vendredi 26 mai 2017

لا دولة بدون وطن ولا وطن بدون دولة


تعقيبا على فيديو سي عادل اللطيفي اللي قام تشخيص ازمة الدولة على مختلف المراحل من 14 جانفي لليوم وفشل الحكومات المتعاقبة في ارساء سلطة الدولة، وفي علاقة مع الحملة الحالية لمقاومة الفساد، شرح سي عادل الاسباب اللي جعلت الدولة تكون في هالحالة متاع الضعف والهشاشة وفي نفس الوقت كونها في حالة تصادم مع "المجتمع" او على الاقل ما هياش في حالة توافق واعتراف متبادل مع " المجتمع" . ناكد على تعبير مجتمع وموش على تعبير مواطنين لان عقدة الاشكال في عدم اكتمال الشعور  والوعي بالمواطنة من الطرفين الدولة والافراد. تونس المعاصرة يحب يقول تونس متاع مرحلة الحداثة المتفق عليها (اي اللي توافق نهاية القرن 15 واستعادة الاندلس واكتشاف القارة الامريكية) كانت في حالة ذوبان جغرافي وتاريخي وسياسي وبشري، بلاد بلاش دولة مركزية سواحلها يتحكمو فيها القراصنة ودواخلها قبائل تتصارع  ولا عاد انتاج ولا فلاحة ولا امن. علاقة التوانسة مع دولة منهم، ومعاها بناو علاقة اعتراف متبادل واسرة مالكة وحاكمة يحسو انها منهم لاول مرة في التاريخ القريب نسبيا كان مع الدولة الحفصية وبسقوط وانهيار الدولة الحفصية ينهار مفهوم الدولة قبل ما تكتمل الصورة الحدبثة لمفهوم الدول الاوطان ( Les États nations ) وما الصراعات اللي على اليابسة والا في البحر بين قوى هاك الوقت (انقلترا اسبانيا الدولة العثمانية فرانسا بلجيكا. )الا مرحلة محوربة في بناء الدول الاوطان. كانت هالمرحلة هاذي باش تقابل الهجرة الاندلسية الكبيرة اللي امتدت حتى لبداية القرن 18 بحيث بلادنا- كيف  الجزائر  والمغرب- كانت في حالة اكتمال بشري وسكاني بما فيه من اثراء اقتصادي واجتماعي وزراعي وثقافي وانعدام اكتمال سياسي نظرا لغياب الدولة المركزية التونسية وتسيب البلاد مرة بين ايدين القراصنة المشارقة( Levantins  ) ومرة عند السبنيور. من نهاية الدولة ااحفصيى حتى لعام 1956 تونس ما عرفتش دولة منها يسيروا فيها اولادها الشيء اللي يجعل الريبة والخوف والشك هوما ركائز  العلاقة مع دولة الدايات والمراديين والحسينيين وبالطبيعة الفرنسيين. البعض من المحللين يعتقدوان دولة الاستقلال اتبنات باسوا ما كانت عليه الدولة الحسينية والدولة الكولونبالية لدرجة انهم يسميوها الدولة الكولونيالية الوطنية. غير ان العيب الأساسي لدولة الاستقلال انها ما توصلتش لبناء الدولة الوطن اللي يمحي من ذاكرة المجتمع الدول الغريبة عليه اللي حكمته. وطبيعي انه يتواصل مناخ الريبة والخوف وعدم الثقة بين المجتمع والدولة متاع الاستقلال في مراحلها المتعاقبة حتى لدولة ما بعد 14 جانفي. وبناء الدولة الوطن ما عنده حتى علاقة بالديمقراطية والحرية والامثلة التاريخية القراب لينا ماعندهمش ياسر من اللي تحولوا من انظمة دكتاتورية لانظمة ديمقراطية وهوما اسبانبا والبرتغال. والكارثة ان تواصل الدولة الشبه وطنية كيف دولة الايتقلال والا دولة ما بعد 14 جانفي مع نمط حياة مجتمعي شبه ليبرالي يعمق الهوة السحيقة بين اامجتمع والدولة بميكانيسمات قوية ومتعمدة لا بالميكانيزمات التقليدية القبلية والا العشائرية. الكارثة ان الحكومات المتعاقبة متاع دولة الاستقلال تستنسخ على بعضها في كل شيء بما في ذلك السلبيات وتواصل في تغييب المجتمع وتنكرله اي دور في اامساهمة في بنيان مستقبله وهي السياسات اللي تتنافى مع فكرة الدولة الوطن. وطبيعي ان التوانسة اليوم يواصلو عدم الثقة مع دولة اليوم حتى في بادرتها محاربة الفساد لان التوانسة اليوم في 75% منهم ما عرفوا كان حكومات دولة الاستقلال  هالحكومات اللي ابتكرت ولاءات مخزنية جديدة ما عادش تعتمد على منظومة مخزن الدولة الحسينية المتكون من القبائل  وانما على مخزن مبني على الزبونية والنخبة اللي تنجم تستوعبهم الدولة سواء في اجهزة الادارة والا بمنظومة الفساد والرشوة.؛ على خاطر في الاول وفي الاخر منبع الفساد هو الدولة سواء بموظفيها والا بقواننينها والا بامتيازاتها وثماش حنيك و الخ. اليوم المجنمع كي يستحسن الحملة ضد الفساد والا يعارض قانون المصالحة ماهوش ثقة في الدولة وانما نوع من الانتقام من الدولة اللي يعتبرها هي السبب في تغول صنف الناس اللي استفادو من الدولة بالزبونية واليوم يلزم يكتو؛ وانتقام من الفاسدين اللي لولا الدولة ما كانوش يوليو بهالقوة هاذي. وبكل صورة طبيعي انه سدان هالاربعة معزات القاسدات ماهوش باش يمكن الدولة تاخذ صك على بياض لمستقبلها. مادام ما ظهرتش بوادر بناء الدولة الوطن اللي تلم التوانسة الكل بقطع النظر على اصولهم واعتمادا كان على كفاءتهم رانا ما خرجناش من الخندق.

Aucun commentaire: