بيرم الخامس: "و كان التحم في تلك المدة بالوزير ابن إسماعيل شخص من سكان الحاضرة يقال له علي بن الزاي كانت الناس تتقيه من قبل ثم ازدادوا منه اتقاء لما التحم بالمذكور و تفصيل حالة هذا الشخص لا تناسب هذا « المقام » على أن من شاهدها لا يبلغ ما نذكره لما يعلمه و من لم يشاهدها لا يكاد يصدق بوجودها....
و لقد كان جميع ما يتفاوض فيه في مجلس الشورى، يقرره لتابعه علي بن الزاي ليلا و هو يقرره إلى نائب فرانسا فكلما غزل المجلس غزلا نقضه لهم من هو بالمرصاد منهم حتى تعجبوا من إطلاعه على جميع أحوالهم."
1
علالة: الحمد لله يقول فقير ربه تعالى الأمير ألاي علالة بن الزاي:
كنت في عشية من العشيات في دار الياس مصلي – هذايا أصله مسيحي قريقي من سوريا خدم في الاول مترجم في القصر و من بعد ولى مستشار ثاني في الخارجية- و كان معايا روسطان قنصل فرانسا في تونس كان أحباب هو و مرت الياس. تلفت روسطان و قالي:
روسطان: أش عمل بن إسماعيل في نازلة الحماية مع الباي لأنه توة ما عنده حتى عذر يتسبب بيه و يقولي ما عنديش القوة. انا ما عطيتو البسابورت إلا باش يتمم نازلة الحماية، و هذي توة مدة و هو يماطل و يمني في و أنا ما بقاليش صير لكلامه. على هذا يا سي علالة إذا ما عجلش في أمر الحماية أنا نطلع للباي و نحكي له على كل اللي صار بيناتنا و الآ ما نلوثله سمعته عند الباي.
علالة: اللي كيفك يا مسيو روسطان ما يعملش هكة و هو راهو ما هوش غافل على مطلبك، و كان تعمل هكة تضره من غير ما تصحلك حتى منفعة من مضرته، خليه يخدم و بعد أيامات يتمم مطلب فرانسا.
روسطان: طال بي الوقت و صبرت على كلامه اللي ما رينا منه كان التلوعيب و التبلعيط حتى وليت نكلم فيه بالشيء اللي يطيبله خاطره.( يفكر قليلا في صمت) يا سي بن الزاي، قول له نعطيوه خمسة ملاين و يتمم الحماية. و انت نعطيك الباسابورت متاعك، أيا اخدم ها الخدمة معاه و رجعه من الثنية الي ماشي فيها و تربح انت و الي معاك من ها النازلة و فوق هذا تجازيك دولتي بكل الاحسان و الفضل و الموطن.
2
علالة: غدوة في الساعتين ماضي من نصف النهار قابلت ابن إسماعيل في داره في البركون وين يقبل الناس و حكيتله عل الحديث الي دار بيني و بين روسطان و نصحته النصيحة التامة باش ما يجيش ضد فرانسا و لا ضد روسطان و يتوكل على الله يفصل النازلة و يتمم مطلب فرانسا. ياخي قال لي:
بن اسماعيل: انت راجل غر و روسطان يبهبرعليك و يخوف فيك و انت ما تعرفش خبثه. إذا كان يخطر في باله اللي كان اعطاني الباسابورت باش يحطني تحته، أنا هالبسابورت ما عنديش حاجة بيه و انا و لله العظيم حين جابهولي الياس لوحته تحت الخزانة في بيتي في دار البحر، و لوكان يقول لسيدنا، ننكر و نحلف الي ما عنديش و نكذبه ما دام هذا هو ظنه.
علالة: ياسيدي صبر نفسك و ماتجريش خلليني نكمل كلامي إذا كان لقيته يليق بيك تمم له ما طلب و اربح صحبة فرانسا، و الا قطع عليك هالباستبورت و اعمل اللي ظهرلك.
بن اسماعيل: باهي نسمع فيك.
علالة: إينعم سيدي
بن إسماعيل: أش قالك روسطان و كيفاش كان وجهه مستبشر و إلا مغشش؟
علالة: يا سيدي ننصحك لله تعالى تمم له هالمطلب اللي جاء على خاطره مع البنكاجي رينو راهو يظهر لي راجل عنده شان عظيم و جاهه مقبول ما تردهاش في وجهه، و مع هذا الراجل وعدك من هاك المدة بميات ألف فرنك، و مالجملة وقتها كنا حاضرين أنا و إلياس و مسكرو و يوسف الليقرو و فولتيرة ووعدنا كذلك بميات ألف نقسموها ييناتنا، تمم له يا سيدي و تربح مودته و صحبة فرانسا من فوق، هذا الذي ندبر عليك كان سمعت كلامي.
بن إسماعيل: أنت غالط يا بن الزاي و ما عندك حتى علم بحقايق الناس و هذا الراجل اللي جاني مع روسطان راجل من ساير الناس و صنعوه و أغراووه و الكل من تحت راس روسطان و تلوعيبه، لأنه يضن اللي كيف يتم له مطلب البانكة يستغنى على مطلب الحماية، وقتها يضيع لنا وعد الخمسة ملاين ويتم غرضه، و كيف ما يقولو بدل ولدك بفرخ جان. لا نساعده و لا نبدل ديناري بدرهم، و إذا كان هو صاحب حيل أنا صاحب أفكار و ما يغركش كلامه و فخره بالكذب.
4
علالة: و بعد نهارين قالوا إلي ليون رينو هز روحه غاضب اللي حد ما خذا بجاهه، و لا حب يقابل لا الباي و لا الوزير، و في ليلته، في نصف، الليل ركب العربية متاع خط الحديد على طريق عنابة.
و تعدات الايامات ما نعرفش بالضبط لأنه طال علي الوقت سرى الخبر أن فرانسا حشدت خمسة ألاف عسكري عل الحد ، حين ما سمعت الخبر قابلت الوزير في داره ساعتين ماضي من نصف النهار على العادة. و قبل ما نخبره خبرني هو، وقلت له:
علالة: يا سيدي تتفكر ما قلته لك و ما نصحتك به قبل؟ و ها المرة آش تحب تعمل باش تخلص نفسك و دولتك من ها الحيرة و أنت ما زلت تسمع في كلام أصحابك أصحاب الأغراض اللي ما عندهم حتى معرفة بالسياسة. قول لهم يدبروا عليك توة.
بن إسماعيل: هاذي كلها فعايل روسطان و الليقرو باش يتحصل روسطان على مطلبه من غير ما يدفع لا سوردي لا خروبة. يا هو روسطان و إلا أنا مصطفى بن إسماعيل.
علالة: يا سيدي تقول الناس اليد ما تعاند الشفرة، ما تعرض ش نفسك لعداوة فرانسا، و ابعث لروسطان و اطلب منه اشنوة قصده من ها العسكر عل الحد و تتسامح معاه و اقبل منه ما يطلب، أحسن م اللي تكبر النازلة. و اليوم فرانسا تقدمت و ما يمكنلهاش الرجوع على مطلبها كان بالقوة. و انت ما عندكش قوة فرانسا.
بن إسماعيل: أنت راجل مريد لفرانسا و لروسطان على هذا ما نحبش منك الدبارة و لا كلام في ها النازلة، و فرانسا ما عندها حتى أدنى قوة تعملها في تونس، و الدول ما يخليوهاش تعمل على كيفها. و توة باش ناقف على ساق الجد. و يما ما حرقني إلا تمنييك روسطان علي يحب ياخذ الحماية بها الكيفية من غير ما يدفع الخمسة ملاين الي وعدني بيها، إلا ما نشربكها على راسه و على دولته من كل الجهات حتى تخسر دولته أكثر من ذلك، نفدي بيهم تمنييك روسطان و نظهر كذبه على دولته، و يوللي ما عنده حتى اعتبار، و أنا على كل حال غني، و نلقى ما يعييشني في كل أرض، لاني ما عنديش آمان في تونس و لا في أهلها، و ما يصح في يدي خير من أشرف أهلها لأنهم أهل مكر و خديعة.
علالة: فرانسا تنال غرضها في تونس بمالها و دم رجالها و تكون أنت المتسبب فيه، لذا ما تسلمش في فرانسا و إلا تكونلك الخسارة من الشيرتين.
بن إسماعيل: يمين البكوش في صدره. و اللي في سري ما يعلم به حد كان أنت، اللهم كان أنت كشفته.
3 commentaires:
Source Svp Sid Ali
source svp sidi Ali
النص المستوحة منه هذا الحوار هو مذكرات علالة بن الزاي انطلاقا من مخطوط وقع تحقيقه وطبعه في الثمانينات غير أنه منع بعد أن تقدم أحد "أحفاد" مصطفى بن اسماعيل في قضية ضد المحقق والناشر فوقع سحبه وحجزه من الآسواق.
وهذا المقتطف الحواري مستخرج بصورة تكاد تكون حرفية لما رواه علالة بن الزاي في مذكراته، واستعملته ضمن عمل فرجوي سمّيته "الإنشاد العام في أخبار مقاومة التونسيين للإحتلال الفرنسي 1881-1887 لم أتمكن من ‘نجازه وتقديمه عام 2006 بمناسبة خمسينية الاستقلال.
Enregistrer un commentaire