ واشتهرَ ، صحَّت الدَّلالة، وإذا طابقت تلك الدَّلالة المقصودَ ومقتضى الحال، صحَّت البلاغة ولا عِبرة بقوانين النُّحاة في ذلك."

هالرّاغلة متاع "الابداع" بالدَّارجة ما غابتش على دقة الملاحظة والتبتبيت متاع العلامة -اللي ما خلى لا شاردة ولا واردة ما تنبهلهاش و قال فيها رايه- اللي يعتبر اللي الهجات المحلية لغة و ملكة بين مجموعة من الناس المتفقين عل اصطلاح يخللي كلامهم كيف يطابق المقصود و مقتضى الحال تصح البلاغة متاعه، و بجرة قلم والا بقفاء يد يبعث النحاة و سيبويه يتلهاو بموضوع آخر.

النخب "العالمة" و لحَّاسين الاقلام والعامة، من قديم كل واحد في واد.

من شيرة، مجتمعاتنا من زمان في أغلبها مجتمعات مشافهة (ارجعوا هنا) والمكتوب كان مسألة مرتبطة بماهو مقدس من شيرة و ما هو تثبيت الأمور الدنياوية من أملاك وارزاق وعقود وبيع وشراء بين الناس. كانك من الإبداع شعر والا سرد والا غناء كان ومازال لحد كبير في فضاء المشافهة متواتر و متوارث جيل عن جيل بين البو وولده والأم وبنتها.

من شيرة أخرى لحَّاسين الأقلام من فقهاء و مشايخ وأدباء كانوا في قبتهم مصالحهم في أغلب الاوقات مرتبطة بالسلطان وبالوظيفة اللي يمن بيها عليهم، لا هم للمجتمع والآهالي نافذين، وعلى احوال الناس و حكاياتهم مطلعين ولا لعلمعم وفقهمبين الناس والعامة و"السوقة والرعاع" ناشرين.

الظهر بالظهر، آنا نقلك يل سيدي الشيخ وانت اعرف قدرك.

مختصر الحديث، لغة الناس(العادية) قعدت بين الناس، يتفاهمو بين بعضهم بيها من البيع والمشترى، للسلب و ردّان السلب، يتمايزو بين بعضهم لهجة و غنة يتعرفوا بيهم الجريدي والقابسي والجبالي، والمثلوثي والهمامي والساحلي والخميري والدريدي ووو. ويتقاربو لبعضهم في غناهم واشعارهم و حكاياتهم اللي كانت في مستوى أرقى من حديث وكلام ساير الايام وبكل صورة تتطلب مجهود من السامع بقطع النظر على كونه من جهة الغناي والشاعر والا من جهة اخرى، - وما ثمّاش دخل للذوق في السياق هذا- الشيء اللي خلـَّى منظومة الشعر الشعبي عامة ومشتركة بين الناس على خاطر خصل حولها هاك الاجماع والاصطلاح اللي يحكي عليه ابن خلدون.

بظهور المطبعة والجرايد، خذات لعة الناس بقعتها في عدد كبير من الجرايد من بداية القرن الفايت، شعر و مقالات و تنبير متنوع برزو فيه اسماء عديدة، و خذا زجل الحواضر شوط كبيرمع جماعة تحت السور و خصوصي كيف كان بيرم "منفي" في تونس.

ربما كان في امخاخ البعض أنه "رجوع" السيادة وما تبعها من تعميم التعليم أنه يجي نهار الناس الكل يبداو يتبايعو و يتشاراو و يتسابو ويتحاببو و يتغامزو ويشكلو و يتنابزو و يترامزو ويعربدو ويتمجلغو ويترككو و يبعككو و ينتاقشو و يتراشقو بلغة مضر و ياقفو في كلامهم على المتحرك. أمَّا اللي تبين أنه لاالاه الا الله كان هذا ينجم يجزم بيه أي منجم والا حكيم والا خبير في استشراف المستقبل واللي أدهى وأمر أنه بعد أكثر من 50 سنة فقدت لغة الناس خاصياتها و فويرقاتها و طغات على التلافز الإذاعات لغة منحوتة من غابات وأدغال الغابون والبرازيل وولات لغة الشبيبة نورمال و سا فا، الحاصل ربها واحد من حزوة للهوارية و ذهيبة لحمام بورقيبة.

إي و بنت طراد في الحكاية هاذي الكل؟

سؤال في بقعته ما فيه حتى شك، ما نيش اختصاصي بالمعنى العلمي الأكاديمي و طز حكمة في اللنقويستيك، أمَّا ننتبه لمسألة استعمال لغة الناس بالخصوص كي تبدى في تعبير شعري والا سردي. لإي اعتقادي اللي موش على خاطر الواحد يبدى ماهوش متمكن من الفصحى والا الفرنساوية يسمح لروحه يكتب بالدَّارجة على أنها البهيم القصير. و بصورة تكاد تكون عامة عدد كبير من اللي يكتبو في العالم الافتراضي من مدونين وفيسبوكيين، يكتبو كيف ما جات جات لا خزمة لا ميزان و لا تنقيط ولا تنفيس بوه على خوه.

المفاجأة الي ماكانتش متوقعة من عند بنت طراد، أنها تدخل الكتيبة بالفلاقي ولغة الناس لأول مرة....الشئ اللي ما كنتش متوقعُه بالمرة...

افتكاك المساواة اللغوية مع الرجل:

"هذا مرض يصيبكم ديما ماللوطة يتسلوس كالحنش يطلع بين الساقين و يستركش من اهم تجلياتو التدلديل"(هنا)

"قبل ما تمشيو لهزان الساقين ركزوا و صوروا و اكتبوا عاليدين الي تتمحس تحت طواول القهاوي و فوكاليزيو عالعينين الي اخر الفتاوي تحب تغطيهم"(هنا)

"و كان متع المعيز يجيب من بلاد الافرنج اللويز هنا راهو يعمل كان التكريز" (هنا)

معروف أنه الواحد كي يكتب في غير لوغتُه ينجم يتجاوز الخطوط الحمراء المجتمعية والاخلاقية، الألفظ "النَّابية" و ما شاكلها من مشتقات الأعضاء التناسلية عند الأناثي والذكورة ما عندهمش حواجز في اللعات ألجنبية ) بين قوسين نموت على السوتيتراج متاع المعربا لأفلام الماريكان بعبارات من نوع يا سافل و تبا ولآخر يقول في كلام لاعلاقة بالسفالة والحقارة).

التدوينات كو دو قول بكلها في التمشي متاع فكـَّان المعجم اللغوي الذكوري "الخصب" و توجيهُه في بعض الحالات للمصدر متاعُه، هي تحويل وجهة كاملة للخطاب الذكوري اللي من الأساس مستعمل كسلاح أو استرتتيجا الغرض منه إرباك الخصم و خاصة كي يبدى الخصم أنثى. أما الفرق الكبير يكمن في المباعدة من شيرة في الضمار اللي مغلفة بيه هاللغة وما تاخذه من طرافة كي يبدى مكتوب.

هذا على مستوى اللغة والمعجم اللي في الأخير ما هي إلا آداة في خدمة الكو د قول ضد عديد الظواهر من النفاق الآجتماعي وللسلوكيات المتخلفة والسكيزوفرانية لشخصيات منمطة أغلب الناس ياخدو بايهم من الكرتوش اللي تطلق فيه يمين و يسار نساء و رجال.

مطالبة الحق في الاختلاف:

ما ثمة حتى شك اللي بنت طراد عاملة من الكتيبة كيف كبير هاو أش تقول:" الحمد للتعالى على نعمة الكتيبة كتب يكتب تفرهيدا للكبت" (هنا)، أمَّا مرة أخرى، ما هياش كتيبة تلقائية كيف ما جات جات، صحيح زادة اللي هي كتيبة خارجة من الجواجي و تختارلها المفردات اللي يوالمو الحالة النفسية متاع الجواجي، ربما ما تعديش فيهم وقت كيف ما الوقت اللي تخصصه للكتيبة بالفرنساوية، الدفع متاع نصوصها يلزمهو واحد ياخذ نفس كبير باش يتقطعش عليه في وسط الحملة، عندها عركة هي والتنقيط و ما نتصورش اللي ما تعرفش الأهمية الكبيرو متاع البونكتوياسيون، مالجملة واحد من المعلقين جبدلها الموضوع(5abbaltli 3inéia na9ra ma najémtéch 2én9oss lin t9ass 3léia 2énfass.) و ما لاحظتش أنها عطاته اهتمام في تعليقه. تكتب و كايني هازة بوصطة كايني تتكلم و يظهرلي كان تبدى مع الناس ما تخللي خد يتكلم معاها (هههههه).

تكتب في المواضيع اللي يترجمو على الشيء اللي يعبر على ذاتها من غير ما يكون في اسلوب المذكرات الشخصية، يحب يفول متاع مرا بنت وقتها عصرية من غير تقليد، تقدمية من غير الخرم متاع قدماء المناضلين، متحررة بمسؤولية (ها) ربما صورة فيها برشة مثالية أمَّا ما تخليش القارئ غير مكترث والا يتهجم عليها واللي أكثر من الكل ثمة نفس من نوع (Autodérision) السخرية من الذات في حديثها على النساء، هذا من جهة ومن جهة أخرى الاسلوب الكاريكاتوري متع قلمها اللي يضخم في خطوط البورتريات متاع الشخصيات اللي تحطهم تحت نار لسانها اللاذع الموذي باش تخفف من الحدة الموجودة في نقدها بنوع من الفدلكة والضمار.

و نزيد كاس

عالجلود الي تحرقت

الي النار اعمارهم سرقت

و القلوب الي دمعت

و اليدين الي تكتفت

الي الغبنة عروقها ستفت

كيف نخرجو من النصوص الكودقول المباشرين ونتعدّاو للنصوص الشعرية، نكتشفو عالم آخر و الا زاوية جديدة متاع بنت طراد. زاوية فيها أكثر أنوثة و رقة وحنان برغم اللي تبقى متشبثة "بالتجودير" متاعها "الطبيعي" تجودير اللي يظهر و كأنه نوع من الأطوديفانس وحب البقاء في عالم تحس فيه انها محاصرة. عالمها الشعري أو بالآحرى خيالها الشعري بقدر ما فيه رقة بقدر ما فيه عشق منقوص وفيه برشة حرمان.

اللي يهمنا أكثر هو تطويعها و مجهودها في خدمة اللغة المتداولة(الدارجة) اللي هو راجع للصرامة اللي تفرضها تعاملها مع نصوصها الشعرية باللغة الفرنساوية، و هذا بستوجب والا يستدعي دقة في اختيار الكلمات. كلامها من كلام اليوم مأخوذ من السجل اللغوي اللي يسمعنا في القنابل اللي اتطرش الوذنين في الزناقي والشوارع والكيران والبيران ، تختار منهم اللي يوللي موسيقة و موازين بيها تتنفس القصيدة و تشتهي تحط على مقاطعها منازل الرست والا السيكة و تدندنها.

بنت طراد والفلاح الروماني

العالم الخمري في كتيبة بنت طراد ماثل بكل "وقاحة" و صحة رقعة كيف كيف كتملك من شيء اللي هو من الأمور الحصرية للعالم الذكوري. الماغون والبيرة والمفرقعات الأخرى و ما تابعهم من مجلغات تأثثهم المدونة بجرأة و كان عجبك....هههههه

حكاية الصور والخيال الشعري مسألة تتجاوز اللغة وهي الماهية متاع الشعراء و ما هياش في متناول اللي يجي.


[1] (المقدمة: الفصل الخمسون، في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد. ص 646 طبعة دار الجيل بيروت)

Aucun commentaire: