lundi 19 juillet 2010

عرضوني زوز صبايا

السخاب يدخل في نمط شعر الحلي في الشعر الملحون التونسي، و يدخل من ناحية الدفع والآداء ضمن نوع غناء المحجوز او المحزوز من ناحية ميزان نظمه برغم أن بنية القصيد تشبه الملزومة في البناء التقليدي، غير أن المحجوز له بناؤه الخاص من ناحية الموازين والإيقاع.
و من آخر شعراء المحجوز" العرف" العربي النجَّار أصيل مدينة العالية و الذي أقام مدة طويلة بالحاضرة في بداية القرن العشرين. كما أن إنشاد المحجوز كان من اختصاص غنَّاية وإدبة الجنوب التونسي من الدويرات و تمزرت و شنني المقيمين بالعاصمة. و يقع إنشاد المحجوز ليوم محدد من أيام العرس و هو يوم الثلاثاء الذي يوافق اليوم الثامن بعد"بدو" العرس، و هو آخر أيام العرس في تقاليد الدويرات و أهل الجنوب.ء
في هذا اليوم إذن يستعد أهل العريس لتقبل "قصاع السلف" من العائلات المتصاهرة والقريبة و التي وقع في السابق تقديم قصعة لها يو الثلاثاء من أعراسها.ء و بداية من الحادية عشر صباحا يبدأ توافد المهنئين من جهة وحملة قصاع الكسكسي و المقرونة على رؤوسهم و قد تم تغطيتها بمناشف كبيرة.
قبل بداية التئام القوم حول القصاع الفاخرة بقطع لحم الضان و البيض المسلوق، لابد أن يقوم العريس و رفاقه من العرَّاسة بواجب الميز أي رقصة السلاح التقليدية على أنغام الطبل و الزكرة في مهوى الجريدي أو كما يسميه البعض الميازي.
بعد الفراغ من الأكل و في بداية العشية يتحلـَّق الغنَّاية في فناء الدَّار جلوسا حول الطبل و يبدأ أكبرهم سنا بدفع سلسلة من طوالع الغناء ثم يدخل في "طريق" من المحجوزغالبا ما تكون بدايته بغرض المكفر، ثم تدريجيا يأخذ غرض الأخضر موقعه المميز و يكون لقصائد من نوع السخاب مكانة مهمة فيه.
وهذه ملزومة للشاعرعلي مطية الدريدي والمتوفي سنة 1825/1225 حسب ما أورده الباحث الفرنسي "صونك" الذي كان مديرا بالمدرسة الكتانية بقسنطينة، في كتابه "الديوان المغرب في أقوال عرب إفرقية والمغرب (1902).
والقصيد يذكرنا في أغنية صليحة المعروفة . 

عرضوني زوز صبايا

يا سامع طرز غنايا ***هذا قحار
سامور في وسط احشايا *** طالق نار
حسكو جاشي واعضايا *** عيشي مرار
وآنا صابر عل دايا *** ذاك النهار
***
عرضوني ضيق عشية *** يمشوا بالفنطازية
خلـُّوا كبدي مشوية *** عيشي مرار
وآنا صابر عل دايا *** ذاك النهار
***
فيهم وحدة بالزايد *** ندهكل مثل القايد
لبست زوزين احدايد *** امعاها سوار
معصمها مثل مرايا *** ذاك النهار
***
فيهم وحدة تدّرج *** بحزام المور معرّج
قاتلي ما تتفرّج *** هات الخطار
ثابت بيعي و شرايا *** ذاك النهار
***


الأخرى طلت مدهوشه *** قالت كلمه مرعوشه

السفره راه مفروشه *** غاب الحزار

الليله اتبات أمعايا *** ذاك النهار

 ***

زادت قالت بالعاني *** أنت سبة امحاني

زينك راه مضاني *** مرهم الابصار

وأنا غارق في أهوايا *** ذاك النهار

***

وحده قالت يا صاحب *** آجي تشوف العجايب

مولى الدار راه غايب *** لا من هو حزار

واليوم تغنم ملقايا *** ذاك النهار
***

قالوا للدار إيجانا *** ثم فرحنا واهنانا

وحدنا لاشريك أمعانا *** آه يا حضار

نخرجوا لك أحفايا *** ذاك النهار   
 ***

وأنا داخل للزنقه *** حطيت يدي على الحلقه

نلقاهم يحكوا بالدرقه *** تخالف الأبصار

زاد عشقي وأهوايا *** ذاك النهار
  ***

قلت لهم عيب أعليكم *** قولوا وقتآش نجيكم

نايا قلبي باغيكم *** شعلت في النار

نشكي لربي مولاي *** ذاك النهار

  ***

روحت بشده واعزيمه *** نلقى زين التبسيمه

في باب الدار الفهيمه *** واقفه لي أجهار

قالت لي قوم أمعايا *** ذاك النهار

 ***
رحت'لها شرحت بالي *** قالت آغنَّاي آخالي
قالت لبَّاس الحولي *** كحل الشـّفــار
ما ريت مثيلك غاية *** ذاك النهار
***
دقيت الباب بظفري *** هبطتلي ولفي تجري
مالت لبَّاس العكري *** زين العجار
والحايك والذرَّايا *** ذاك النهار
***
طحنا لثنين اسكارة *** نا وعويشة المسرارة
ومزجت الريق قطار *** كنَّه العقـار
وانا صابر عل دايا *** ذاك النهار
***
روّحت بغير مزية *** ودموعي عل خديا
قال علي ولد مطية *** سلامي جهار
للي يفهم معنايا *** ذاك النهار
***
عرضوني زوز صبايا *** وحدة قمـــار
والاخرى الشمس الضوَّايا *** ذاك النهار


Aucun commentaire: