dimanche 12 juin 2011

الجهويات: من الحسينية و الباشية ما خرجناش



تدوينة قديمة من نسخة خيل وليل الأولى نعود انزلها من باب تعميم الفايدة على ما ياتي

جدل و نقاش كبير سوى في المدونات المكتوبة على هالراغلة اللي تحلـّت في جرة ماتش الكورة في صفاقس. و تجبد الدوسي المحنون متاع الحزازات الجهوية و كيف ما يقولو "اللي في قلب المهمومة تبات تحلم بيه" اللي عندوش مغرفة يسالها لجيهة من الجيهات لقى الفرصة باش يبرد على قلبه.

ما هيش أول مرة تتنغم هالجعفرية هاذي على مستوى الكورة و تكبر الحكاية و تاخذ طابع حرب أهلية بين عامة الناس و حتى الخاصة من اللي يأثرو في الراي العام كيف الصحافيين و غيرهم. هذا يبين أنه الأغوال النايمة في اللاوعي الجماعي عندها استعداد باش تفيق في أي مناسبة، يكفي باش تتشنج الأعصاب و توللي نار و تصب عليها الزيت.

و الكورة ولات في بلادنا الدمالة اللي اتطلع السخانة، ما دام الدمّال الرسمي ولـّى مبنـّج ماعادش يوجع، لا غلاء اسعار الخبز لا المحروقات و لا قطعان الحليب و لا بطالة الشبيبة اللي بشهايدها و لا اللي بلاش.

و ما بين الكلام اللي يندد بها الظاهرة متاع الجهوية، و بين اللي يزيد في الماء و اللي يزيد في الدقيق الحكاية تاخذ مجرى حكايات كنتوار القهاوي و البيران و سواق التاكسي، و ما تمشيش لسبايب الداء. و برشة منا ينساو اللي تونس بلاد التوانسة الكل و اللي التوانسة ما عندهمش بلاد أخرى يلتجيو ليها و لا تونسي ينجم يقصي تونسي من تونس و لا تونسي عنده أسبقية على تونسي، لا اللي من الساحل لا اللي من حاسي الفريد و لا اللي من المناقع و لا اللي من أولاد منصور. الكل توانسة نقبل بعضنا بنقايصنا و بخصالنا، بباهينا و بخايبنا. و أنه أي واحد يتنطع و يطلع راس بحر و يقول اخرجو علية نحب نقعد فيها وحدي و ما حاجتي بحد براني هاذي راهي عمرها ما تصير.

نرجعو لوجيعة الراس و خرّافة الحسينية و الباشية: العركات الجهوية أنواع و ما همش الكل كيف كيف. العركة و المنافسة متاع الغنيا ماهيش نفس العركة متاع اللي مسارنو على برة و لاخر يقوله : أعطيني شوية للقطوسة! عركة الجهات الساحلية بين بعضها، ها الجهات الي خذات الباي الكبير من النمو و من مدخول البلاد و حصل القسط الأوفر من الاستثمار الصناعي و السياحي و التكنولوجي ما ينجم يكون إلا على مزيد أكثر من التهام بقرة حاحا و ماخذة الباي الأكبر من خبزة القاطو اللي اسمها تونس، في وقت اللي جهات أخرى تتدازز و تتعارك على الفتفات. ما بين اللي يخاطرو بارواحهم و ارواح غيرهم يترفكو في المحروقات الليبية و الا الجزائرية و ما بين اللي بميات الملياردوات يهبطو في الكونتانارات سلعة بدورو من سوق العصر الأسياوية، ثمة حساب كبير و ما يلزمهاش تدور طاروح بدائي على الصفاقسية و الا على السواحلية. ما بين اللي يعرفو اللي النفط اللي خرج من قلب صحراهم و الا الفسفاط اللي خرج من جبالهم و هومة ما رجعلهم منه كان أعمارهم اللي تعدات في الدوامس و الا في الهجرة. و اليوم أولادهم تبلحق تتطمع في بليصة صباحا مساء قدام البيبان المسكرة. اولاد اللي ينجمو اليوم يكونو لقمة ساهلة البلعان من أطراف متعددة تستغل مشاعرهم ويعملو بيهم آش يحبو.... و ما بين اللي يتولدو في افامهم مغرفة ذهب لا يعرفو على طرف خلاها فين، ثمة فرق كبير و الشاقي و المرتاح ما يباتوش فرد مراح....

لا الجهات الساحلية من بنزرت لبن قردان منسجمة و بكلها في بحبوحة و لا الجهات الداخلية من ببوش لحزوة في التعاسة و الدرك الأسفل. ياما الواقع ما ينجم ينكره حد، و كنت جبدت على هالدوسي في تدوينة هاذي و برشة خذاوها على مأخذ الهلس الواقع أنه لتوة ما زلنا الكلنا فلاقة و ما زلنا ما خرجناش من قسمة الغنائم.

النخب الاستقلالية صحيح حبت تقوض الواقع القبلي و تبني مشروع مجتمع حديث ما عادش تبقى فيه بلاصة للنعرة القبلية و صف يوسف و صف شدّاد، و في بالها اعتمدت في ها المشروع على المدرسة العصرية اللي هي امتداد للمدرسة الفرانكو أراب، و تنشرت المكاتب في أطراف البلاد و الناس الكل راودها الحلم من الخروج من الميزيريا على طريق أولادها... ياما في نفس الوقت دخلنا في منطق دورو بية حوايج بيتي و كيف ما يقول عبد الله العروي: "حركات التحرر الوطني المغاربية و الاستقلال اللي جا منها كانت بمثابة سيبة عامة" و السبي معروف عند العرب القدامى لازم يجي بعده قسمة للغنايم. و بدات قسمة الغنايم بمنطق الأقربون أولى بالمعروف من هذاكة كانت دولة الاستقلال أولا: في جوهرها انتقام من دولة البايات يحب يقول البلدية اللي كانو عندهم النصيب الأوفر في الحكم و في الادارة و في جامع الزيتونة و الشرع و غيرها من جهاز الدولة، و كذلك من الغرانطة و جماعة الحزب القديم. و من شيرة أخرى تركيز لحكم الأقربون أولى بالمعروف حتى إذا كان من باب تنحيت الملام نلقاو بعض الشخصيات اللي أصولها من تونس كي الطيب المهيري و الا المنجي سليم و الا علالة البلهوان، و إلا اللي أصولهم من الداخل كي جلولي فارس و الصادق المقدم. و ما ننساوش الرجة الكبيرة اللي عاشتها البلاد في القسمة الأولى بين صالح بن يوسف و الحبيب بورقيبة و اللي هي زادت عطات لها الاتجاه متاع دورو بية يا حوايج بيتي اكثر قوة لين ولـّى الانتماء للساحل في مجموعه، يكفي باش يحل البيبان الكل.

و حتى حد ما ينكر المخلفات السيئة اللي كانت على مستوى المجتمع لها الظاهرة اللي عاشوها التوانسة ببرشة ألم و شعور بالحيف و الظلم. هالظاهرة اللي و إن كان ربما يكون عندها مسببات تنجم تكون قريبة من موضوعية من نوع انه جروح الساحل من انتقام زروق و محلته في أعقاب ثورة علي بن غذاهم عام 1864، ياما حتى ماجر و الفراشيش و غيرهم من الهمامة والمثاليث قاساو من الجور اللي تصب على البلاد الكل في هاك الفترة.

النظام الاستقلالي من سوء الحظ ورث أخيب حاجتين من النظامين السابقين يحب يقول الحسيني و الاستعماري هي مواصلة النظرة الدونية للجهات الداخلية باعتبارها الأقرب لشق عصا الطاعة على السلطان، و كان طبيعي أنه ياقف منها موقف الريبة و الخوف و الحذر. و بالتالي كانت الإدارة عبارة على تواصل الإدارة القديمة.

و إذا كان للحكم الحسيني و الاستعماري أسباب معقولة -من وجهة نظرهم بالطبيعة- بحكم انها أنظمة غريبة على البلاد و ما يهمها كان استغلالها و استنزافها، يكون الأمر مثير للغرابة من نخب الستقلال.

يتبع

Aucun commentaire: