lundi 12 avril 2010

الكلنا فلاّقـة .... أما المرة هاذي ما فيهاش لا نواشن و لا قسمة غنايم : الحلقة الأولى


هاذي سلسلة سردية جديدة فيها برشة محلات شواهد على حال قبل و احوالنا الحاضرة تتطلب شوية صبر في قرايتها انشالله نوصل باش نشدكم بيها و تستمتعوا بما فيها و راهي ما هيشي من نوع الفاست فود ياما من نوع كسكسي بالمسلان

بعد ما قريت عامين في مسقط الراس الدويرات، اسقدنا لتونس، بابا الله يرحمه، على عكس الناس في عوض يخلّيني نمد بالشياه، بعد ما تعلمت نهجي جواب و الا تسكرة، شد صحيح باش نزيد نقرا. سكنا في دار حذا رحيبة الغنم، دار و علي عربي نسكنو فيها ست أعيال الكل من الدويرات.
م الخريف للخريف كي يتلمو الرجال في الليل ما كان حديثم كان ع المطر و السحاب و العام آش باش يكون، في البلاد بالطبيعة/ و النهار المبروك كي يجي جواب و الا حد من خدامة المرشي من الاهل و يبشر بالمطر. هاي ملي في البقعة الفلانية، جريان ما في غيرها، الواد الفلاني حمل جسور تنفست و طوابي تكسرت.... ويبدا الحديث ع المطر كاينها كاين حي جات من شيرة و تعدات على جبل و هبطت من شعبة يتبعوا فيها بالمرحلة بالمرحلة.هالاخبار اللي تفرح كانت تطلق العبسة و تشرح الوجوه و تسرّح كلام الكبار اللي يبداو يخممو في المرواح للحرث. و يرجع الكلام سناوات لتالي لهاك العام كي حرثو في الظاهر و الا البريقة و كي ربعوا في المحاحير ، بيوت شعر مصففة و سعي و غنم و خيل و بل و اخضار و نوار. و بالشوية بالشوية تسرح الذاكرة بيهم من حديث الحيين لحكايات الجدود اللي عليهم رحمة الله، على وقت الغورة و الغزو و التفليق و الفلاقة. و كيفاش يضرب طبل الفزع و تهب الرجال بخيلها و سلاحها و يتلم الميعاد و يقررو الذود و يقصدو ربي باش يرجعو ما تسلب لهم من بل و الغنم و السعي يا بالمفاهمة و اللتي أحسن يا بالسلاح. نغرة و حماسة و فرسنة و ذكورية. حديث يسرح معاه فكرنا و خيالنا و عينينا زايغة في المتحدث، كان هذاكة السينيما متاعنا، ضحاضيح و صحاري و خيل تلهد تقطع في الفيافي قطعان، و تتخلط علينا حكايات سيف بنذي يزن مع الزازية و بوزيد مع جنقارو و زغبة مع النوايل و مرعي و يونس و ووو....
كنا في اعوام 52- 53 في تمبك "الحوادث" كيما يسميو وقتها حركة مقاومة فرانسا، من شيرة نسمعوا في حكايات الغوارة و القطعية و يسميوهم فلاقة و من شيرة على الرجال اللي شادين لجبال و الخنق يقاومو في فرانسا و يسميوهم فلاقة!!! آش جاب هالفلاقة لهالفلاقة!!! تشربكتشي توة ما بين الخرّافة و ما عاشوه الجدود مع الطاهر و الساسي لسود و مظاهرات الطالب الزيتوني و دي هوتكلوك و فوازار....مع الكبر فهمت اللي قبل ما يدخلو الفرنسيس وقت الي الحكم كان في يد البيات الحسينية، كانت حكايات الغورة و التفليقة كي صبلي نشرب. بلدان كاملة خلات و اماليها جلات و قعد يغرد فيها البوم و مغشش فيها الغراب. كيف ماطوس اللي لغادي مالرمادة اللي اماليها وطنو في المجاز و الا البريقة و البرقاوية اللي يقولو رحلو لشيرة سليانة.
أي مع الواحد اسوح و تغرب و انطلع على حوال الناس و البرور و تحلت عينيه على معارف رفعتلو شوية من هاك الجهل و الأمية اللي يعلموهالنا في المدارس /ياخي مالجملة ما كانوش يقريو فينا في تاريخ الكله مزين بالألوان الطبيعية /كيف هاك الديكور متاع المسلسلات التاريخية المصنوعين مالكرذونة و مدهونين بالسورفاسير/ و فيه الملوك و السلاطين اللي حكمو العرب و الاسلام كلهم عادلين و فتحو البرور و البحور و ما فيهم ساقط و خبيث و فاسد/ حاشاكم/ كان هاك الزفت و الكلب بن الكلب اللواط الصادق باي و جماعتو اللي حلو البلاد للنصارى، و الاّ الهلالية اللي وين ما عفست حوافر خيلهم ما عاد لا ينبت كان الشوك و الطلح / قلت كيف اترفع الجهل تبينلي اللي امالي هالبلاد من قديم عندهم خصومة مع الحاكم، زيد عاد وقت اللي تتخلط عليهم المصايب من كل شيرة و جانب . و موش لازم نمشيو لبعيد بعيد باش نفهمو القريب.توة دورة الثمن ميات سنة كيف صار الامر للحفاصة، بعد ما تخلطوا في البلاد و ولاو من اولادها و نظموها و وسعوها من قصنطينة لطرابلس، و هفتو عروش الهلالية من البدو و حكمو أكثر من ثلاث ميات سنة، أمورهم هي هي و تهلهلت و تسيب الما عالبطيخ، من شيرة هذا عدو من النصارى هاجم مالبحر، و هاذم عروش الهلالية دارو في الحياصة، و من شيرة الوبا حاشا من يسنط يحتحت في العباد تحتحيت و الطايح أكثر مالواقف،. الحاصل رصاتشي البلاد طاحت خبزة باردة بين مخالب قوة هاك الوقت. و بداتلك اسبانيور و ترك يدّارسوا عليها، مشاشوات و قراصين يصولو و يجولو في البلاد، فراقط و شقفات كراكجية و طبجية تعمر في المدافع و المهارس بالدوبلي و المسمم و بارود بالكور ينم.
خرجوش السبنيور بعد اربعين عام و دخلناش تحت سلطة العصمللية، وجقات و دواوين و آغاوات و دايات و باشاوات و بايات و مماليك فيهم التركي و فيهم نصيب كبير ماللي تعبات بيهم البركة/سوق و دلال يقلب في السنسن و الذرعين/ من صقالبة الي تأسرو في البحر طلاين و امالط و كورس و جناوة و فرنسيس من مرسيليا و غيرها/ و قالك حقة حقة استسلمو على مشايخ الله و اعلم على صحة دينهم.
هي وقت البلاد كانت تحكم فيها دولة تنجم تقول من أولادها/ و الحفاصة ماهم كان بربر جاو مالمغرب// حتى لو كان هي هي في آخر دولتهم أغلب امراؤهم أماتهم علوج نصارى// ياما آش علينا/ كي يكثر الجور و ينزل عالرعية معصار المجبا، ما لها كان تتقطع البيعة بين الحاكم و المحكوم و لا نبات عرفك و لا تبات صانعي. أمالة ما بالك وقت اللي تبدا الدولة ماهيش من امالي البلاد/ حتى لوكان تحكم باسم خليفة المومنين في اسطمبول/ و زيد عسكرها اللي عافس في لاهالي أغلبهم ملاقيط من القوقاز و الالبان و البوسنة و الهرسك و رودز و غيرها، يتلغموا عليهم و يهتكولهم في اعراضهم و يغزولهم في ارزاقهم، ما يكون رد فعل الرعية كان طورة و الا فورة.

كانك من الجيهات البحرية و المدن متاعها الي مصالحها مربوطة بالحاكم و التجارة و البرانية،و العروش اللي يهزها طمع الحكم، هاذوكم يسلمو و يعطيو للذل كارو و يطاوعو و يطيعوو تتسمى هالجيهات و العروش مخزن. و منها جات كلمة مخازني و مخازنية. و كانك من العروش البعيدة الي ما قعدلها كان شقان عصا الطاعة / بما انها من هالزردة منسية و لا يوصلها منها لا الياسر لا الشوية/ هالجيهات و العروش تتسمى السيبة و في بلاد السيبة كبرت المصيبة و تتقطع السبيبة بين الرعية و الدولة و ما عاد يستعرفو بيها لا مفصلة محلاّت و عسكر و لا باي و حاشية مجمولة.

من حينك تتسيب العروش على بعضها، و تنكث العاهد اللي خذاتو بيناتها، من صحبة و علاّقة و حماية و آمان و يفـّلق اللي يفلـّق و يتفلـّق اللي يتفلـّلق و منها جات التفليقة و الفلاقة.
و اللي يفلـّق هو لا محالة بفلـّق على سلطة الحاكم و الدولة يامـّا موش يشرطه يزدم بالعنف عليه في واجهة/ و قالك الكف ما تعاند الإشفا/ لكن يرقد في الخط و ما يطيعوش و ما يستعرفش يسلطانه و هات من هاك الّاوي، و يدور عللّي حذاه م اللي أضعف منو و يهرسو، يعمل في خلاه ما والاه يغور و يسبي و يهز بالغصب لا يرجعه قانون الدولة و لا عاهد الجيرة و لا العرف اللي يربط الناس ببعضها. و قعد عند الناس أنه كل من يخرج على الحاكم و العرف راهو مفلـّق، مهما يكون الحاكم. و حتى وقت ثار علي بن غذاهم ولا وقت اللي ثاروا المقومين ضد احتلال فرنسا عم 1881 تسمات تفليقة و الا وقت ما ثار خليفة بن عسكر في جبل نفوسة في ليبيا ضد الطليان و هبتلو العروش التونسية من ورغمة تسمات المقاومة بتفليقة بن عسكر و الا تفليقة عام 14/ و تقال فيها شعر كبير/

يتبع

3 commentaires:

من بلد القيظ a dit…

يعطيك الصّحة،عمّ علي على ها السّرد والملخّص لتاريخنا وراك أحلتني لكتاب مازلت نقرا فيه (من الصّعلكةالشّريفة إلى البطولة الوطنيّة)لفتحي ليسير .ننتظر المزيد

Big Trap Boy a dit…

هايل الكسكسي بالمسلان يا أزواو سومنديل أوراغ، الحكاية لازمني نشريلها بزايد لبن لمتابعة بقيّة الحلقات

Azwaw a dit…

شهاب مرحبا بيك البقية في الطريق
ب ت ب: رُد بالك من اللبن ماك تعرف آش يخلف النوم والضراط ماذا بيك تحل الشبابك و تهوي الدنيا وبَعِّد الناس القراب ليك لا يتخنقو بغاز المصارين. فيما عدا ذلك بقلا ليها.