قصيد غزلي من نوع المحجوز لشاعر من القيروان إسمه علوان
بن حسن من جمع الباحث الفرنسي كونستنتن لويس سونك مدير المدرسة الكتانية بقسنطينة،
والمنشور في كتاب المعرب في أقوال عرب افريقية والمغرب.
يبدو أكثر فأكثر أن
الشعر المحجوز حسب ما تؤكده
الوثائق والمقاربات الدراسية خاصة في الجهة الشرقية من القطر الجزائري هو في جاتب
كبير مما اختصت به منطقة قسنطينة وداعت شهرته لتنتشر في جزء كبير من التراب
التونسي ربما لفترة قديمة نسبية. ومن مقاربات بعض الباحثين الجزائريين حول العلاقة
بين التراث الأندلسي -أزجالا وترنيمات- من جهة ومنظومة الشعر الملحون، أن الموسيقى العربية الأندلسية في الجزائر تنقسم إلى
ثلاث مدارس، المدرسة التلمسانية حيث نجد الغرناطية أب الحوزي (غرناطة)، المدرسة
العاصمية حيث نجد الصنعة أب الشعبي (قرطبة)، وأخيرا المدرسة القسنطينية حيث نجد
المالوف أب المحجوز(اشبيلية).
وما يدل عن الأصول الجزائرية للمحجوز ، أو على الأقل تقاسمه
بين جهات البلدين ما نلاحظه:
- أولا من ناحية النظم والميزان وكذلك المصطلحات مثل
الركاب والتوريدة والجريدة وهي مصطلحات غير واردة في منظومة الملحون التونسي
كالدور والأغصان والطوالع.
- وثانيا من ناحية القاموس والتراكيب اللغوية كما ترد في
هذا القصيد مثل عبارات "راه" و"عيد" و"عشيق" و
يفتشوا" و"هنايا" و"حوّس" و"إيزور" عوض إيزار.
ولكن في نفس الوقت نلآحظ نفسا نونسيا محضا مستقلآ بذاته في
مدونة المحجوز للعربي النجار الذي يبقى وبلآ منازع الشاعر الوحيد والأخير من شعراء
أوج الملحون التونسي المتمكن من المحجوز في مختلف تلويناته سواء كانت ملزومات من نفس السخاب أو عرضوني أو في القصائد الشبيهى بالمسدسات والقسماوة
دفعا أي بدون مساعدة السعفاء، وأخيرا غناء الدرز المتداول عند أهالي الحنوب
المقيمين بالعاصمة كالدويرات وتامزرت وشنني وغنَّاياهم أمثال بن جمعة و البراك وبن
جامع وبونقازة والنافع وبن معتوق.
لكن المحجوز لم يكن مقتصرا على مناسبات الدرز وهو
الإنشاد جلوسا ومرافقته بالإيقاع على الطبل بل كان من أهم الطقوس الرمضانية في
محلين شهيرين بحاضرة تونس وهما قهوة المحابس التي تفتح على ساحة باب الجزيرة، و
مخزن الحصر في نهج سيدي البشير قبل أن يقع هدمه
أي في بداية الستينات. ففي هذه المحلآت يلتئم جمع الأدبه والغنَّايا من مختلف
حومات العاصمة وأحوازها كالكرم والمعلقة والمرسى والجبل الأحمر ومرناق وحتى من
سليمان، كامل ليالي رمضان بداية من ساعتين بعد الإفطار حتى قرابة السحور في مساجلات
مفتوحة بين الأدبه والمولعين ثم يأخذ فيها الشعراء والمرددين نصيبهم كل واحد طريق
أي نوبة كاملة يتسلسل فيها المحجوز مع الملحون، يسمح فيه لبعض المولعين مشاركة
السعفة رد اللوازم .
أما خارج رمضان تلتئم حلقات الغنايه والإدبه بصورة غير
منتظمة حسب الحظور والمزاجات وكثيرا ما يتلآقى" أهل الجد" مع أصحاب صنعة المالوف والغنايه وذاك ما يفسر
تداخل اللهجات الموسيقية في ما بينها من ذائقة لأخرى. وفي هذا السياق حديث مطول.
وفي الأخير
تبقى منظومة المحجوز نظما ودفعا بالغناء وطريقة تقاسم الغناي والسعفاء مختلف
مكونات القصيدة، موضوعات في حاجة للدراسة والتعميق بعد ما يتم جمع أكثر ما يمكن
جمعه سواء من قصائد الشعراء التونسيين أو الجزائريين ولما لا أن تتضافر جهود
الباحثين من البلدين حول مكون من الذاكرة الثقافية الجماعية لتونس والحزائر مثل ما
هو الشأن للتراث الأندلسي المتمثل في المالوف.
يا كحيل الاجفان
يا كحيل الاجفان *** اخبرني باللي نريد
ماطول نفاڤو
صرت غير حيران *** ما نلفاشي النوم راه جفني
اشتاڤو
من شديد الامحان *** كل آخر عنده حبيب
ينحب اعڤابو
وآنا غير نهوم اشتاڨ ڤلبي جوابو
راه عيد غفران
***
*ركاب*
راه عيد بعيان *** من عنده محبوب راه لازم
يزورو
شهدو بالالوان *** بملاحف كمحا حرير اخضر
ينورو
احزوم ذهب ميزان *** وونايس فوڨ الخدود
ماذا يشيرو
فوڨ خد نعمان *** يهتزوا من غير ريم حتى
يدورو
خرجوا مثيل بيزان *** انتبهوا يا عاشڤين
ماذا يديرو
ڤاصدين المكان *** للشيخ القطب حڨيڨ دخلوا
يزورو
في بلآد سلطان *** مدينة صبره شهير لا حد
غيرو
يتغامزوا بالاعيان *** كل اخرى تفكرت عشيڨ
بعثت سفيرو
ڤول له يجيو بتعيان *** غاب الحزّار اليوم
لا حد غيرو
خلف الاله سبحان *** عالم بالأسوار راه هو
خبيرو
*توريدة*
جاء الرسول سرعان *** ڤال اتحمّل يا عشيڨ
لآزم اتجينا
توصل للخندود اليوم اتزول الغبينا
*ركاب*
كيف ڤمت شرهان *** ناديت اسعيفي وڤلت خوذ
الوصايه
كون لبڨ فطـَّان *** احذر من لعدا يفتشوا
على بلآيا
بالخدع والأفتان *** نصبولي على كل ريح
ڤطعوا الثنايا
جا الرجل شجعان *** ڤال اسبڨ ڤبلي وليس
تغفل وصايا
لن[1] تخش المكان *** اذا عند الباب يكون
سهري هنايا
حلفت له بالايمان *** لن تدخل للدار تراك
طير الومايا
هبطت مثل سلطان *** دافع في مال الجريده
جاب الكفايا
باشا وزاد غيوان *** ڤالت لي يا مرحبا بمن
جا هنايا
الليله تبات شرحان *** عنّڨ صدري والنهود
وحوّس اعضايا
فوڨ فرش ما كان *** امخادد من مذهّبِي[2]
وإيزور غايه
سرير زيت كتَّان *** يظهرلك من بعد مثيل
المرايا
*توريدة*
لمحت مثيل سكران *** هايم على وجهي ولا
نڤد الثنايا
سعيت سعي ما كان *** ما نالوشي حد من كبار
الزوايا
راه غير غفران
*ركاب*
خرجنا وڤفلت البيبان *** ڤمت بعيني
للميزان نلڤاه ضايا[3]
الفجر بان باحسان *** جرّد سيفه للظلآم شڨ
الثنايا
يومين زهو ما كان *** ما نالهمشي حد من
كبار الزوايا[4]
من عصير ڤطعان *** امزجناه بالماء وجاء
شيء غايه
من يريد الافتان *** يڤرب نورِّيه حين
يسمع غنايا
أسمي شهير علوان *** ولد حسن نقرا السلآم
للي هنايا
والسعفى والغيد وجميع صف الصبايا
راه عيد غفران
[1] لن لها عدة معاني:في هذا البيت نعني: إلى أن أو حتى أن أو لأن في البيت
24
[2] قماش مطرز بالذهب ربما كان من نوع البروكار.
[3] ضاويه تحريف لضرورة الوزن.والمقصود بها مجموعة نجوم الميزان في قبة السماء
[4] وقع إعادة هذا العجز ثانية ربما بسبب نسيان النص الأصلي من طرف الراوي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire