ماميا بوعلي
أحيانا حين أكون جرحا ينزف يضيق بي الأفق ,
و يقفر الشاطئ ,
و تظلم السماء من حولي ,
وينفجر الكون بداخلي ,
ويصخب الصمت و يرحل الأمل بعيدا , بعيدا.
أحيانا ينحسر البحر,
و تغيب المرافئ,
و تتحطم السفن, وتتلاشى الأمواج,
ويتحول خط آخر موجة إلى خيط,
ويتحوّل الخيط إلى حبل سرج و أجدني على صهوة جواد "دون كيشوت"
أقاتل السّديم وأصارع الفراغ
خطّ آخر موجة يفصل بين حلّين,
صمود وتحدّ أو موت وانتحار حينئذ تحتضنني الوحدة ,
لتحميني من الوحشة و يراقصني الحنين , ليبعد عنّي الحزن
و يداعبني الشجن ,
ليطرد عني الألم و يعتصرني الشوق ,
لئلا يصيبني الجنون و تهدهدني الذكرى ,
لتذود عنّي اليأس و يلتهمني جرحي لئلا يدمّرني الضّياع
أنا جرح....غائر
و أغوص في أعماق نفسي لحدّ الذوبان
لحدّ الإنصهار
لحدّ الإنتشاء
أتّخذ وضع الجنين وأسبت أنا جرح....
يسبت و حين يأتي المخاض
أولد من جديد في صفاء الطفولة
في نقاء الطفولة في براءة الطفولة
و في عذريّة الطفولة
وتولد الأرض معي
حينها ينتشر البحر بين السّماء
ومدخل جرحي و أذهب في أفق
ينحني فوقي و يصلّي لي هاته الأرض
تشبهني
حين أتيت إليها و ستحتضنني
حين أرحل عنها آه,
ما أكبر الأرض و ما أصغر جرحي بل آه,
ما أصغر الأرض و ما أكبر جرحي
أنا جرح....يندمل
و تولد الدنيا من جرحي,
فـأقف على حدّ تلك اللحظة,
و إحدى عينيّ على الماضي
و الأخرى يسكنها حلم يسكنها حلم يسكنها...
حلم أنا جرح...
يحلم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire