راحت أيَّـام العز ونسيناهم *** بلا قبض بِعنا عزّهُم وغلاهُم
غومة المحمودي1 (1795-1858)
كــيـــف راد البـــــــــــــــــــــــــاري
بلا قبض بعنا عزّهم للشـــــــــــــاري
لايـــَّام كيف الرِّيح ساعـــــة واري
وساعات مِثل الحَسْي يَنشَحْ ماهم
ساعات يعكس ريحهم عَ الصَّاري
وساعات كيف يواجهوا ما ابهــــــاهـم
***
ساعات يجـــــو بنفيعـــــــــــة
وساعات يبروا من شديد اللِّيعة
ساعات يرسم سوقهم في البيعة
وساعات يُبطـُل بيعهم وشراهم
وساعات لابنادم يديروا ضيعة
يخلـُّوه تسعة فلوس ما يسواهُم.
***
ساعة علـــــــيَّ يصـدُّوا
وساعات يكثِر خيرهم ينْقَدُّوا
ساعات نقلق والخلوق يفدُّوا
تبَطـَّل عيوني النُّوم ما يهماهم
غابوا الرّجال اللي عليك يسدُّوا
مفاتيح وقت الصَّايبة تلقاهُم.
***
الأيَّام ولياليهم
اذا ما زهَوا راهوا النكد قافيهم
الأيام لا عادت عقيدة فيهُم
غرورات بعد الزَّهْو جرَّبناهُم
الأيام عادت قاصرة خطـاويهُم
كيف الشهر ديمة الظلام وراهُم.
***
غرورات كيف يغرُّوا
مليحات كيف يواجهوا ويدرُّوا
ساعات يبدو بالطعام يبرُّوا
وساعات يبدوا عاطيات قفاهُم
يشَيِّخوا ويلبِّسوا ويعَـــــــــرُّوا
ويرخِّصوا الأجواد بَعد غلاهُم.
***
مــاذا خذوا من قــــــــــــــــــــــــــــايد
ومــاذا خذوا من طُفل خَبْرَه شَـــايدْ
بعد السرور ولـَّــــى بكــــا ونكــايـــد
هكَّـــة لإذا عكسوا على مولاهــــم
يسقُوه من مُر الزخيم بزايــــــــــــد
والصـَّبر هـــــو طبّهُـــــم ودواهــــــم
وصلت هالأبيات لمسامع أحمد ملاك، وكان وقتها غومة المحمودي هارب من السلطة التركية ومتعدي من صفاقس، جاوب ملآك بهالأبيات:
الصَّبر يا سماعي
اللي مريض عليل بيهُم واعي
الأيام ساعة زهو ساعة ناعي
وساعات يبدا في الدّرَك مولاهُم
يُصْبُر على الكيَّان في الأضلاعِ
وربِّي الكريم يفرَّج على داهُم
***
ربِّي الكريم العالي
يفرَّج على المبسوط والزوَّالي
الدنيا غرورة كل يوم لتَالي
أبيات في الملحون نظـَّمناهُم
إصغَ نقول لك وانتبه لمقالي
احفظ لسانك والحِيَل اخطاهُم.
***
اخطا الحِيَل خلـِّيها
اخدم وماري والخلط باريها
خُلطة أولاد اليوم عل ما فيها
لا عهد لا ميثاق كُبْر عماهُم
باعد وميل وحَيِّد علَى جيهة
دور انبرم بالصَّد كيف تراهُم
***
دور انبرم واتحذَّر
هاذي وصية ليك فيك انذِّر
ميز بعقلك حل عينك وانظر
الأيام عكسوا والزمان ادَّاهُم
وين الملوك ووين هو المنذر
ووين الرَّشيد ووين هو تالاهُم.
***
وين الرَّشيد الدَّامي
وعنتر العبسي في القبايل حامي
آنا مثيله رشقت بند علامي
يوم نركب الجولاح نتقَفَّاهُم
الأعدا يزوغوا من شديد خصامي
لو يفزعوا بامحالهم نوفاهُم.
***
لو يفزعوا بعوالي
صناديد فوق خيول يوم مشالي
تسمع دريز حوافر الخيالي
ينوض العياط يفز من تالاهُم
نسقط عليهم كي الباز جلالي
يذوقوا الحدج ويدَوّروا بقفاهُم.
يذوقوا الحدج وسمومَه
من عرف بحرَه غريق يصعب عومَه
أصل السبب هالسَّاس جَابَه غومة
ستَّة أبيات في الأول نثرناهُم
ملاك أحمد كمَّل الملزومة
سِتَّة وسَبْعَة جاوا في معناهُم.
ما نعرفوش اشنية الظروف اللي خلات ملاك يدخل في هالمحاورة مع غومة المحمودي، ويخرج منها وهو بعيد ياسر على صورة العرف الكبير اللي عودنا بيه في قسيم الزازية والا آليف الأدب والا ملحمة العنصرة. هالملزومة اللي جات في بورجيلة ما فيهاش صعوبة معينة تخللي الشاعر ما يلقاش روحُه. الفرق الكبير هو أنه الستة ابيات اللي دفعهم غومة كانو خارجين من الجواجي متاع فارس مُضام واتجبر باش يهرب من وطنه بعد ما كان قليد يقود في رجال المحاميد ضد دولة القرمانلية... ما ثمة حتى بيت والا عبارة عند غومة نحسو فيها بحاجة من نوع الفخر بفرسنته والا بقوتُه الشعرية. كاينو يتكلم بينُه وبين روحُه وهو هايم في مدينة صفاقس، كانُّه حاشم على الوضعية اللي وصل ليها من "المهانة" في وقت اللي ملاك لا طاح لا دزوه ولى يعطي في النصائح وأكثر من هذا دخل في باب الفخر في البيت الثاني من العرف الخامس كيف يقول:
" آنا مثيله رفعت بند علامي*** يوم نركب الجولاح نتقفَّاهم"
الآعدا يزوغوا من شديد خصامي *** لو يفزعوا بامحالهم نوفاهُم
مهما كان نشر هالمحاورة ما هي إلا من باب الوثيقة التاريخية، لربط ملاك بغومة المحمودي القائد والفارس الليبي رأس حربة مقاومة الأتراك القرمانليين في أواسط القرن 19. مساهمة ملاك كانت ضعيفة ياسر من ناحية الخيال والصور الشعرية بالمقارنة للنفس الصادق متاع غومة المحمودي والسبب بسيط: شعر صادق نابع من وجدان جريح ومكلوم وشعر ملصق تلصيق ما فيهش صدق.
1- قادحركة مقاومةضدالحكم العثماني بسبب سوءالإدارة والرغبة في حصول الجبل الغربي على استقلال ذاتي وتولى إدارته من قبله .
وتعتبر حركة الشيخ غومة المحمودي (1835-1858م) من أهم الحركات التي شهدتها إيالة طرابلس الغرب إبان الحكم العثماني (1551-1911) وأبرزها ، فقد كانت حركة شعبية بمعني أنها شملت قطاعاً كبيراً من سكان الإيالةضم بعض القبائل الكبيرة ذات القوة والنفوذ واتسع تأثيرها في منطقة جغرافية واسعة ضمت معظم الجبل الغربي والمنطقة الغربية من الإيالة ، واستمرت فترة زمنية طويلة ناهزت الربع قرن ، فشكلت بذلك خطورة كبيرة هددت الوجود العثماني في البلاد،وألحقت بجيشه الهزائم في عدة مواقع،واستنزفت إمكاناته الاقتصادية وسببت له الأزمات السياسية التي أدت إلى سقوط الولاة وتغيير القيادات العسكرية,كما كانت موضوع اهتمام الباب العالي والسلطان العثماني بصورة شخصية ، وكانت لها تأثيراتها على الأوضاع القبلية ومراكز النفوذ في الإيالة ،واسترعت على الصعيد الخارجي انتباه الإنجليز والفرنسيين فأقحمت ولو بصورة غير مباشرة في الصراع الدائر بينهما .
3 commentaires:
جامد
مرحيا بك سيدي الكريم.
بالعكس الابيات التي قالها أحمد ملاك مواتية وهي تكميل لما قاله غومة المحمودي
Enregistrer un commentaire