لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
رفيفُ العصافيرِ في فجرِ تونس خضراءَ..
أجراسُها القُزحيّة ُ..
أشجارُها إذْ تغنّي..
لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ
رنينُ الهــواتفِ في كلّ يذْ
ورنينُ المعاولِ في كلّ يدْ
***
لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
عويلُ النساءِ على جارنا وَهْوَ في بيتهِ يُحْتـَـضَرْ
هذه الجُمُعَهْ
ضحكاتُ البناتِ الجميلاتِ..يهْرَعـْنَ تحتَ الرّذاذِ..
إلى المدرسهْ
ليكفَّ المطرْ
هذه الجًمُعهْ
وليعلّقْ هنالكَ أجراسَ بلّورهِ
في الهواءِ وفي الغيمِ
وليتنظرْ
دقـّة َ الساعة الخامسهْ
ولهُ بعد ذلك أن ينهمرْ
ولْيؤجّلْ إذنْ جارنا موتهُ
قليلا إلى الخامسهْ
***
ليصمتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
تلكمُ السيّدهْ
إذ تنادي على طفلها مرّة ً
وعلى كلبها مرّة ً.. ِلـتـكنْ مثلهُ
وهْوَ ينصبُ أذْنيْهِ من ريـْبةٍ.. ويصرّهما
هوَ يحدسُ ما ليسَ نحدسُ نحن الرعاةْ
***
ليصمتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
هسيسُ قوراريرهمْ
ورنينُ كؤوسِهُمُ في"المزارْ"
قلْ لهمْ: أيّها العابرونَ رصيفَ النهارْ
إلى حانةٍ تفتحُ الجُمُعـَهْ
قليلا من الصمتِ ـ لا بأسَ ـ
وانتظروا دقّة َ الساعة الخامسهْ
***
ليصمتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
أغاني الرّعاهْ
أذانُ الصلاةْ
قلْ لهمْ: لا تُصلّوا
ولا تقرؤوا الفاتحهْ
هذه الجُمُعهْ
وقفوا مثلما يقفُ التونسيّونَ والتونسيّاتُ في هذه الجمُعَـهْ
رتـّـلوا:الحمدُ للشعبِ سيّدِنا أجمعينْ
رتـّـلوا:الحمدُ للشمس وَهْوَ يكوّرُها في يَـدَيْـهْ
نحنُ مِنـْـهُ ونحنُ لهُ إذ نكونُ علـيـْهْ
رتـّـلوا صامتينْ
رتـّــلوا:الحمدُ للأرضِ وَهْوَ يدورُ بها
ويُدوّرُها في يَـدَيـْهْ
وإذا كان لا بدّ من توْبةٍ أو صلاة
فتوبوا إليهِ.. وصلّوا عليهْ
***
لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
التلاميذُ حتى وهم ينشدون: إذا الشعبُ يوما أراد الحياةْ
قلْ لهمْ:لا تحيّوا العلـَمْ
هذه الجُمُعَهْ
ثمّ صوتٌ يجيءْ
ثمّ صوتٌ يضيءْ
ليعلّمنا
ويُعلـّمَ فينا القلمْ
***
قليلاًَ من الصمتِ أيتها الريحُ..أيّتها النوءُ.. أيتها الزوبعهْ
قليلاً من الصمتِ
أيتها العرباتُ..القطاراتُ إذ تترحّل هذا الصباحَ..
لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا وهناكْ
هذه الجُمُعـَهْ
القوافلُ من إبلٍ وكلابْ
وهْيَ تقطعُ صحراءَ دوزَ..
القواربُ في المتوسّطِ.. غادية ً رائحهْ
وهْي تنشرُ أشرعة ً وشباكْ
المناراتُ وهي تضيءُ لها وَسْطَ جبْسِ الضبابْ
لِيصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَهْ
قراصنة ُ البحرِ..
خبْـطُ المجاذيفِ في مائهِ..
جـَزْرُهُ عند خاصرةِ السّاحلِ التونسي..
***
قليلا من الصمتِ يا أخوتي
يا رفاقي الذين أحبُّ..
لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا
هذه الجُمعَـهْ
ألا تسمعونَ؟ بَلى فاسمعوا
دقّتِ الخامسهْ
فـَلْـنـَكـُـنْ كلّنا أذُنا صاغيهْ
كلُّ شيءٍ هنا صامتٌ.. فاسمعُوا
هوَ ذا وقـْعُ أقدامهِ.. الطاغيهْ
وهْو يرحلُ.. أو وهْو يهربُ..
أو وهْو يمضي إلى حيثُ يمضي
سريعا بطيئا..سريعا.. بطيئا..بطيئا
لِيرقدَ في جثةٍ خاويهْ
2 commentaires:
خضت حربا كيخوتية على موقع بابنات بسبب هذه القصيدة
:))
سيدي علي
زايد بالحرام زايد
;)
عاشور
سعيد بمرورك عاشور اتشغلت عليك....عُد، عُد سريعا للمدونة والكتابة
Enregistrer un commentaire