mardi 27 juin 2017

احمر رقبة حمامة او الحدادة وتطويع الذكير في القرى الامازيغية


تحتل وظيفة النار والحديد في القرية الامازيغية القديمة منزلة مقدسة وما يمارسهاش اللي يجي، وتتوارثها عائلات دون غيرها يتوارثو الاولاد فيها اسرار المهنة وما يطلعش عليهم البراني باش يسرق معارفها. ومن مكونات حرفة النار والحديد كل ما هو مربوط بالحرب والامور العسكرية بما فيها من صنع السيوف وريوس الحربات والنبال والتروس والخوذات وتصفيح الخيل. وكذلك كل ما هو مرتبط بالفلاحة وخدمة الارض وما لازمها من مسح وتكوره وسكك محارث ومناشر وتساتر زبيرة . ويتشاركو الحدادة ووالرمادين المختصين في خدمة العود من ايدين ومحارث وجوارف والجوارش وماعون كسلان الطوابي والسدود في الجهازات المصنوعين من اعواد الزيتون في هالحرفة بمختلف اماعنها. والرمادين يختلفو على النجارة اللي يخدمو البيبان والشبابك سواء كانو من خشب النخل والا من باقي العود بانواعه كيف التوت والخروب واللوز وغيرهم. الرمادين عندهم اختصاص ترصيع بعض الماعون بحجر الصوان لخدم محددة اغلبها تو انقرض. 
ومن اسرار الحدادة تطويعهم للحديد اللي يتحول من حديد بدائي(fer ) باش يرجعوه اللي نسميوه اليوم فولاذ  (acier au carbone) بعد ما ياقع تسخينه حتى للون الاحمر حب الملوك ويردموه في الفحم  بطريقة تنتقله ذرات الكاربون ويوللي اكثر صلابة واقل انكسار. اما المرحلة الاكثر اهمية هي عملية سقيان الحديد والا بشانه حبر ما يخرج من فوهة الكور بعد ما يكون خذا شكله كسلاح والا كمعون فلاحة ويتغطس في الماء مرة اولى ويخرج ويبرد لين يوللي لونه ما يسميوه الصنايعية عندنا والا عند الروامه احمر عنق حمامة rouge gorge de pigeon يعاودو يغطسوه في الماء باش يكتسب خصايصه الميكانيكية الفيزيولوجية. بالطبيعة ترجع هالتقاليد للالاه القرطاجني متاع الحدادة chusor-phtha اللي لقاو في حفريات في ابيزة مبداليات للالاه شوزور لابس للزي متاع Vulcain الروماني وفي يده مطرقة وزبرة قدامه. التقاليد متاع القدسية تواصلت في القرى الامازيغية وربما تقاسموها عائلات  يهودية والا الحدادة كانو من اليهود وفضلو يبقاو على ديانتهم ولقد هداد منتشر بكثرة عندهم. في اسواق المدن توسعت صنعة الحدادة لحرف اخرى كيف الزنايدية وهوما المختصين في صناعة زناد السلاح وكذلك الجعايبيةو وهوما المختصين في جعب المكاحل والمقارن والسرابرية وهوما المختصين في سرير المكحلة.
هالحرف هاذي عطات لاصحابها الحق انهم بحملو القاب باسم صنعتهم من الحداد للصفايحي للجعايبي للزنايدي للنجار وغيرهم.
في عهود عدم الاستقرار وغياب السلطة المركزية، كانت الناس تلتجيء لسياسات تحالفات باش تحمي روحها من الغارات وهجمات القبائل الغازية. في هاك الزمن كان عند الدويرات واللي كانت قريتهم اخر قرية في اقصى الجنوب بعد ما جلاو سكان البرق وماطوس وبني قنديل ووني وتافروت، كان عندهم نظام شيخ الشرطة وهو المكلف بتامين جبل الدويرات وكذلك نجوعهم وقت ما يغادرو البلاد الكبيرة للمرباع. قبل ما يخرجو في نجوعهم يتكلف شيخ الشرطة بتهيئة قافلة من الهدايا من زيت وشريح وصوف ونعمة وفيلالي وشعر والخ ويقودها للشرق يقدمها لامين الحدادين في طرابلس ويطلب منه باش الصنايعية متاعهم يخبيو الحديد والضوامر وماعادش يصلحوا لا سيوف ولا سلاح  لمدة ثلاث شهور  الوقت اللي الدويرات يربعوا بنجوعهم ويجزو اغنامهم ويحصدو نعمتهم ومن بعد يروحو. هاك المدة تعطبهم مهلة باش يعملو ما عليهم ومن بعد يرجعو يتحصنو في قلعتهم.  
ملحق خير ان شاء الله:
تنشرو صور لسوق الحدادبن في تطاوين ومعاهم كتابات اقل ما يمكن يتقال فيها انها تفتقد للامانة والمعرفة العلمية. البدو ما كانش عندهم حدادة وتطاوين ما يزيدش عمرها على 133 عام على خاطر تاسيسها من طرف الفرنسيس كان عام 1884.

Aucun commentaire: