mercredi 13 novembre 2013

ريحة السخاب 5




خرج سي امحمّد من الخلوة، بعد ما زين الباب على سي عبد الواحد، ماشي يخف في خطوته للدروج باش يخلطش على سي مصطفى وحفَّه يطيب خواطرهم على خاطر من شيرة مشاوا خاسرين ومن شيرة يمشيوش يحسُّو بنبزة والا حاجة هكـَّه ، لين خطف سمعُه تحمحيمة سي محمود اللي حط الشغل من يديه وهز راسُه يستَنَّى في تلفيتُه. كسر امحمّد عينه على جنب قابلُه صاحبُه وعشيرُه متبسم، وبيديه من غير كلام قالُه "إيجا"، جاوبٌه امحمّد بالشفر وبالومية بما معناه "آش تحب" وعض على شفتُه وميل راسُه لجيهة الخلوة، يقصد "بوك يسمع يا سخطة" شد صحيح محمود وخزرلُه بحرارة تحب تقول "الآمر مهم."
في لحظة من زمان رجعت بيناتهم حكايات وإشارات عندها قريب الخمسة وثلاثين عام وقت ما كانوا يتكعبرو في حانوت سي عبد الواحد والا في السانية ... كي العادة شد روحُه امحمّد باش ما يضحكش وحط يده على فمُّه ومشى يزرب لبيت شغل محمود وسكر الباب وتفلقوا بالضحك....
في الخلوة هز سي عبد الواحد عينيه وظهرت على فمه تبسيمة فكرته في أيام الصغر.... وقعد يهز في راسه ويحط وعطى تنهيدة وهبطت من عينه دمعة مسحها بطرف لحفته، تفكّر البَيَّة كيف ما كان يسمِّيها ببرشة دلال، وتفكر أياماتها وأيمات العز والوقت الحلو والصغر الغالي..... وزَنْ ما بين سنيه ترنيمة فوندو آه على ما فات زمن مضى يعود....
سمعوه لاولاد- وما هم إلا أولاد حتى كان كبرو- جمدو بالسكات وكينِّي رُعيدة الحزن اللي سرات في فرايص سي عبدالواحد، تعدَّات لهم كيف في سلك الكهرباء...
وتفكروا حتَّى هوما البية... ومن غير ما يشعرو دمعت عينيهم كي الولاد الصغار....

Aucun commentaire: