ثمة مسألة تطرح على حسن نية من غير ما ياقع الإفصاح على السبب و الا السؤال اللي كان السبب في طرحها لأنه في الواقع السؤال اللي ما يتقالش يتطلب مجهود كبير و يظهر للـِّي حَيّرُه باش يحل عليه ندّابة زرقة يحبلها راس من نحاس. من هالمسائل اللي ما هياش جديدة يا مّا مطروحة من قديم مسألة الهوية اللـِّي السؤال الحقَّاني متاعها هو التالي: “من نحنُ؟” كيف نواجهو هالسؤال و الا بالأحرى كيف نخب الاستقلال واجهو ها السؤال لقاوا أرواحهم في مأزق، ولّاو دورو السؤال بصيغة أخرى: ” ما هو الغرب” هاو آش يقول عبداللة العروي في ” اللأيديولوجيا العربية”:
“و هكذا وجدنا أنفسنا بعيدين كل البعد في بحثنا عن الذّات. إنطلقنا من السؤال: “من نحن”، ها نحن نجد أنفسنا أمام سؤال آخر: ” ما الغرب”
والتساؤل هذا على أشكون أحنا، نلقاوه مطروح باستمرار في نسبية مع الآخر(الغرب) ما هوش منطلق من تحديد للذات كيف نوع من الجرد لمكوناتنا المختلفة. هذا من شيرة و من شيرة أخرى التساؤل كان ديمة مطروح كأنه باش يشرع لنوع من الهيمنة على المجتمع اللي في نظر النخب الاستقلالية ما هو إلا حفنة من الأفراد بلا وعي سياسي و لا ذاتي، بحيث السؤال على نية مقعمزة و الجواب كيف كيف، يلزمو يتموقع من الآخر “الغرب” و من “الذات” الأهالي مع برشة أيديولوجيا و ديماغوجيا تحاول توفق ما بين النعرات الدفينة داخل المجتمع، الشي اللي يخلـِّي الإجابة نوع من الباتش وورك من كل زُك رقعة و كأنه من الضروري تكون ثمة إجابة من نوع : هاي يا عباد يا ناس تمشيوش تسحايبو ارواحكم كذا و الا كذا، لا راكم عرب و مسلمين. و الناس يخزرو و يتعجبو و يقولو : يا والله غنيمة هاو طلعنا عرب و مسلمين أية الحمد الله ستر ربي لا متنا جيفة….
المجهودات الجبارة متاع اللي يحررو في الدساتير و المواثيق ما يقابلها كان الفقر الذهني المدقع متاعهم في تبرير علاش هالحكاية، من شيرة والتكربيس و التجنقيل باش يوفقو و يلمو النتف متاع التاريخ باش يوصلو بيه لثلاث آلاف سنة و يقولو رانا نرجعو للفينيقيين و القرطاجنيين واللوبيين و يقصّو قصة عربي على الفترات المدغدشة متاع الرومان على خاطر يتشم منها المسيحية و العياذ بالله، و الليقة تجيب بخصوص الخوارج و الإيباضية و الـِّي ماهمش في الأرثودوكسية متاع السنة المالكية الأشعرية.
و بالطبيعة كيف سيدي كيف جوادو كيف “التوفيقيين” متاع الوحدة الوطنية التاريخية، كيف المعارضين متاع النقاوة العربية الإسلامية، الرد و الإجابة باش تكون في نفس المستوى و المزايدة.
ثمة البعض من المنظرين يعتمدو على نظرية أنه "الانسان كائن ثقافي بالطبع" باش يحاولو يستنتجو بها الطريقة أنو العنصرين متاع اللغة ومتاع المعتقد هوما اللي باش يكونو محددين في التعريف النهائي متاع الهوية وبالتالي يلغي كل العناصر المتبقية الاخرى واللي هي ما تاقفش عند حد اللغة والمعتقد، كيف الممارسات الطقوسية سوى كانت في أفراح الناس والا أتراحهم ومآتمهم والا كل ما هو مرتبط بمواسم أشغالهم الزراعية والاقتصادية والا فنون عمارتهم و نسيجهم وزينتهم و ما تابعو من التعابير والقيم الا مادية، من غير ما ننسى العناصر التاريخية الكل اللي مرت بيها المجتمعات وكونت ترسبات تبقى شيء في الوعي وشيء مدفون في اللاوعي الجماعي والفردي يتوارثوه الناس أجيال على أجيال.
قلت نرجع لها البنية الشبه علمية اللي باش يستنتجو منها عنصر اللغة و الدين لإثبات الهوية نلقى اللي هي بيدها في حاجة لبراهين و أدلة باش تستند عليها.
مالجملة ثمة البعض اللي يتعزرنو كل يتجبد العنصر القارطاجني والبونيقي كمذون أو جزء من الهوية التونسية، ومن حينك يركبو على ظهور خيلهم فازعين ومحتجين و يقولو: ثمة في هالبلاد اشكون يحب يرجع الهوية التونسية قرطاجنية؟؟؟ و أنو هالناس يستندو للشيء اللي جاء بيه الحبيب بورقيبة ؟؟؟ و الناس اللي معاه و بعض النخب اللي انساقت في هالتيار هذا؟؟؟
ثمة فرق و بون شاسع ما بين دمج العنصر القرطاجني الفنيقي في الهوية التونسية اعتمادا على معطيات تاريخية بما فيهم المعالم و الأثار و العمارة و الرموز، و القول بأن الهوية التونسية هي قرطاجنية و فينيقية و بس. و اللي يقول هذا هو في نفس المنزلة من تزييف للحقائق التاريخية مع اللي يدعي أن الهوية التونسية هي عربية إسلامية و ما ثمة حتى شيء آخر.
الهوية هي تراكم بطيء و طويل و يمتد على عدة قرون أكثر بياسر من العشرة قرون اللي منهم بدات عملية التعريب الفعلي و الأسلمة التامة لجزيرة المغرب العربي من وقت الزحف الهلالي، و هذا ما هوش افتراء و الا ادعاء. و إذا كان القرون اللي سبقت هاك التاريخ يلزمها تتمحى وقتها يوللي حديث من نوع آخر.
و إذا كان الأمر بها البساطة أشنوة الفرق بينا و بين العُماني و الا السوداني و الا القحطاني و اللي في الربع الخالي.
بالطبيعة دعاة الإيديولوجية القومية العربية باش يقولو غادي وين نحبو نوصلو : ما ثمة حتى فرق. الشيء اللي يقوض و يدك المطلب المغاربي المشترك ما بين ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب و موريطانيا اللي ربما العنصر الأمازيغي يشكل فيه حجرة الزاوية من ناحية الإرث الثقافي و اللغوي خاصة في المغرب و الجزائر و التاريخ المشترك.
هالمقولة هاذي تضرب بجرة قلم على كل الإمارات الأمازيغية الأصول اللي كان ليها الفضل في الفترات التوحيدية اللي جمعت بلدانا في السابق. آش جاب الموحدين للسلاجقة ، و آشنوة القاسم المشترك بين المرابطين و المماليك، و آشنوة وجه الشبه بين الحفصيين و الوهابيين….
الإجابات السريعة و اللي تنطلق من باب الإيديولوجيا القومية كيف ما الإجابات السريعة اللي تنطلق من المواقف الإنفصالية سواء كانت أمازيغية و الا متشيعة للغرب، ما عندها وين توصّل، و المجهود اللي مطالبين بيه اليوم أكثر هو باش نحللو أوضاعنا اليوم بتثمين و تكديس كل العناصر اللي مساهمة و ساهمت في تكوين مجتمعاتنا بما فيه العناصر المادية و اللامادية المعرفية عالمة و الا شعبية باش ما تتواصلش كل أشكال القطيعة لا المحلية منها و لا الإقليمية منها و لا القومية، القومية اللي يلزمها تتخلص من الجانب الإيديولوجي اللي وصل للأسمبتوت (Asymptote) متاعو و دخل في طور الانحدار منذ عشريات.
1 commentaire:
الإيديولوجيا سي علي جيّة تسعى لليوم لغدوه، وعلى ما نظن باش تبقى حيّه دايم الدّهر ؛ غير برك شوف كيفاش المنطق يتبدّل حسب البقعة اللّي ياقف فيها ويتكلّم عليها منظّر الهويّه العربيّه الإسلاميّه واللّي حسب الحال ساعات يقول لك "اللّي جا الاوّل هو الكل" وساعات "اللّي جا الاخّر هو الكل" وساعات لا هذا ولا هذا (شوف كيفاش تتطرح مسألة الهويّه في فلسطين وفي فرنسا وفي تونس، والمتحدّث واحد). أيا يا سيدي البربر عارفين اللّي تقريبا تقطع اسمهم وتنحّى جد اصلهم مالبلاد اليوم (من بلادنا، أما كيف ما قلت انت مش في الجزاير والمغرب) أما ما تقطعش جمله واحده في نهار وليله ، تي هو ابن خلدون نوّارتنا و"بو التّاريخ" اللّي جا محسوب في شطر الثنيّه ما بين "فتح إفريقيا" وها الوقت اللّي فتح فيه ربّي على تونس حطهم (البربر) في عنوان كتابه فرد مقام هوما والعرب، موش هكّه ؟ أيّا الرّومان والبيزنطيّين والوندال ما حاجتناش بيهم على خاطر نصارى ؛ إيه والتْرُك اللّي زعما من فرد ملّه ؟ والسبنيور اللّي وقت اللّي جاونا ما زال دم حروب الفتح المضادّ ما شاحش ويا ذنوبي كان الدّم اللّي يجري في عروقهم وقتها دم رواما صافي ميا في الميا ؟ خلّي عاد ماليهود والطلاين والمالطيّه والفرانسيس اللّي اليوم الّلّي يحل عينه باش يحكي عالدّنيا لبرّه مالرءبَط إذا ما شيّعهاش لمكّه ما يحلها كان في باريس...؟ انت لواه ؟ الغرب اللّي يحكيو عليه ماهو يبدا نظريّا من بواتيي وما عاد يقف كان في خليج المكسيك كانو طير بو جناح واحد، أما عاد كانو بوجنحين ما عاد توقفه كان غادي من أستراليا، وقت اللّي هو الغرب عنّا ما يزيدش على فرنسا، ويستحسن يبقى حدّه حد ليل دي فرانس...
مختصر الهدره ما فيها باس باش نخمموا اشكون احنا باش نعرفو أصلنا ومفصلنا وصفتنا ونعتنا وراسنا من ساقينا كان المقصود هو باش نعرفو كيفاش نتعارفو مع النّاس (ماو هكّه قال ربّي ؟) ونتلاقاو معاهم وناخذو ونعطيو من غير ما نكونو ملاقيط والاّ قطعه حبل جايبها واد ؛ أما كان المقصود هو باش نشوفو شكون اللّي استفعل في أمنا ياخي جابتنا أحنا للدّنيا باش نحطّوله تصويرته ونقعدو نعشقو فيه ليل ونهار ونشوفو فيه هو وفي ربّي، عاد خلّينا ملاقيط خير.
Enregistrer un commentaire