mardi 13 avril 2010

الكلنا فلاّقـة .... أما المرة هاذي ما فيهاش لا نواشن و لا قسمة غنايم : الحـلـقــة3



تونس تستانس و تنسى ناسك و مكتوب في الأنهاج دبر راسك


نخليو حديث الحلقة الفايتة وين وقف، بعدما طلعنا في الكلام للزمان الغابر، بديناها من حديث الخمسينات و رجعنالها و قفنا عندها بكلام كبير فيه مسّان ببرشة حاجات خذيناها مسلمة في السابق، ما نزيدوش نغرقو فيه باش ما يولِّيش ها الحديث خرّاف يشابه للكذب و تدورو علينا و تقولولنا كلام فارغ.

وكيف ما ذكرت في بوست قديم في ما يخص الدخول للسقايف المظلمة و تشعيل الفنارات و تسريح الكلام المحظور، نزيد نأكد المرة هاذي أنه المسلمات يلزمها تتخلخل و القناعات تتزعزع، باش ما يجد علينا كان الحديث اللي نوقفو فيه عالبينة و التبيين موش الكلام المقعد اللي رجعوهولنا مقدسات و من باب ما يمسسوا كان اللي على وضوء، و في تاريخنا برشة سقايف مسكرة و مفاتحها عند الباش بوابة من القدم و الجدد، كان ما يحبوناش ندخلولها دغري من الباب نزرفولهم م الخوخة.
إذا كان الحديث على بر المخزن و بر السيبة في القديم يتركز على قسمة البلاد جهات و عمالات و عروش، تتقطع فيه بين الحاكم و الرعية مواثيق العاهد و الآمان و الحمية اللي تترتب عليه البيعة، ينجم يرجع هـذا بالطبيعة لضعف الحاكم على بسطان سلطانه على جميع التراب، و يما يرجع زادة / و هذا مهم/ وقت اللي صف كبير من الرعية ما عادش تستعرف بسلطة الحاكم عليها على خاطر في نظرها ما تمثلوش و ماهياش نابعة منها.
حديثنا اليوم على المخزن و التفليقة ما عادش يدخل في القالب متاع قسمة البلاد جهات و عروش، ياما ولـّات حالة يعيشها الفرد في نفس الوقت حسب الوضعيات اللي تعرضه و الا تتفرض عليه يحب و الا يكره، هالحالة تعطيه الطاقة باش ينقز بكل شطارة من حالة مخزن لحالة سيبة و تفليقة، من حالة "مواطن" في الظاهر منطاع لقوانين البلاد و قواعدها لحالة مفلق يدخل في باب العصيان المدني.
كيف ما رينا خاصيات التفليقة و السيبة القديمة و علاقتها مع الحاكم، ننجمو نقولو اللي التفليقة في الحياة اليومية اتبّع نفس الثنية بحكم اللي ماهيش موجهة ضد السلطة، و المتضرر فيها أفراد أخرين و المجموعة الوطنية و البلاد، موش الحاكم كسلطة.

التفليقة اليومية هي بالأساس حالة فردية و سلبية، يحب يقول أنه الفرد يحملها و يتحملها وحده من غير ما يدخل في مشاركة و مشاورة و يتقارى مع ناس و افراد أخرين يتقاسم معاهم حاجات يعيشوها و الا يحسوا بيها و الا يفكرو فيها جميع. و سلبية معنتها ما هيش "حارة" ولا فيها لا عنف و لا ضرب و مضروب و لا زدمة، هذا ما يمنعش أنها توللي هدرة متاع جماعة و توللي سخونة و ينجر عليها ضارب و مضروب،كيف ياقع في الكورة و الستادات و دوايرها مثلا.

أما حتى كي توللي بالمعنى هذا وأفار متاع جماعة تبقى ما هي إلا تحرك متاع أفراد ما يجمع بيناتهم شيء. كانك من حكاية الخنيفري و الضرب و العنف، هذية فيها نوعين ثمة نوع فردي اللي هي حكاية مربوطة ببونادم و من غير ما ندخـّلو الحاكم و السلطة، و هو كل من خرج عالجماعة و قواعدها و يوللي يضرب و يفعل و يترك و يقتل ما هو كان استجرم و موش هذا محل الشاهد متاعنا، النوع اللي يهمنا هي مسالة الظاهرة الجماعية/ اللي ما وراهاش ها النزعة متاع الاجرام/ و اللي تجر ليها ناس كيفي و كيفكم في تخميرات و مظاهرات و انتفاضات كبيرة ما وراها لا تنظيم و لا قيادة/ هي ساعات تبدا فيها يديات و صويبعات أما آش علينا موش وقتو/ نذكرو منها بالخصوص مظاهرات 5 جوان 67 و الا حكاية حلان الترجي و آش جرى بعدها و الدنيا كلات بعضها، و آش وقع في 26 جانفي 78 و الا مظاهرات الخبز عام 84 و غيرها من الاحداث اللي تاقع داخل البلاد على الكورة و الا على حاجات أخرى. هالظاهرة اللي هي جماعية من برة ياما هي في الواقع كان جمع متاع تحرك فردي+تحرك فردي+ تحرك فردي.... و الفرد يتحمس بالفرد اللي بجنبه في هالدعزقة و الا ولد حومتو، و وقت اللي يتربق المنداف و يهبط المعصار كل واحد يلقى روحه وحده لا من ينصرو و لا من يحز عليه واخطى راسي و اضرب.

و في هالراغلات هاذي ما ثماش حاجات غارقة برشة من ناحية تفكيرهم و تخمامهم تخللي الواحد يلقى روحو في الآخر، و بالعكس تلقى كل واحد و شنوة يحرك فيه و كل واحد و اشنوة اللي لازّو في المعمعة، و في نهاية الامر هي كدس متاع تفليقات فردية تجمعت في بقعة وحدة و في وقت واحد، تنجمو تشبهوها بنوع من السخانة الفجئية اللي تمكن بدن المجموعة يسيبو عليها فرملي قرّوم يهبط عليها بهراوات المضادات الحيوية باش يهفتوها من غير ما يحاولو يعرفو اسبابها و مسببباتها و علاش جات. و في هالحالة تاخذ فيها النعرة العدوانية متاع الأفراد على أفراد أخرين حضها و تتصفى برشة حسابات/ و قالك الدنيا بونتوات و مزايا/ ياخذ التفليق الفردي اشكال متوحشة و بدائية، و ساعات يبدا للمفلق عندو فيها غنايم و ساعات ما وراها كان التكسير و الضرب بو بلاش و شماتة في الجان قابان و تخميرة يتفرهد فيها الواحد تفرهيدة تنحِّـيلو خمجة و برشة كابوس و احتقان /كي ما يقولو توة/ كاينه عمل حقنة بعد ما كان عاصم حاشاكم/ و يقولك راني خمجت فيها....

هالحالات اللي هي موجهة في مغزاها للسلطة، حتى إذا كان ما هيش السلطة المعنية بالضرب و العدوان، و تمشي التعميرة متاع التفليق ضد السلطة وقت اللي تتحرك قواتها من شرطة و حرس و تحاول تفريق و تشتيت المتجمهرين، وقتها يتسيب "الاحتقان" على كل ما يمثل أملاك الحاكم من كراهب و كيران و إدارات و بنوك و ترينوات و ميترو و كل الحاجات اللي هي في نظر العامة متاع الحاكم.
و بهالصورة انجمو نقولو اللي هالتشويش و التحركات متاع الجماعات ماهيش مبنية على حاجة معينة يطالبو بيها الناس و تكون ربما عندها إبجابية بقدر ما هي مبنية على الحاجات المرفوضة و ما تنجم تكون كان من نوع الإجماع على السلبية و الرفض، و للتدليل على هذا تفكرو الجملة القصيرة و الشهيرة متاع بورقيبة في مظاهرات الخبز كيف قال : "نرجعو وين كنا" و كيفاش اتقلب التحرك من الشيء للعكس متاعه. و بها الصورة تتغلق الحلقة و ترجع القاعدة متاع التفليق اليومي على أنها: فردية و سلبية و رافضة.
و كيف الواحد يركز على العيشة في ساير ليام و يلاحظ ببرشة تخمام الشيء اللي وصلنا لو في علاقاتنا ببعضنا، يتصدم بالصورة اللي صار يتصرف بيها الفرد في حياته اليومية و يكتشف اللي السيبة و التفليقة ولات هي القاعدة العامة و اللي المخزن و الا الإجماع ولى استثناء. بعد ما صار الفرد يحدد بر المخزن متاعه بالحدود الضيقة متاع شخصه/ كي ما يمركي القطوس و الا الكلب التراب متاعه/ من بعد ما تكسرت و تهدت كل الروابط التقليدية القديمة من عرش للعيلة/ و من هاك الدايرة الضيقة الصغيرة متاع ذاته يكبرها "لفاميلته" بالمعنى العصري يحب يقول راس و رويس و غشِّـير و لا زوز، من بعد لملكه الخاص كيف دارو و موبيلاته و كرهبته، و كل ما خرج من هالحدود اللي عملهم لروحه، يخرج من بر المخزن لبر السيبة و في هالبر هذا يحاول يخلق حلَقات أخرى متاع أصحابه في الشارع و في الخدمة والا القهوة والتبرنة ، وتلا الجامع و الحومة....بالطبيعة تتبنى هالعلاقات على أساس العركة بين المخزن و السيبة.

بهالمعنى بر المخزن اللي في مخ الفرد ماهوش مربوط بالقوانين و القواعد السايرة في البلاد/يحب يقول متاع الدولة/ و اللي المفروض تنظم الأفراد بين بعضهم، بقدر ما هو مربوط بقواعد شخصية و فردية فيها اللي شايعة مابين يرشة من ناس متفاهمين و متفقين عليها و يتقاسموها، و في القليم هذا انجمو نلقاو بعض رواسب من القيم القديمة كي الرجولية و الكلمة و الجيرة و الحشمة و غيرها، كيف ما نلقاو زادة قيم جديدة مستحدثة متاع الغنيا الجدد و الا متاع فتوات هالوقت و الا متاع بعض الصنايعية و الا الجماعات المتشابهة ببعضها، و فيها اللي هي خاصة و اللي ترجع لقوة جاه و الا سلطة و الا مال و الا صحة ابدان و الا اكتاف و الا تشيطين و قوة ذكاء.....

و كل هالقواعد الشايعة و الخاصة مبنية على المصلحة الفردية الضيقة توصل بطبيعة الحال باش تتضارب في ما بينها، و في نهاية الأمر ما لها كان باش تتضارب مع قوانين الدولة.
تاخذ فرد يخرج من دارو للشارع العام و تبدا تلاحظ و تعس على كل حركاته و سكناته سوا في الشارع اللي هو فضاء للناس الكل و الا مع الناس الموجودين فيه، في هالباب عندك مشترى واسع و عريض متاع تصرفات ولات عادية و نورمال كيف عند المفلق كيف عند الساكت عالتفليق و هو يشوف عيني في عينك، و صار الأمر أنه كل من يتكلم و الا ينهي يوللي هو اللي موش عادي، و في هالحالات يا ويل اللي يحل فمه و يقول ياشفيعة الله موش معقول، و يكون رد فعل المفلقين أقوى و أشنع كلما كان النهي على هالتصرفات باسم القانون، و ساعات ربما المفلق يتورع و يحشم كيف ينهيوه باسم الجيرة و الا السن الحاصل القيم اللي تدخل في القواعد الفردية و الشايعة اللي ذكرناهم قبل، و كل ما اتكى الواحد على حكاية المصلحة العامة و الا حاول يستنجد برموز الدولة يوللي كاراكوز و الجواب ليه معروف: "برة اشكي"، و هذا شيء عادي ياسر على خاطر إذا كان قواعد الأفراد و إجماعهم الشايع و مصالحهم من حق الأفراد يدافعو عليها و يتناقشو فيها بيناتهم و نهار عليك و نهار عليا و تخللي شوية منك و نخللي شوية من جيهتي، المصلحة العامة و القوانين المرتبطة بيها اللي سنتهم الدولة ما يلزم يدافع عليها كان الحاكم و الا الممثلين متاعو.

و هو موش من باب الصدفة اليوم في لغة الشبيبة و حتى الكبار أنه كلمة "حاكم" ولات تلخص كل شيء في هالمعنى. ياما انه كيف يقومو أفراد أخرين ياخذو محل ممثلين الحاكم في هالأمر يوللي شيء مرفوض جملة و تفصيلا كيما يقولو بالفقهي، و يوللي ينطبق عليه هاك المثل الشعبي عندنا: الجمل هاز الحمل و القراد ينين و الفرد يصبح ما عندوش مرتبة غير مرتبة القرادة و يزيد يسكر فمه ما دام الجمل( الوطن) هاز الحمل....

و ساعات يوللي رد الفعل عنيف و زادم. و في عيشتنا متاع كل يوم عندنا أشكال و ألوان متاع تصرفاتنا / و أنا و العياذ بالله من كلمة أنا ما نجمش هوني ناخذ موقف برشة أيمة و وعـّاظ اللي يظهرو بمظهر الطهر و العفة و خاطيهم و الناس الاخرين هومة الغالطين و نقول اللي التصرفات نقومو بيها بكلنا بالياسر و الا بالشوية بصورة واعية و الا غير واعية و كل حد و جهيدو و ما عطاتو شجاعتو/ هالتصرفات اللي تبدا من باب الدار،/ و يقلك كل واحد يسيق قدام باب دارو ياما الوسخ وين يرميه ؟ موش في الشارع... / في تيزيع الزيلة و الحصالة، و الوسخ في الشوارع، في استعمال الطريق اللي يقولولو المعبـّد وقت اللي يوللي قانون الطرقات ما يصلح كان لامتحان ماخذة رخصة السياقة، في حرقان الضوء الأحمر و الصطوب في التدوبيل من اليمين و على المادة، و الدخول في الصنص انتردي في الوقوف في الطريق كيف ما جاء في سدان الشوارع و النهوجات، في البولان على الحيوط و الشجر، في احتلال القهاوي للمادة و ترسي اللي على ساقيه يسلالومي بين الكراهب قي الكياس.

الحاصل هالوضع المحتقن( عجبتني هالحقنة) المشحون و المعمر بالعرك و العدائية و الحقد يزيد في عنطزة المفلقين و في حـلان بيبان الخبث و الشيطنة و نخديم المخ، و يخلخل ثقة المغلوبين على أمرهم من النساء و الكبار اللي تركبهم الشغلة و الفجعة و الكابوس و الستراس، و يقوى عندهم الإحساس اللي الشارع وللى غابة مغولين فيها المغولين و مغلوبين على أمرهم المغلوبين.
نركحو الللعب هنا و موعدنا في حلقة الجاية و الي بعدها باش نحكيو على تدوير الدولاب و البزنس متاع بر السيبة و التفليقة من نصب السلع الكنترة للتصنبع التحتاني.

Aucun commentaire: