mardi 6 septembre 2011

علاش نترشح وأنا في العمر هذا؟ وعلاش من فوق مستقل؟

الجزء الأول

ما كانش في حسابي، بحكم طول الرحلة اللي تفصل ما بين نهار 20 مارس 1956 وأيامات مشهودة قبلها وأي نهار من تاريخ بن علي المشوم، أنه باش يتحل في وجوهنا ووجه تونس باب العرش اللي عندها قرون تستَنَّى فيه. موش كان على حد الـ 55 سنة الفاصلة بين 1956 لتوة....

من الاستقلال الداخلي لآعلان الجمهورية حللينا عينينا وكبر بينا الحلم، والصغير احلامه كبيرة و يكبر وتكبر أحلامه معاه، ومهما كبحهم يغلبوه، والصغير كيف تقول له غدوة الدنيا بين إيديك يعمللها جوانح كان لزم باش يفرفر و يجنَّح ....

أمَّا كي ما يقولوها "يا فرحة ما تمَّتْ" ما دامتش الحلمة...طلع حديث الليل مدهون بالزبدة كيف زرقت فيه الشمس ذاب.

أحلام أجيال متعاقبة كلاها الحافر، ما نيش نحكي على أحلام النخب واصحاب الامتيازات والا اللي مشات معاهم الدنيا بشوية معرفة وعلم وشهايد، نحكي على أحلام مترابطة متاع توانسة من جملة التوانسة كيف الناس وخير من الناس وأقل من الناس، توانسة إللي رواو حكايات الغلب والقهر والمظالم من جدودهم واباتهم، فيهم اللي تهجرو بالغصب وفيهم اللي هجو مانعين بجلودهم على وجه الارض من بر لبر، حكايات اللي ماتو قي صلياقة والا في الزندالة والا معلقين في احبال المشانق والا حتى في الكرَّاكة (كاراكاس) في كيَّان.

حكايات تنقشت في الذاكرة كيف الأساطير والا أشعار بمهاوي الغناء تتنقل بين النزالي والدواوير والا تطفح كيف 'اللايت موتيف' متاع فيلم كيف يتلم الميعاد ... غنايات ترجع وتهز معاليق الروح كيف تشرقع بها الرحَّايات وتخللي المدامع وديان....ه

احلام لاهي في كسب ولا في قسمة غنايم، احلام في ردَّان الشرف اللي ضاع والكرامة اللي تهانت على خاطر في آخر الامر ما بغيضكش من مات أمَّا يغيضك كان الغلب وين بات.... ولغلب كان ديمة بايت عندنا غلب الترك والحسينية والفرنسيس وغلب بني جلدتنا من 55 عام.....

ومهما طلعت حساباتي غالطة واتحل باب العرش وبل قول اتخلعت أقفال باب العرش والا نزيد نأكد نقول الحشود خلعتها وبدات تزحزح في باب العرش من نهار 17 ديسمبر وبدات الحلمة ولآت حقيقة ووعي وشيء ثابت عمرو ماكان في حساباتي مسألة لعبان أي دور من أدوار السياسة. و لربما زدت يقين أكثر كيف شفت ها للي جاو ودزو الباب بقرونهم وبداو يتهافتو عاري ولابس أحزاب وجبهات وسمي واحسب واغلط.

الموقف هذا موش من باب الانسحاب والا الاستقالة من قلم السياسة، أمَّا قناعة اللي أمَّالي المول يحب يقول الحشود وبالأخص الشبيبة هي "صاحبة المصلحة" في ماخذة مصيرها ومصير البلاد بيديها، بمعرفتهم وكان استحقو لمشورة والا لراي ما عنديش مزية كيف نقدمهالهم.

بالطبيعة كيف نقول الحشود والشبيبة موش زادة بوه على خوه، هومة اللي نجمو يخلخلو سيسان الجبروط والطغيان والاستبداد ما هيش باش تكيدهم كيفاش ينظموا ارواحهم ويعبرو على اللي يدور في أذهانهم وقلوبهم.... وفي قلم الشبيبة عندي شوية تجربة والبعض من الرؤية بحكم المخالطة اللي جمعتني بعدد كبير منهم قي العالم الافتراضي وكسبت ودهم وصداقتهم وحتى في بعض الاحيان عداوة البعض منهم، وفي معرفتي لعشرات منهم قبل وبعد الثورة اكتشفت القوة الهايلة اللي عمل بن علي مدة 23 سنة باش يفييها ويدمرها بكل أشكال التدمير من الزطلة للشراب للفساد للحرقة للتدين الكاذب والتخونيج للعهر للفلوس المسخة لانعدام القيم والاخلاق للغدرة لبيع الضمير و و و.... ومع هذا الكل قعدت فيهم بأعجوبة شعلة دوبا ما تنوس هي اللي بدلت الليل نهار وهدت سيسان الدُّمَّار.

أمَّا بعد هدُّو السيسان، كيف اللي جاتهم بهتة ووهقة، كيف اللي كبرت عليهم عملية هزَّان مصيرهم بيديهم، والطبيعة ما تتحملش الفراغ، ما دامهم غلب عليهم الشك وجبدو ارواحهم وقعدو يستنَّاو، تملات الدنيا بالآحزاب لا خمسة ولا عشرة ولا خمسين وبالطبيعة الكثرة تقهم وتنفر وتعيف مهما كان الجوع قبل لآحزاب مهمة ومنابر يلقى الواحد فيها روحو. صار الامر من الشيء لضدُّه وكيف ما يقولوها عل الفايس بوك: "جمعتنا الثورة وفرقتنا الاحزاب" .

تمنيت وموش كل ما يتمنَّى الواحد ينالو، تمنيت نكون مع جملة من أندادي واصحابي من مساندي قايمة والا عدد أكبر من قايمات بكلها شبيبة كيف ما اللي عرفتهم وعرفت أفكارهم نسمي البعض من اساميهم المستعارة (البيق وماني وماهيفا وآمنة بنجي، وستوبور وسيتوايان وبراستوس وزاد و سمسوم وعاشور الناجي وااللص نومرو واحد ، ونادو والدوعاجي وأرابيكا وولادة و نوفراج والمرساوية بنت عايلة، وجلنار وبنت طراد وشوت ليبرو بنية تونسية وعياش والزبراط وأرابستا ومرا غبية.... وغيرهم تعد وتنسى الأسامي أمَّا عمرك ما تنسى أفكارهم واراءهم وحماسهم في أعوام القمع ، شيء باتفدليك وشيء بالجد وشيء بالشعر وشيء بالاحباط أمَّا الشيء اللي يجمع بينهم هو الأمل في حلمة)......

ما هيش مسألة عمر، أمَّا مسألة متاع رؤية و وعي وجمرة يحسوها لزتهم باش يعبرو عليها كل حد بطريفته وكل حد ببجواجيه ولحظات هبلتو وتعاستُه.

يتبع.

Aucun commentaire: