ثمة شيء مؤكد وانجمو نعتبروه من باب الثابت عند النخب الحاكمة متاع العرب عامة ومتاعنا خاصة هي عقلية "المِنَّة" اللي تخلليهم يتصوروا رواحهم شادين علينا السماء لا تطيح على ريوسنا، وبلاش بيهم راهو كلانا الحافر و حتحتتنا المجاعات. صدق عبد الرحمن الكافي كيف يقول:
اللي مات تهنـــــــــــــــى
و الموت أحسن من حياة المنة
العز في النار و لا الذل في الجنة
موت الشرف و لا حياة الكبي
هذا فكري صغت بيه الغنة
صححتها و طبعت فيها بــــــ.....بي
كيف اللي ما يكفيش هالتصرف هذا، ما يخطرش في بالهم اللي كل الخيرات اللي تنتجها البلاد و الباي الكبير من القيمة المضافة اللي تكدست توة 55 عام بكلها متأتية من عرق النساء والرجال التوانسة، و أنه إذا كان يجي عام مُجاح في السياحة الدنيا محسوب باش تاقف.... و اتكَّاوولنا على سكَّانتة الاستقرار و رجوع الأمن والطمأنينة باش يحشيو اللي يحبو.....
هالفية الكلبة متاع النخبة الحاكمة ونخب السياسة قاعدة تتعامل معانا كل يوم بأكثر استغباء واستحمار. القناعة اللي عايشين بيها من قديم الزمان أنهم نار الله الموقدة متاع الذكاء واحنا –بقية الناس، العامة والسوقة والرعاع- ما انجمو نكونو كان من فصييلة الحمير وفي أحسن الحالات من الأبغال.
خلايقي مدرعة خلقي لعدة اسباب لا عيني لا في ضحك ولا تمقعير فارغ، أدراك الدنيا اللي نازلة من كل شيرة وجانب تكفي واحدها باش اتبكم ابنادم للأبد.
أمَّا حكايات زبيدة ثروت –شهرت سيدة العقربي- و تسريح التكَّاري والزواري و الله واعلم شكون آخر خذات بعد اللي يقلك :" فاض الخرى على الترمين...."
1- بيت الحمص.
صالح شيبوب كان طنابري ( ضرَّاب طنبور) في عسكر الباي، عينيه فيها الدموع كيف ما قال الفوندو " مقصوفة والخد محجَّم...". من قشلة لقشلة، "عطاه سعدو و خدمتلو ليام مدة على مدة وراق بالنجوم" ولقى روحه في السراية متاع باردو في فرقة الشرف اللي ترفع و اتنزل العلم بحضور الباي اللي كان في هاك الزمان المشير أحمد باي.
يقول القايل آش ما دخَّل أحمد باي و الطنابري في هالانفلات "القضائي"؟؟؟ الحكاية من باب الشيء بالشيء يذكر، ما دام ولات السيدة العقربي "عريفة" و ياش بطرونة وثمة اللي سمَّاها مدام "كلود" تيمنا بالقهرمانة الفرنساوية الشهيرة هذا من شيرة، ومن شيرة أخرى عندي مدة نتحلف في الأخذ بالثار من هالعصابة متاع " التُّعيبات" اللي استنفذو وتنفذو بعينين ظهوراتهم في الدولة والإعلام والسياسة والأفاريات من ترافبك الديامنت للغبرة للتجارة الموازية.
نرجعو لضرَّاب الطنبور مع المشير، عين الباي جات في الشحمة و طاح على قلاقمو واسطفاه وردو من غلمانو، وباذن الحاكم اللي ما تتردلوش كلمة تحول ولد شيبوب من الطنبور لبيت الحمص. بيت الحمص كيف برشة حكابات يتندرو بيهم الخاصة والعامة ممكن كانت تاريخيا موجودة والا لا أمَّا الخيال الشعبي وثقها و ما نساهاش، الحاصل يقولو اللي بيت الحمص عبارة على أبيتة صغيرة فيها دكانة مفروشة بكليم والا بأي حاجة رهيفة، و يتطرح فوقها الحمص الذكر اللي معروف بأنه جيد و عندُه ريوس مذببة. وهالبيت صالحة للطقوس متاع الريوس المخوجة متاع "الأمراء" الحسينيين المهوسين بالغلمان. والطقس متاع بيت الحمص يتم بجيبان الغلام و تكركيبو على فرشة الحمص و هو عريان زنط، حتى لين يوللي بكلـُّه منمّش، وهالعملية ما تخلوش من شوية فوايوريزم و إلهاب الشهوة متاع الباي اللي كيف ما هو معروف توازناتهم في هالقلم ماكلة بعضها إى جانب أنهم يبداو كبرو في العمر و كابلواتهم ترخفو وما تقعدلهم كان شبه لذة النظر والريقة السايلة......
والشيء الللي كان معمول بيه بالنسبة للاولاد البلاد من التوانسة اللي كانو في المرتبة الآخرة بعد المماليك والكوروغلي والاندلس في وظايف الدولة وخاصة في المراتب السامية، هو الالطلوع السريع في مراتب الجندية عن طريق "بيت الحمص" للي في عينيهم الضوء والا عندهم آكمون يوصلهم لأسيادهم من ال"فاسدين" وال"منحرفين" جنسيا. وفي برشة حالات تكون القهرمانات من الواصطات اللي عندها حظوة وعلاقات فعَّالة في هالقلم. وساعات تبدى البعض من هالقهرمانات في الواقع من التعيبات اللي يتنكرو في هالمهن اللي في التماس الجنسي كيف الحنّانات و اللي ينقيو وحارزات الحمَّام وحتَّى "السحارات" وضرابات الخفيف وغيرها....
التفويجة اللي عاشها سي صالح شيبوب حاجة رهيبة أمَّا معتادة للتعيبات الواصلين، طلع في المراتب الكبيرة لين وصل قايد الحامية متاع غار الملح اللي كان أهم ثغر للبحرية التونسية. و كيف ما يقولو التوانسة في المحروسة تونس البية:" الدنيا بُنتوات ومزاية" واللي يطلع بها الصيفة أغلبهم من الأغبياء اللي تغلي في ريويسهم الشربة و ما يقراو حساب للعواقب وقت ما اتطيح ساقيهم من الركاب و تهريهم الأمراض السارية جنسيا كيف السيفيليس لأنهم يوليو مدمنين جنس بحكم أسيادهم ماهمش قادرين جسديا باش يشبعو نزوانهم و يتجبرو باش يسعسقو في عقابات الليالي في الحضيض الاجتماعي متاع حاضرة تونس كيف ما كان يعمل هاك الشخصية الفرنساوية روسطان و الا اللي وللَّى المشرف على حظوظ الثقافة عند ساركوزي. الحاصل سي شيبوب ما دامتلوش "الدرة اليتيمة" -كيف ما يقول الجريدي- و كيف ما كانت طلغتو سريعة كان انحدارو وسقوطه أسرع...
محل الشاهد في ذكر صالح شيبوب، هو أنه دولة الاستقلال ورثت من جملة ما ورثت أخيب ما ثمة من دولة الاستعمار وأخيب ما ثمة من دولة البايات، و ها التنفذ متاع التوعيبات والكريوكات في خناخش الدولة تذكرني في حكاية نعمل منها محل الشاهد متاع هالحلقة الأولى.
يحكيو على واحد مغربي جاء ضيف في تونس و نوى يصللي الجمعة في جامع الزيتونة المعمور، حظر روحه و لبس الجبدور الحرير و من فوقه الجلباب من الصوف و فوقه السلهام اللي هو المقابل متاع البرنوس متاعنا في تونس. دخل الجامع على بكري و شد العرصة اللي تجي في الصف الاول وراء الإمام. ترفع الآذان و قام الامام للصلاة والمغربي وراه، ووراء المغربي واحد من جيهة المجاز والا باجة لابس قشابية جديدة ما زال كيف خذاها من عند القرقوري اليشمار اللي في سوق الجزائرية. عمللها تصديرة طوبار كاملة ، طربوشطها واقفة كيف المسطرة، في كل سجدة تهبط الطربوشة بين ساقين المروكي، كيف يتقغد نوارة الطربوشة المذببة تلقم هاك المغربي، لين يتفجع ويكمط من غير ما يشعر... تصورو عدد ركعات الجمعة... لين قال لازم ثمة إشارة يلزمني نوصلها للإمام. إي من حينك، الإمام سجد و هو رمالو صبع الوسط في المنفاح متاعُه ، اتخلع الامام وتلفت مغتاض سبقو المغربي و كب عليه بكل لطف وقاو في وذنُه: "مبعبصة من بابها لمحرابها"
واحنا حديثنا قياس مبعبصة من الشاوش لرئيس الدولة، تبقى اللي مريض بظهره و يخاف على سمعته حاجة من الاثنين يا يبطل السياسة يا يبطل الوبنة...أمَّا هاذي يحبو يربحو على الزوز قلمات ياسر على الشعب الكريم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire