vendredi 22 novembre 2013

ريحة السخاب 6


قاله امحمد وهو قريب يشوش.
-     ما تقول ليش شنوة اللي صابك!؟
-     إِقْعَى، إِقْعَى، أسوسم غري ماك ساكملا *....
-     ماتة تخسد غري ؟*
حكاية قديمة بيناتهم في لحظة ترجع كينهم رجعوا اولاد صغار وقت اللي كانوا يحبوا يخبيوا حكاية على والديهم يدوروها كلام بالدويري يسخايبوا سي عبد الواحد ما يلقطش العدس... في الواقع كيف يدوروها "بالزينغارة" بيناتهم، هو نوع من استرجاع الرحلة للصغر وما تابعه من محبّه وولف وتآخي وثيقة بيناتهم يتفاسموا اسرارهم وحكاياتهم اللي ما يحبوا يطلع عليها حد وبرشة حاجات...
-     ماك تعرف الوالد ما يبيع وما يشري في سهريات الغنايا، وانا ما نحبش نحرجه، ونعرفه كيف يشوفني في المحفل يعمل هكة ويرجع على ثنيته.
-     أي ما تمشيش وطاح الكاف على ضله
-     موش هذاكه المقصود سيدي خويا، أنا بطبيعتي مربوط في سهرية العوادة، مع أختك فضيلة للآ مرتي والصبية بنتي ليلى، حبيتك تكون معايا في طاولتي...
-     يحب يقول مكري في سهريتين على بعضهم، وحدة مع سيدي بوك ولخرى معاك...نخدم صكامبا متاعكم...
-     ندلل عليك يا امحمد خويا، عقاب الليل نوصلوك في ثنيتنا بالكروصة، أية ما تبخش بي
-     والله حتى اللبسة حاير فيها، الزوز بلايز الدوكي هاني نحاذي فيهم محاذية، بالسيف ما دبرتهم مارشي نوار...أمَّا آش نعمل، على خاطرهاك الصبية كل شيء يهون. أية سيبني نخلط على الجماعة في محل الصدفي لايتنبزو.
-     باهي أمالة تفاهمنا عشية السهرية نتقابلوا عند عمك صابر الحجَّام، وشاشيتك واللحفة من عندي هههههه.
خرج امحمد وشد ثنية مخزن مصطفى الصدفي اللي ما يبعدش على محل سي عبد الواحد، في ثنيته وقف قدأم مخزن بناي عمه الكعَّاكة وشحل عليهم بكلمتين وخذا كعيبات بولو ما زالو كيف طلعوا من الفرناطة.
وقف على الثنائي مصطفى وحفّه يلقاهم في مدخل المخزن، بالصوت سلم على القلفة اللي حايس في تقسدير الماعون ودخاخن الصناجر عامل عجعاجي فوق سامور كانون الكور اللي يلهلب، وواحد من الصنَّاع يجبد في دفّة الكير اللي يلهث والنفس متاعه يغذِّي في كومة الكوك...
رد عليه القلفة السلام، ورجع عروقاته شرتلة يدور ويقلب في مقفول ببينسة بيد وباليد الاخرى، بكبة قطن، يطلي فيه بالقصدير الذايب وساعة ساعة يرمي حفنة صناجر على المقفول تعطي بهرة زرقة خضراء للنار وتغمق الدنيا بدخَّان ابيض...
خرج صانع آخر من اليلاق وجابله طابوري حطـُّه حذا عرفه قعد سي امحمد وحط قرطاس البولو قدام اصحابه، وقبل ما يرجع الصانع لليلاق قاله:
-     يا "كاريوكة" عيش ولدي برة لعجيبة قول له يجيبلما على اعداتدنا كيسان ليموناضه بما فيهم عرفك وانتوما.
-     اشنية المناسبة سي امحمد عندك مبروك تخلص فيه؟ قالها مصطفى وهو يتمقعر .
-     أشنوة عيب كيف نجي لمحلك ونجيب في يدي كعبات بولو ونشَرَّب لولاد كاس بارد؟ أية اقلب علينا هالصحن... نحبهم بالعربية يحرصولي في ماعوني وماعون سي عبد الواحد ههههه.
جات الليموناضة، شربوا وتنهنهوا، وخذاوا القلفة والصنَّاع نفس راحة ورجعوا للشغُل.
انشرحت خواطر الصدفي وحفَّه وسرحوا في دقان الناب متاع عادتهم والسبسي يدور بيناتهم. في وقت اللي القلفة رجع لجهنم الموقدة بكورها وبكيره وكوكها وصناجرها، رجع كاريوكا كيما يسميه امحمد لليلاق. وتسمية كاريوكة جابهاله من اللي شافه وهو غاطس في حوض اليالاق وساقيه في طنجرة كبيرة وهو يرهوج ببدنه ويدور ويدور في هاك الماعون يحك فيه على المايشفار اللي يسميوه "خرى الحديد" باش ينحيو منه القصدير القديم بعد ما يتنفخ الماعون في ماء الفرق. خدمة متاع دخول الصنعة من النقب اللي يهريهم ويكونهم النحاس والمايشفار والماء فرق في ساقين وإيدين وبدن الصنَّاع من اللي عمرهم سبعة ثمانية سنين...

يتبع.
*أقعد، أقعد واسكت عندي ما نقولك
*آش تحب عندي

Aucun commentaire: